يا شهْرَزَادِيَ لوْ تدْرِينَ ما خَبَرِي
لَمْ تَسْأَلِي قَطَُّ عنْ سُهْدِي وعنْ سَهَرِي
ما خُلِقَ اللَّيْلُ إلاَّ كَيْ نُسِرَّ لَهُ
حِينًا ببعضِ الشَّجَا في حَضْرَةِ القَمَرِ
أَلُوذُ بالصَّمْتِ حتَّى صِرْتُ أَغْرَقُ فِي
صمْتٍ غَدَوْتُ بِهِ مِنْ إخْوَةِ الحَجَرِ
أُنَادِمُ النَّجْمَ لمَّاعًا وفِي مُقَلِي
سَنَاهُ، عَلِّي أَرَى فِي وَجْهِهِ صُوَرِي
النَّجمُ يا صَاحِ لمْ تُدْرَكْ مَرَابِعُهُ
لكنَّنِي شَاحِذٌ مِنْ بُعْدِهِ نَظَرِي
يا شَهْرَزَادِيَ لا تسْتَمْطِرِي سُحُبًا
يَكْفِي الوَرَى مطراً أنْ جَاءَهُمْ مَطَرِي
عَصَفْتِ بِاللُّبِّ، بلْ أَفْنَيْتِ مَنْطِقَهُ
وَبِتُّ أَلْتَهِمُ الأعشابَ كالبَقَرِ
سَلِي سُليمَانَ عَنْ ريحٍ إذَا عَصَفَتْ
بِالمَرْءِ، كَيْفَ يُرَاعِي عُدَّةَ الحَذَرِ؟
طِفْلاً كَعِيسَى بِمَهْدِي كُنْتُ أَنْطِقُ بِاسْـ
مِكِ الَّذي شَبَّ فِي شَيْبِي وفِي كِبَرِي
ليْتَ الجَمَالَ وليتَ العِشْقَ ما خُلِقَا
لَكُنْتُ دُونَهُمَا السُّلْطَانَ فِي البَشَرِ
=======
يا نخلةَ الرُّوحِ كمْ ألْقَاكِ شامخةً
سبحانَ مَنْ كانَ معْصُومًا مِنَ القِصَرِ
يا شهْرَزَادِيَ إنَّ اللَّيلَ مِثْلُ دَمِي
يجْرِي بعِرْقِي كَجَرْيِ المَاءِ فِي النَّهَرِ
لا تَطْرُدِيهِ إذَا مَا الشَّجْوُ أَرَّقَنِي
العينُ لوْلاَ سَوَادُ الكُحْلِ لَمْ تُـنِرِ
كَبُرْتُ بَيْنَكُمَا يَا شَهْرَزَادُ وَيَا
ليْلاً، وغادرتُ كرْهًا دَوْحَةَ الصِّغَرِ
فَيَا خَلِيلَيَّ فِي مَحْيَايَ إنَّكُمَا
منِّي بمنزِلَةِ الأفْنَانِ فِي الشَّجَرِ
هَبْ لي عصاكَ أيَا موسى أشُقُّ بِهَا
غَدِي، وأكْشِفْ بِهَا مَا اخْتُطَّ مِنْ قَدَرِي
لوْ ظنَّ ليْلِي بأنّي شاربٌ ثَمِلٌ
فهلْ سَكِرْتُ بِلا رَاحٍ ولاَ وَتَرِ ؟
فشلتُ يا ليلُ واعذُرْنِي على فَشَلِي
يا ليتَ دَيْنِيَ لوْ أَقْضِيهِ مِنْ بَصَرِي
وإنني راحِلٌ حيثُ القضاءُ رَسَا
فقدْ عزَمْتُ لعُكّاظِ الهَوَى سَفَرِي
تالله لَوْ عَابَنِي الحُسَّادُ لمْ يَجِدُوا
عيْباً سِوى أنّني في أرْذَلِ العُمُرِ
هَذِي مواويلُ آهَاتِي أُرَتِّـلُهَا
لَحْناً، وليسَ يُعَابُ العُمْيُ بالعَوَرِ