غزة في عيون نيسانية

" نصٌ كتبته إثر حرب ( 2008 ) على غزة
كنت فيه أنقب عن نفس ألهبتها سنوات يستمر هطول عجافها "

غزة يا عزيزي .. أتراك زرتها أم هل تجولت في أرجائها المجدبة ؟

أترك الحديث الآن لأحد أبنائها الذي لا بد لك أن تصدقه حين يخبرك بأنه قد عرفها وجهلها في آن واحد ، كما يعرف الحاذق فينا دقائق واقعه التعس ، ويجهل ما كُتب له في
صحائف الغد.

غزة يا عزيزي .. هي تلك الدنيا التي جادت علينا بزمن من الحب، فسرنا ذلك الزمان ، لتسوء بعد ذلك وجوهنا أزمان التقدم نحو هدف سرابي.

غزة ... مدينة كنعانية باهتة .. مثقلة بعراقة الحزن العربي القذر.

غزة .. صورة صارخة للوحة خالدة أبدعها "الرفاعي" :

وُلدت كي ترى إذلال أمـــة

غفلت فعاشت في دياجير الملمة

مسرح عملاق يحقق أعلى الإيرادات ما زالت تؤدى فوق خشبته ملهاة " التخاذل الشعبي والقمع النظامي "

مثال حي لقول " الرفاعي " * :

وتخاذلوا والظالمون نعالهم فوق الجباه

كشياه جزار وهل تستنكر الذبحَ الشياه

عزيزي .. إنك " غر ساذج " إذ أنت صدقت بأن غزة استثناء من منظومة " الطبل العربي البلدي" ، خدعك ذياك البريق الذي أوحاه لك ساحر يقتات الإعجاب واللقيمات
الفاخرة بألاعيبَ وعروضٍ تأخذ أبصاراً عمياً وقلوبا غلفاً.

عزيزي ... أنا الذي لا يكره غزة ، ولا يشعر بالشفقة على مساكينها البلهاء ، لا يبحث عن مهرب من عفنها الذي طالما أحبه قلبه؛ ذلك القلب الذي ما عاد قادرا على رد السهام
التي تنطلق يأسا أحمقَ وهزائمَ تعزفها " جوقة المهندسين لثقافتنا العارية " لحنا قوميا وبعد فترات تحيله ترانيمَ جنائزيةٍ ، ليغدوَ في آخر الأمر أدعيةً تبارك لحظات الهروب
إلى الواقع الراغب بأن ينتشيَ بأمجاد فتح مبين.

غزة يا أيها العزيز ... لا أحاول ولو لكَرة واحدة أن ألملمَ ذراتِ كبريائها الذي بعثرته أوهام ثورية تورث الغثيان .

فقد أقسمت ألا أعيد لصورتها المتهشمة رونقا كان ينطق إلى حين بالبهاء.

ببساطة مهذبة ؛ أنا الآن مشغول عنها غير مكترث بما يستعر في أحشائها ... فعندي الأهم من كل تلك المحاولات العبثية.

لن أتعلل بعدم قدرتي على امتلاك ناصيته ، كي أفر من استلال سيفي في وجهه .

لأن " أهميَ " سرٌّ أدركت أنه من الأجدر ألا تبوح به جنبات القلب المسكين وألا تحتويه فضاءات العقل الرمادية .

فهو وليديَ الأول بعد سني الشقاء المخملية . فهل توافقني الرأي يا عزيزي بضرورة ألا ترى شمس نيسان ؛ ذلك الذي يبدأ أولى عروضه الربيعية بأكذوبة خالدة وينهي موسمه
الممجوج بواحدة من عنترياتنا اللعينة.

* من قصيدة " أرملة الشهيد " للشاعر المصري الراحل ـ هاشم الرفاعي ـ رحل عنا سنة1959 وهو في الرابعة والعشرين من عمره ، تاركا روائعه الخالدة.

