|
سميّة العصر !!.. |
صالح بن علي العمري – الظهران |
-------------------------------------- |
ياطيفَ فاطمةَ الرزانِ سـلامُ |
يا درّةَ الأخلاقِ، يا نعشَ الندى |
تفديكِ منّا الروحُ والأجسـامُ |
الصِّبرُ في جَنْبِ العقيدةِ بلسمٌ |
والجرحُ دون حياضها يلتامُ |
ولقد يموتُ الخائبون على الهوى |
ومصارعُ الهِمَمِ الجِسامِ جسامُ |
ها قد وُلدتِ من البلاءِ زكيّـةً |
إن البلاءَ طهـارةٌ و وسـامُ |
أضحى هُتافُكِ يقظةً دينيـةً.. |
فأولو الصَّبـابةِ سُجّدٌ و قيامُ |
وكأن صوتَكِ نفثةٌ روحيـّة ٌ |
تُحيي عظامَ المجـدِ وهي رِمامُ |
سالتْ بأوردةِ الإباءِ فحُطِّمَتْ |
هامُ الضلالِ.. وزُلْزلتْ أقدامُ |
أسميّةَ العصرِ انتصرتِ، وإنما |
عُمْـرُ الـذين تجبّـروا أيامُ.. |
جسدُ المجاهدِ للشظيّةِ واللَّظى |
وجسومُنا لقذى القبورِ طعامُ |
والقيدُ والسجـنُ المؤجَجُ رفعةٌ |
فكلاهما لكِ حليةٌ و مقـامُ.. |
وكتابُكِ الدامي بشـارةُ نفـرةٍ |
فكأن سَبْكَ حروفِهِ ألغــامُ |
ودموعكِ الحمراءُ موجٌ عاصفٌ |
ونشيجُ صدرِكِ ثورةٌ وضِرامُ |
ودعاؤكِ المبحوحِ في غسقِ الدُّجى |
فوقَ العدوِ صواعقٌ و سهامُ |
هي أمّةٌ سقطت مبادئُها، وقــدْ |
أذِنَتْ بوَشْكِ هلاكِها الأيـامُ |
جاءوا بثوب الكبرياء كأنهـم |
زُمُرُ الملائكِ والشعوبُ سوامُ !! |
خرجوا رئاء الناسِ.. حلفـاً أبترا |
فهووا بوثبات الجهادِ وهامـوا |
جاءوا "لتحرير العبادِ" من الهدى!! |
وهمُ عبيدُ الشهوةِ الأقــزامُ |
جاءوا "لتحقيق العدالةِ" والرَّخا !! |
وعلى يديهم تُنقضُ الأحكـام!! |
جاءوا –فواعجبي- لحقنِ دمائنا!! |
فجَرَتْ بها الأغوارُ و الآكـامُ!! |
وأتوا لإطلاقِ القيـود فأُصمِتَتْ |
فكأن يومَ أبي غريبٍ عـامُ !! |
علموا بأنّكِ في عفافِكِ آيـــةٌ |
جُلّى.. يُضامُ الدينُ حينَ تُضامُ |
ففضَحْتِ مبدأهم.. ودُسْتِ قناعَهم |
حتى اشمأزّتْ منهمُ الأنعـامُ |
وأقمتِ في دربِ الكرامةِ والفـدا |
جيلاً عن الثارات ليسَ ينـامُ |
في كلِّ رابيةٍ تَرَصّـدُ ضيغـمٍ |
وبكلِّ فج ٍّ هيعــةٌ وقَتـامُ |
ورحلتِ والتأريخُ صاغكِ قدوةً |
يرنو لها الصوّامُ و القُـوّام ُ |
والمسكُ يعبقُ من دمائكِ عاطرا |
وعليكِ من شجنِ القلوب زحامُ |
وقفتْ تُشيّعكِ المحاجرُ والحشـا |
فكأن نعشكِ في السماءِ غمـامُ |
والمرجفونُ تلفّعوا رُقعَ الونى.. |
وكساكِ فينا الصبرُ والإقـدامُ.. |
أرأيتِ وجـهَ الكفرِ فظّاً حينما |
يُهجا التُّقى.. وتُقدّسُ الآثـامُ!! |
أرأيتِ كيف الأرض يُسرقُ خيرُها |
والطفـلُ يوءدُ والقتيـلُ يُلامُ |
أرأيتِ كيف العرض يُهتكُ جهرةً |
والجُرمُ عُرفٌ واللصوصُ كرامُ!! |
أرأيتِ حين تعطّلت خيلُ الفِـدا |
كيف استطال البغيُ والإجرامُ!! |
أرأيتِ قطعان النِّـفاق تقاطـرت |
وعمائمَ "الآياتِ" كيف تُسَامُ !! |
يا أمتي لـن تبْلُغـي قمـمَ العُلا |
إلا بشـرعِ اللهِ حيـنَ يُقـامُ |
هذي شعوبُكِ في العراءِ طريدةً |
يتضورونَ.. كأنهـمْ أيتـامُ |
أسفـي على أنّات ألفِ عفيفـةٍ |
والكونُ ينصتُ والمُنى أوهامُ!! |
أسفي على صرخاتهنّ ولم يُجبْ |
إلاّ الصدى واللهوُ و الأنغـامُ!! |
أسفي على عرضٍ تدنّسَ طُهرهُ |
وتمزّقتْ عن نوره الأكمـامُ .. |
أسفي على هارونَ فوقَ جوادِهِ |
وعُرى السياسةِ مصحفٌ وحُسامُ |
يتراعدُ النقفورُ من عزمــاتِهِ |
والهندُ تشمخُ عزّةً والشــامُ |
أسفي على المجدِ الذي دالتْ به |
بعد التلاحمِ فُرْقةٌ و خِصـامُ |
في ذمّة الرَّحمن آسية الرِّضا |
فبطيبِ ذكركِ طابتْ الأقلام ُ |
في ذمة الله الفـؤادُ وأعظـمٌ |
وحشـا بكل فضيلةٍ مُلْتـامُ |
وترابها في الكرخِ روضٌ عابقُ |
بردٌ على جُثمانها و ســلامُ |
سيظلُ صوتُكِ للزمانِ.. كأنمـا |
نادى بلالٌ فانتخى الضرغامُ |
فترقّبي ميـلادَ فَجْرِكِ.. إنمـا |
هذا المخاضُ ودونه الآلام ُ.. |
كم فارسٍ هزَّ الوجودَ بمـوتهِ |
لتقومَ مِنْ أشلائـِهِ أقـوام ُ!!... |
والسلام عليكم ورحمة الله |
|