" تذكرتُ ليلى والسنين الخواليا "
فأسبلْتُ دمعَ القلبِ لمْ أَرْعَ ناهِيا
تذكّرتُ ساعاتٍ صَفَيْنَ لخاطري
ولَحْظَ العيونِ الحورِ عِشقًا رَنَتْ لِيا
تنادي : ( شقيقَ الروح ، لا تعزمِ النوى
فدَيْتُكَ ، أينَ الحبُّ ؟ خَلِّ التنائيا
فليستْ نجوم الليل تزهو بدونكم
ولا رائقاتُ الماءِ تنسابُ نَحْوِيا
ولا يانِعاتُ الوردِ تزكو بربوتي
وهل دونَ قَطْرِ الوُدِّ تَخْضَرُّ أَرْضِيا ؟
فكنْ حاجزًا عني شماتةَ نسوةٍ
يُرَجّينَ شمسي أن تكون دَياجِيا )
********
فما كان أقسى البينَ طَعْنًا بأَضْلعي
وما كان أقسى القلبَ إذ باتَ نائيا
ولكنني أقْسمْتُ بالله أنني
إذا هيَ دَوَّتْ ؛ أنْ أكونَ مُلَبّيا
فلمّا أذانُ الحربِ جَلْجَلَ في الفضا
ذهلتُ عن الأحباب ، أَمسيْتُ راميا
أَذودُ عن الجُلّى ، وأحتقر الردى
وأمضي شهابًا في السماء مُدَوِّيا
وأنقضُّ فوقَ الهامِ أَسْتَلُّ روحَها
أُخَضِّبُ وُدْيانًا وشُمًّا رَواسِيا
فما هيَ إلا رَوْحةٌ بعد غَدْوةٍ
وإذْ بنجوم النصرِ تعلو سَمائِيا
فلمّا عَزمْتُ الوصلَ ألفيْتُ خافِقي
يتيمًا من الأحباب يهتزُّ خاليا
فليلايَ ما ألْفتْ هواءً لقلبها
ولا مؤنِسًا بعدي ففاضتْ ورائيا
.........
شعر / أحمد عبد الكريم زنبركجي