غزّة والألم المتوارث من جيل لجيل وحصار يجعل حتّى الطّير يضيق ذرعًا بسمائه على رحابتها

وكم تعجب حين تسمع عن شعب قادر على الصّمود والثّبات في ظلّ الحصار الخانق

وتحمّل جزّاريه من الدّاخل والخارج

وتحمّل سياط الخونة وسياط الجلّادين

حين أتخيّل كلّ ذلك أعجز عن وصف شعب كهذا بمصطلحات قاموسي الشخصيّ

فمن لم يعش ذات الظّروف والتّفاصيل أنّى لقاموسه أن يظفر بما يصف قسوة الحياة وشظفها في ظلّ ما يحدث في القنبلة الموقوتة المدعوّة بغزّة.

ولكنّي على ثقة أخي بأنّ شعبًا استطاع قهر كلّ الصّعاب والبقاء رغم كلّ هذه الظّروف ورغم خذلان حكومات مصر وبقيّة الدّول العربيّة ومنع يد العون عنه وعن أطفاله الأبرياء هو شعب بطل بكلّ المقاييس.

وأنّ غزّة ستبقى أرض العزّة والكرامة والإباء رغم كلّ أشباه الرّجال الذين يمسكون بناصيتها ورغم الدّود الذي ينخر في جذعها العريق ورغم كلّ الضّباع والنّسور الذين يتربّصون بها حيّة أو ميتة.

نثيرة حيّة نابضة وصفت آلام كلّ حرّ شريف يعيش في ظلّ المتاهة التي فرضتها سيول التّناقضات في دوّامة حصار غزّة المتعدّد الأبعاد.

دام شموخ حرفك مبدعنا.

مودّتي

غزّة والألم المتوارث من جيل لجيل وحصار يجعل حتّى الطّير يضيق ذرعًا بسمائه على رحابتها

وكم تعجب حين تسمع عن شعب قادر على الصّمود والثّبات في ظلّ الحصار الخانق

وتحمّل جزّاريه من الدّاخل والخارج

وتحمّل سياط الخونة وسياط الجلّادين

حين أتخيّل كلّ ذلك أعجز عن وصف شعب كهذا بمصطلحات قاموسي الشخصيّ

فمن لم يعش ذات الظّروف والتّفاصيل أنّى لقاموسه أن يظفر بما يصف قسوة الحياة وشظفها في ظلّ ما يحدث في القنبلة الموقوتة المدعوّة بغزّة.

ولكنّي على ثقة أخي بأنّ شعبًا استطاع قهر كلّ الصّعاب والبقاء رغم كلّ هذه الظّروف ورغم خذلان حكومات مصر وبقيّة الدّول العربيّة ومنع يد العون عنه وعن أطفاله الأبرياء هو شعب بطل بكلّ المقاييس.

وأنّ غزّة ستبقى أرض العزّة والكرامة والإباء رغم كلّ أشباه الرّجال الذين يمسكون بناصيتها ورغم الدّود الذي ينخر في جذعها العريق ورغم كلّ الضّباع والنّسور الذين يتربّصون بها حيّة أو ميتة.

نثيرة حيّة نابضة وصفت آلام كلّ حرّ شريف يعيش في ظلّ المتاهة التي فرضتها سيول التّناقضات في دوّامة حصار غزّة المتعدّد الأبعاد.

دام شموخ حرفك مبدعنا.

مودّتي

ستظل غزة أغنية .. وغيما
فرغم قسوتي .. ومسنونة رمح حاولت أن أبعد شبحها

تبقى غزة معشوقة .. وقصيدة بعد لم تكتب

بوركت أبدا أختنا الفاضلة أ. فاتن دراوشة
بما أضفيت من نور الوجع ووجه

مودتي وتقديري

الجرح واحد , والقاتل نفسه , والرغبة سلطة أو جاه أو مال , والضحية كالعادة ذاك الدرويش البسيط الذي لا يملك سوى قوت يومه.
إن خنعنا , تلاحقنا اللصوص , وإن ثرنا تأتيك أفواجه وقد غيرت ألوانها وألبستها , الشكوى لله وحده
غزة أيها الفاضل المبدع , آخر أنشودة ملحمية , في حلوق البؤساء الطيبين , هي آخر قلاع البأس , وأزهى كروم الأمل , لن يستطيع لص ولا متنطع ولا جاهل أن يدنس ترابها الأبي.
لكم محبتي أيها البهي وخالص تقديري.

