نجدة
انفرد ضابط المركز بالمتهم المحجوز، في سجن المركز، على ذمة قضية السطو على
بيت الدكتور(.....)الذي ودّعه في بهجة وانشراح.. بعد تسجيل المعلومات المطلوبة،حيث تم القاء القبض على المتهم متلبسا بالسرقة..وتم حجزه على اثرها، ليحال يوم غد الى محكمة الجنايات
قال الضابط في غلظة للشاب النحيف المرتبك امامه: ..
-هل تعلم..عقوبة السارق..؟
ردَّ المتهم في تلعثم وآرتباك..
- قطع الـ.......يد...سيـ......ــدي..!!
بيد أنه في لحظة من لحظات حسن الحظ ،الذي كان يُعرَفُ به، أستنشق من نظرات
الضابط ومطالعة سريرته ،رائحة الفرج القريب، وتهللَ داخله بالبهجة حين أدرك ان الضابط مقبل معه على مساومة العمربالنسبة له..فآنتظر الجوهرة التي ستُقذف بين يديه,بكل لهفة وترقب..لكن الضابط بدأ يتحدث اليه( بالأقساط) في ثقة بالغة:
-ما .....رأيــــــــــــــــــك بــ(......)دينار تنجيك من العقوبة..!!!!
انتفض في نشوة الطائر الذي نجا من الفخ,حتى احس ان الأرض فقدت جاذبيتها من تحت أقدامه..ووجد الضابط له العذر حين هم بتقبيل يديه.. فهو في ثورة عاطفية..وهو يتحاشاه في حركات مسرحية يبدو أنه اعتاد عليها.. وتمتم المتهم
في لهاث: سأدفع..سأدفع...سيدي
وبآتصال هاتفي ضمن له ما تم الأتفاق عليه..
وقف الدكتور امام الضابط ,صباح اليوم التالي كالقائد المنتصر امام الملك ..متعجبا من عدم تهيؤ الضابط للذهاب الى المحكمة ,كما وعده بالأمس ..تساءل في دهشة:
-كأنك نسيت الموعد...؟
غير أن كلام الضابط جعله أكثر دهشة حين أجاب في حزن يتناسب مع ما سيقوله للرجل المحترم الذي أمامه:
-لقد جدَّ في القضية..جديد..!..فقلت ..ربما تغير رأيك..
وقبل أن يصرخ الدكتور في وجهه بالأستفسار لم يمهله الضابط ,بل أطلق على حماسه المجروح طلقة الرحمة..
-المتهم يدّعي أنه على علاقة...بــــــ......ــزوجتك.. لم يكن قصد البيت للسرقة كما تزعم...
جاءت الكلمات مطرا من رصاص على جسد رجل في الخمسين ..واحس بالدوار ,ولم يعد يرى شيئا من حوله ..وحين غادر المركز كان لا زال صوت الضابط يطنطن في أذنيه يطارده جيشا من الجراد..؟؟
..
مصطفى حسين السنجاري
العراق/نينوى/سنجار