طوبى لهذا الشعب أنهكه الشقاء
ماكاد يخرج من بلاء
حتى أعيد إلى بلاء !
طوبى لطفلات تنام على الرصيف
غفت تشد البطن تحلم بالرغيف !
بشبه أثواب تدثر ذلك البدن اللطيف
واللعبة المكسورة المهداة من أم قضت
بالكاد تحملها عظيمات لصدر ناتئ
السل فيه ينخر..
ويرهق الجسد الضعيف :
كم كان غضا منذ أيام مضت !
البرد عشعش في ضلوع منهكه ..
فداعب الدفء خيالا ناعسا..
استبدلت أحلامها:
ماعاد ينفعها الرغيف !.
طوبى لأطفال يتامى.. للأرامل
صارت بلا مأوى.. تفترش العراء
ولأمهات ذبحت أطفالها
جهرا جهارا..دونما أدنى حياء
بمدى مثلمة لتذبح في هدوء !
جزارهم يحذوه فيما يفعله :
حرفية التنفيذ .. إثبات الولاء !
حرقوا المنازل.. هدموا جدرانها
سيقت حرائرها سبايا ..
هتكوا أعراض العذارى..
وبأحضان الأمهات :
من الوريد إلى الوريد
نحروا رضيعات على وشك الفطام..
بقروا أرحام الحبالى
وكل سكان الوطن
في شرعهم :
إما عبيدا أو إماء !.
**********
أنتم قطعان الضباع
سفاحون ماجنون مخضرمون
صرتم بمرحلة الشذوذ !
ولأنكم أخلاقكم خلق القطيع
ولأنكم طبع القطيع طباعكم
صارت تنشيكم رائحة الدماء
تنبش في نزواتكم ..
فتوغلون في المزيد من الدماء
لتستزيدوا الإنتشاء ! :
تقمص الشيطان في أرواحكم
بقلوبكم
في سمعكم وعيونكم
بعظامكم وبلحمكم وبشحمكم ..
حتى في أنفاسكم..
في كلكم.
الجن يسكن ذاتكم
الجن في آبائكم
ورجالكم.. ونسائكم
الجن في زوجاتكم
في نسلكم .. وجدودكم..
سحقا لكم :
لاطب ينفعكم ولايجدي علاج..
ولا تخلصكم تمائم
ماعاد يجدينا بكم
إلا نيازك حارقة
وصاعقات من جهنم نازلات
تجتث منكم شركم
تجتثكم..!
أمثالكم مثل الوباء
لايرتجى منه شفاء
لاشيء يمحو رجسكم
إلا لهيبا يستعر..
لابد من إحراقكم !
**********
الشعب هذا المضمخ بالفخار
سيطهر الأوطان منكم
وستهزمون ..
وكما تنخسئ الكلاب تغادرون !
سيحجب الهواء عنكم والمطر
وسوف يطفئ شمسكم ..
سيثور كالبركان فوق رؤوسكم ..
بئس المصير مصيركم !!
جنيكم هذا سيرجع قمقمه
وإلى المزابل ترجعون !
" من المزابل جئتم : من حيث جئتم ترجعون " .
لاتفرحوا وتهللوا :
فما إلى مزابل التاريخ أنتم ذاهبون..
مزابل التاريخ لا تقبل بكم !
سيصيبها الغثيان لو يرمى بها أمثالكم !.
منذ الأزل :
أعتى الطغاة استوعبت ..
لكنها معكم ستكره نفسها ..
مامر فيها صنوكم
" عشق الجريمة عندكم مثل التعبد والصلاة
ترتاح فيه نفوسكم وتطمأن إلى الحياة "
**********
في أرضنا .. ومنذ أن وجد البشر
القوم عاشوا في رخاء
ماكان يشغل بالهم إلا العطاء ..
الرمل في صحرائهم
كان زهورا واخضرار..
حتى الحجارة عندهم غلت ثمار !
كانت فراخ طيورهم
" في البيض قبل الفقس " تصدح بالغناء
رضعهم .. تلقي أناشيدا وشعرا
والبكم تعطيهم دروسا في البلاغة !.
بمحبة الكل عاش ..
حتى الوحوش استأنست :
نامت حمائمهم بأوكار الذئاب
واللبؤة للحملان صارت مرضعة..
ثعلبهم .. لم يسرق جبن الغراب !
لم تأكل الضبعات أطفالا نيام ..
أسلافنا
بالعدل عاشوا في أمان
لاحاكم يطغى ولا باغ يجور :
حتى أتتنا النائبات من الزمان
تغولت فينا وغاب العدل عنا
تغير الحال وصرنا في هوان..
وبعد كل الخير في أوطاننا
عم الخراب وسادت الفوضى المكان.
ياأمة نكبت بكل وجودها
صبرا.. فإن الشمس تشرق في أوان !
وأبشروا.. النصر آت لامحال
فالرب لن يرضى لأمته الهوان ..
الرب لن يرضى لسوريا الهوان !.