الجرح واحد , والقاتل نفسه , والرغبة سلطة أو جاه أو مال , والضحية كالعادة ذاك الدرويش البسيط الذي لا يملك سوى قوت يومه.
إن خنعنا , تلاحقنا اللصوص , وإن ثرنا تأتيك أفواجه وقد غيرت ألوانها وألبستها , الشكوى لله وحده
غزة أيها الفاضل المبدع , آخر أنشودة ملحمية , في حلوق البؤساء الطيبين , هي آخر قلاع البأس , وأزهى كروم الأمل , لن يستطيع لص ولا متنطع ولا جاهل أن يدنس ترابها الأبي.
لكم محبتي أيها البهي وخالص تقديري.

" وإن ثرنا تأتيك أفواجه وقد غيرت ألوانها وألبستها "

هم هكذا سارقوا عرق ثوراتنا ..

غزة كما قلت وكما هي بوابة جحيم لكل من قامر بقوت صغارنا..

لكن نصي هذا أخي الحبيب وأستاذي الجليل أ. بشار العاني

جاء عقب حرب كانت غزة فيها تقاتل بأنفاس أرادوا أن يخمدوها ..

لك محبتي وتقديري وإجلالي أستاذنا الكريم

غزة عندما ترتدي وشاحها الأحمر!
وتفوح رائحة عطر التّراب,
عندما يُصبح الليل نهارًا, وتُزغرد أفواهُ البنادق
فيحيا منا ألف شهيد,
ترتوي الأرض!
ويأتي النصر
فيزهر نبتها الأخضر

أ. محمد
أعدتني لهول الذكريات في تلك الآونة, لما كان من فقدان الأحبة, ونظرات الجرأة في عيون الأطفال, وخوف أبناء القردة
في فلسطين كل شي مختلف,
شكرا لجمال نبضك هنا
محبتي

حين يختلظ الضوء والعتمة .. تكون المعرفة التي نجهل جدواها ... وتكشف سر حيرتنا .. وترسم غدنا وتوزع الأدوار على هممنا لتقضي وتنقض على همومنا .. هي ذاتها المعرفة التي يحجبها عن أعيننا تجار الوهم والدم التجار الذين جعلوا الناس بضاعة .. وسلعة تباع وتشترى ... كل ما علينا أن نستيقظ ونستفيق من غفلة طال أمدها .. انحمل هم قلوبنا الحزينة ... ونكدح في مسار التناصح ونشغل الشمعة التي تنير كل هذا الظلام والركام ....


مودتي لقلوبكم.

غزة عندما ترتدي وشاحها الأحمر!
وتفوح رائحة عطر التّراب,
عندما يُصبح الليل نهارًا, وتُزغرد أفواهُ البنادق
فيحيا منا ألف شهيد,
ترتوي الأرض!
ويأتي النصر
فيزهر نبتها الأخضر

أ. محمد
أعدتني لهول الذكريات في تلك الآونة, لما كان من فقدان الأحبة, ونظرات الجرأة في عيون الأطفال, وخوف أبناء القردة
في فلسطين كل شي مختلف,
شكرا لجمال نبضك هنا
محبتي

صديقي العزيز : أحمد

"إنها الحرب قد تثقل القلب
لكنّ خلفك عارَ العرب
فلا تصالح
ولا تتوخى
الهرب "

هكذا رأى الشاعر : أمل دنقل الحربَ
الحرب ..
وهكذا نراها

مودتي لروحك

رغم روعة النثرية إلا أن العيون النيسانية أجحفت في حق غزة رمز العزة ألا يكفيها مهابة تحطم أصنام محبيها و قصمها لليأس ما أشرقت عليها شمس وغربت.تحية إكبار لصامديها أسأل الله أن يجعل ذلك مرابطة في سبيل الله.تحياتي وتقديري.

رغم روعة النثرية إلا أن العيون النيسانية أجحفت في حق غزة رمز العزة ألا يكفيها مهابة تحطم أصنام محبيها و قصمها لليأس ما أشرقت عليها شمس وغربت.تحية إكبار لصامديها أسأل الله أن يجعل ذلك مرابطة في سبيل الله.تحياتي وتقديري.

غزة .. تقسو أحيانا
وأحيانا نقسوا عليها

لكنها قسوة الحب

بوركت أخي العزيز غصن الحربي

مودتي وتقديري