كالإيجاز في الإيعاز.. كالتطرف في التصوف.. كلوحة غير مكتملة الملامح.
كحربٍ لمْ تضع أوزارها بعد.. كدهشةِ الوصولِ إلى اللاشيء بين الأشياء المكتملة.. هو حبك.
أتى بطعم الجرعة الأولى مِنَ البنج .. بلذة الرقصة الأولى على منحدرات الغيم.
هو الفضيلة الوحيدة التي رفعتْ أكفّها البيضاء في زمن الخطايا.. وهو انتصار المفردات على شفاه الصمت.
لم تكُ تمشي بكعبٍ عالٍ يومَ أحببتها, كانتْ حافية القدمين, تمشي بإختيالِ زنبقةٍ لا تلبسُ إلا عُريها.. تَرفلُ بكل فاصلة مِنْ أنوثتها.
طاغيةٌ كواقعيةِ مُستحيلْ .. كطقسٍ أولٍ مِنَ العناق.
كمعجزةٍ .. كبشارةٍ كونية , لا تتركُ للروح أمامها سوى الإنحناء و التبرك.
هكذا كُنْتِ.. أيامَ كنتُ إذا ما ذكرتكِ, يَممّتُ وجهي نحوكِ, وإنْ كانتْ الكعبة ورائيا.
وهكذا كنتُ .. أيامَ كنتِ حبيبتي .. عاشقاً غجرياً , يعشقُ حتى الإنتحار.