في مدح المجاهد البطل
سيدي محمد بن عبد الكريم الخطابي
هـل فــي الشمال جميلة ريفية ؟
يحيي الشـــعور جمالها القتالُ
إن العيـون المغربية داخــلي
مرســومة..و جراحـها أشكالُ
رحلت صديقاتي و رحت مسافـرا
بيني و بيـــن مقاصدي أميالُ
أنـا بيـن أصناف الجمال ممـزق
أيـدي الجنوب تجرني و شمـالُ
يا ليت عندي فـي عيـون واحـة
و لـدى الرمــوش مراوح و ضـلالُ
هــل لي أنا بغطاء شعر ناعم؟
و وسـاد صدر ؟ أم يخيــب ســـؤالُ ؟
أنـا شاعـر يهوى الجمال و عاشـــق
في وجـه كـل جميـلة جـوالُ
أتعبـت أحصنتي معي و قتــلتها
و أنا تعبـت ولا رحيـــم يطــالُ
هـل ثـمة امـرأة تكون خلاصـــة؟
كـي أستريـح و يستـريـــح رحالُ
تظني ولا تعـطي جــوابا شـــافيا
يفنـى الهـوى إذ ما أجيــب سؤالُ
هــل كنت مــن أجل النســاء مقاتلا
أم يـا تـرى معهــن كان قتـالُ ؟
تلد الحــروب مــع النساء قصائد
و الســلم يولد عنده الأطفـالُ
في قمـة مقـهـى أطل كشرفة
و بحسنــها تزهو بنـي مـلالُ
و عواطفي تهوي على ورقي ويهـ
وي خلفــها متسـابقـا شـــلالُ
بعض الجمال بمــا نراه مــدع
و مصــنع..وهنــا الجمال جمـالُ
الرأس يرفعــها افتخـاري للسما
ء و فـي السماء مـآذن و جبـالُ
أنـا فـي الأعالي طائـــر و حمائمي
طوقن جســمي و الجنـاح خيـالُ
إن أطلقــت حينا حمــاماتي يدي
الأرض يضـربني بهـا الزلـزالُ
هل موطنــي هـذا الذي لونته ؟؟
وبـناه فــوق دفـاتر أطفالُ
فـي درج سلوى خبؤوا فرساننا
و الخيل قـد ذبحت فلا تصهالُ
تلـغى من التاريخ أزهـار و فــي
الوجه الطفيليـات و الأزبـالُ
مـاذا سأكتب يا ترى في مغربي؟
أتـــرى لأعوام الغـروب زوالُ؟
الشـاعر الموهوب في أيامنا
متسول..أو بائع جـوالُ
و الشعر في برد الرصيف مهمش
و المدعون عليهـم الإقبالُ
القافزون على القصيد تطفلا
و الماثلون كأنهم أبطالُ
الإعتباطيــون في أعمالهم
و يرون أن خرابهم أعمـالُ
الضائعون على جسور غموضهم
في محضر الفوضى لهم أقوالُ
يا سيدي لا يسمعون توجعي
إني تعبت و ملني المـوالُ
يا سيدي التاريخ أنت محاصر
فهنا بثانية يموت نضـالُ
عمدا نفيت من الحديث نفيت من
تاريخنا و الاسم ليس يقالُ
يا سيدي قتلوك يوما خلسة
قتلوا زيان لأنهم أنـــذالُ
دفنوك تحت سكوتهم وتقاسموا
ميراثنا و كأننا أطـفـالُ
يا بارعات الحســن من أجـدير
معذرة لقد أسرتني الأبطالُ
باع طويل في مديـح نواعـم
لي والرجال إذا هناك رجـالُ
لمحمد عبد الكريم قصيدتـي
لكليهما ما في المديح مثـالُ
جمع من الشعراء جاؤوا بابــه
مدح الأمير تشرف و ســؤالُ
تكريم شعر هل سيوفه حقـه؟
أم شـاعر في صمته الإجـلالُ ؟
وضعوا على كفيه عرش خلافة
لم يغره لا منصب أو مـالُ
وبنى بقلب الريف أرض كرامة
حلم الكثير بمثلها و خيالُ
الصين تطلب علمه و كفاحه
ألنا على تاريخنا إقبـالُ ؟
هل ماو يعلمنا النضال ؟وعندنا
أستاذ ماو هو ملهم ومثـالُ
فلكم نسينا أصلنا و جذورنا
