طبيبة شاهدة عيان على مجزرة - فضّ - رابعة
أصعب تجربة مرّت عليّ أن يتحوّل الطّبيب الجرّاح إلى (حانوتي) ينقل الموتى!
أن ترى أمامك مئات الجرحى والمصابين بإصاباتٍ خطيرة ولا تستطيع أن تفعل لهم شيئًا!
ما رأيته في المستشفى الميدانيّ يوم فضّ اعتصام رابعة لا يمكن أن يتصوّره عقل، ولم أر له مثيلاً في أسوأ أفلام الرّعب!
أن ترى مخّ إنسانٍ يخرج جرّاء إصابة برصاص حيّ..
أن نُجبر على أن نترك المرضى، والمصابين ونُغادر المستشفى فورًا وإلا كان مصيرنا القتل..
أن يُحرق المستشفى بكلّ مَن فيه من الموتى، والجرحى، والمصابين، والأطفال، والنّساء، والشّيوخ؛ لإخفاء معالم المجزرة..
أن تسمع صراخات الأحياء وأنّاتهم وهم يُحرقون داخل المستشفى الميدانيّ في ميدان رابعة العدوية وتقوم قوات الأنقلاب بقنص وقتل كلّ مَن يحاول الاقتراب، أو الإنقاذ..
هذه أمور لا يمكن أن يحتملها بشر، ولا يتصوّر أنّ مَن قاموا بهذه المذبحة بشر!