"أسد جريح"
قال أسد مثخن بجراحه لأولاده ناصحا :
-الشجاعة أن تدخل أي معركة دونما خوف .
فنظر إليه احد الأشبال ،وقال :
-ولكن جراحك عميقة ،والدماء تنزف بغزارة.
فغضب الأسد ، و زأر زأرة اهتزت لها أركان الغابة ، وجاءته الحيوانات صاغرة ، إلا من ثعلب نظر له هازئا . وصرخ الأسد في الشبل الصغير :
-أنت ابن ضال .
فنظر الشبل الصغير إلي الأرض منكسرا، وقال متأسفا :
-اعتذر .
انفجر الثعلب ضاحكا بخديعته للأسد ، مما جعله يقع في شرك الصياد أسيرا ، وقال للحيوانات منتشيا:
- يظن بأنه شجاع.
مسح الأسد علي ظهر الشبل الصغير :
-الشجاعة لا تعني انك دائما المنتصر .
ضحك الثعلب ضحكة قوية ، فالتفت إليه الحيوانات مندهشة ، فيما قال لهم :
- كاد الصياد أن يفترسه لولا تدخلي في الوقت المناسب .
أضاف الأسد مخاطبا أشباله :
-الشجاعة أن تكون نظيفا في معاركك مع الآخرين .
تمرغ الثعلب بين الحشائش في غرور شديد ، وقال محدثا الحيوانات :
-قلت للأسد أنا من أنقذتك من الشبكة .
احتضن الأسد أشباله ، ومازالت جراحه تنزف :
-الشجاعة هي أن تكون قويا عند النصر والهزيمة .
نظر الثعلب إلي الحيوانات ، وقال لهم مفتخرا :
-أنا أقوي من الأسد .
اسند الأسد رأسه إلي الأرض ، ونظر إلي أشباله نظرة أخيرة ، وقال بصوت واهن :
-الشجاعة هي أن تعرف متى تموت .
قال الثعلب للحيوانات :
-يعيش الثعلب الذكي .
نظرت الأشبال إلي الأسد الراقد طويلا دون أن تنبس.