و لكـم لغير تنسب الأفضالُ
ولكم أقمنا ضجة لمزيف
ولنا الذي حارت به الأبطالُ
صار الشمــال الحر هامة مغرب
قد أشرقت في وجهه الآمـالُ
تسمو لـه أبصارنا..ونحوطه
بقلوبنا..و يضمه الإجـلالُ
علمتنا يا سيدي رفـع الرؤوس
وكيف تقطــن في الجبال جبالُ
علمتنا أن لا تفاوض جملــة
إن لم يكــن في كفنا استقلالُ
علمتنا أن الخنادق قد تصـــير
فــنادق و يسر فيها الحــالُ
علمتنا أن البنـادق عنــدما
تحشونها عزما يكون محالُ
ورفضت أوسمـة الجميع لأنه
في صدرك اســم الله فيه جلالُ
ولترفض التمثال أنــت مجاهد
و جميعهم في صمتهم تمثــالُ
وحدت بين قبـائل و كفيتهم
شرا و حــول للعدو قتالُ
و قبائل الأعـراب في عصبية
في الجاهلية كلهم لا زالوا
هل يدخل الإسلام أرض قلوبهم
أو للعروبــة قائد و رجالُ ؟
غبراء تجري في العقول وداحسُ
خلف الرهان عباءة و عقالُ
بترت أيادينا البسـوس و لم يزل
ورم اليهود بقلبنا يختــالُ
جاء الجراد لأرضنا ستـون
ألفا كلها ملئت بها أنـوالُ
فمضت مئات من رجال صنيعكم
و جرى بأسلحة العدو قتالُ
الطائرات تصاد مثل حمـائم
فكأنما للصيد كان رحالُ
ويصاد خنزير بصبر مقـاوم
و البعض في أعناقهم أغـلالُ
قد أصبــحت دبابة كذبابة
و الآليات يردها الإقبـالُ
صدقوا ثلاثة عشر رقم النحس
ألفنصو لقد عثرت بك الآمالُ
لكنه وعد الصدوق أتى فيا
سلفستري المغرور كان محالُ
غلب القليل كثيرهم والله مـن
آيات فضله تضـــرب الأمثالُ
خبــز الشعير فقط و تين يابس
هو زادكم لو يشبع المحتـالُ
كرم بدار مقاوم لضيوفـه
و لغاصب كـرم به الأهوالُ
في قلب داره كأس شاي علقم
لكن سيشرب بوله البوالُ
قلبت على عقب بهزة خيلكـم
قشتالة و أصابها الإسهالُ
فتأزم و مشــاكل و تقلب
منها كراس هزها الزلـزالُ
في جرحهم محفورة بحياتهم
لن يسلو الإسبان من أنـوالُ
عضوا أيادي من بنوا فردوسهم
أترى كذالك ترجع الأفضالُ ؟؟
عبر الشمال أتت لهم أمـوالنا
تركت هناك علومنا و جمـالُ
لكنهم سرقوا الشمال و خربوه
وخلفوه و جوع الأطفــالُ
فحقوقهم ووعـودهم كذابة
و الفاشيـون مسيحهم دجالُ
يا سيدي ضرباتهم تحت الحزام
و يظهرون كأنهم أبطــالُ
ألقوا قنابل سامـة من جبنهم
لليوم منها تقتل الأجيـالُ
شكرا قد استسلمت في نبل لكي
تبقى الحيـاة و كي يظل قتالُ
عشرون عاما في الجزيرة تائها
ربي فرنسا ما لها ترحـالُ
فادخل إلى أرض الكنانة آمنا
و عزيز مصر عنده استقبــالُ
ما كنـت منفيا ففيك المغرب
المنفي من يدنـا و فيك نضالُ
النفي نفي في البــلاد..كأننا
غرباء لمــا حقنا يغتالُ
قم كلنا موتى و وحدك عائـش
مات الشعــور و راقنا الإذلالُ
إن كنت مدفونا بقاهـرة فقد
يحييك ذكر أيها الرئبـالُ
بمقابر الشهداء مصر تنيمكم
أم الدنى أبناءها أبطـالُ
الثائرون بأرض مصر تجمـعوا
و كفى هناك محمد وجمالُ
يا سيدي عذرا لقد قصـرت
أنت ترى بإجلال ولست تقـالُ
عذرا فحسبك أن تظل معلما
من شخصه تتعلم الأجيالُ