أُنْشودَةُ الضَّياعِ
--------------
دَعاني العِشْقُ لِأُناجي
رَسْمَكَ السَّاكِنَ بَيْنَ الضُّلوعِ
وَلِأَرْشُفَ الوَجْدَ مِنْ طُهْرِ الـمَشاعِرِ
وَلِأُرَتِّلَ آهاتِ عَزْفِ صَمْتِكَ الـمَسْموعِ
فَناجَيْتُهُ وَذابَتْ النَّجْوى
بِجُفونِ عُيوني
وَصَهَرَتْ حُرْقَةُ الدَّمْعِ خُدودي
وَكَتَبْتُ عَلى أَوْراقِ أَحْزاني
أَناشيدَ الضَّياعِ
وَبَلَّلْتُها بِمَرارَةِ الدُّموعِ
تاهَ وُجْداني شَريدًا
يَتَلَمَّسُ نَبْضَ شَوْقٍ مُسْتَباحٍ
فَسَرى لَـهيبُ الشَّوْقِ
وَاكْتَوى القَلْبُ
وَأَصْبَحَ رَمادًا بَعْدَ احْتِراقٍ
نَثَرْتَهُ هَباءً
وَقُلْتَ لِنِدائِكَ
سَأَصُمُّ آذاني عَنْ السَّماعِ
فَقَلْبي لَـمْ يَعُدْ بِهَواكَ
مُسْتَرْسِلًا
اِسْتَفاقَ مِنْ غَفْلَةِ الـمَخْدوعِ
تَدَفُّقُ دَمْعي يُؤازِرُ جِراحاتي
يوقِظُ أَشْجاني
فَتَزْدادُ رَعَشاتُ الـحُزْنِ خَفْقًا
يَعْلو صَوْتُ تَـمْتَماتِ القَهْرِ
صَرْخَةٌ تُدَوِّي
تُبَعْثِرُ بَقايا أَشْلاءِ وُجْداني
سَأَعْتَرِفُ أَنَّا
انْتَهَيْنا وَانْتَهَتْ
ما بَيْنَ قَلْبَيْنا الـحِكايَهْ
ما عادَ طُهْرُ العِشْقِ
يَسْكُنُ الـحَنايا
أَعْلَنْتُ الـهَزيمَةَ
وَمَـحَوْتُ مِنْ ذِكْرَياتي
سِنينَ الـحُزْنِ وَوَيْلاتِ النِّزاعِ
بِحِبْرِ نَزْفِ جِراحاتي
سَأُوَقِّعُ عَلى أَشْلاءِ التَّمَنِّى
دُخولُكَ مَرْفَأَ عِشْقي
أَصْبَحَ في حُدودِ الـمُحالِ الـمَمْنوعِ