أفيقي.
طريقُ العمرِ وعرةٌ وزادُ أيامنا يستنزفُ من أرواحنا، قدمُ الأملِ تشققت ألماً، شمسُ القدرِ لاهبةٌ وبردُ الوحدةِ زمهريرٌ يتسللُ ليسرقَ ظِلنا، أسمالُ الحياةِ لا تكادُ تسترُ عورةَ قلوبِنا .فلنمضِ معاً نشدُّ أزرنا، لنبني جسراً لإحلامِنا ولنقطعَ يدَ سخريةِ القدرِ بمعولِ إرادتِنا .
أفيقي.. أيا فرحاً يلونُ عمري الآتي، أفيقي واروِ أشواقي، لِنُمسكَ فجرَ حاضِرِنا و نجري نسبقُ الحزنَ، لنفتحَ صفحةً أخرى فما زالَ بنا قبسٌ من الأحلامِ يحملنا على أمواجِ غربتِنا، لِنُبحِرَ فوقَ هامةِ السحبِ ونمحوا كلَ تاريخٍ وُجِدْنا فيه مُصادفةً، لِننقشَ فجرَنا عُنوةً و نكسرَ طوقَ ماضينا .
أفيقي رفيقةَ الروحِ فلا وجعٌ سيُثنينا ولا ذكرى ستُحزِنُنا، لنمتطي صهوةَ الكونِ فما عادت هذهِ الأرضُ بما عليها تعنينا