|
أنا يا بن مصر الخير إسمي: (الأزهرُ) |
تجري بتاريخي المضيء الأنهرُ |
ويطير في الأجواء طيري سابحا |
بالكون فيه الإعتلاءُ المبهرُ |
وتسير للآفاق عذب قوافلي |
فيها نتاجي في علومي مثمرُ |
وبكل منشأة ببحر ركوبها |
مبعوث فكري في حماها مبحرُ |
لي في سنيني الألف بسط معارفي |
وزيادة منها العطاءُ الْمُكْثِرُ |
وأنا بذكري دون مَنٍّ أو أذى |
دوما بذلك في حياتي أفخرُ |
شيخي فضيل نابه مستمسك |
بالحق بالشرع الحنيف .. موقَّرُ |
وبجامعي المعروف روض يانع |
فخم جميل بالأطايب مزهرُ |
وبه تمر على البلاد جميعها |
بالعلم والخير الغزير الأعصرُ |
وله عبير المسك فاح أريجه |
وشذاه عطرٌ للخلائق أذفر |
أنا من نشرت الدين سمحا للورى |
والناس تسمع من حماي : (يسروا .. |
جمَّعت آراء المذاهب كلها |
فالفقه منها للأنام مُيَسَّرُ |
فنَّدت أقوالا تعادي شرعة |
لله والله المهيمن أكبرُ |
ورددت أقواما لئاما هاجموا |
مصرا وباروا كلهم وتقهقروا |
ونشرت في مصر السلام تآخيا |
ينساب فيه الإلتقاءُ الأطهرُ |
ومددت كفي للجميع مصافحا |
بالود عندي للوداد المصدرٌ |
نبعي رطيب مغدق لمن استقى |
ينثال منه الإصطفاء الأنضرُ |
ولقيت أحيانا شدائد كربة |
من بعض قومي بالظلام تعسروا |
جحدا وبهتانا أثيما ظالما |
من بعد ذلك بالبلاء تحسروا |
وبقيت أحصي مكرهم بدفاتري |
قد ضاق من فرط المروق الدفترُ |
كفوا عن الإيذاء إن أناملي |
مشغولة بالعلم منها يقطرُ |
قد ضج منكم كل شيء هاهنا |
صوت المنارة والحصى والمنبرُ |
والحبر والقرطاس والسطر الذي |
طلاب علمي بالفصاحة سطّروا |
إني أحذر من تجرأ ... أوقفوا |
ما تصنعون من الكبائر .. فاحذروا |
إني لمصر وللبلاد جميعها |
ردء وحصن للسماحة فانظروا |
لا لن يقيم بساحتي متلوِّن |
بي في مجون بالنوائب يمكرُ |
لا لن يعم جوانحي متهتك |
فظ جهول خائب مستكبرُ |
لا لن أكون ممهدا لجماعة |
هل بعد تاريخي المبجل أصغرُ ؟! |
لن تجبروني أن أكون مقيدا |
فأنا على قهر الأعادي أقدرُ |
وأنا قويٌّ إن صمت .. بحكمة |
وبفكر قلبي بالخطوب تدبرُ |
هدمي وتحجيمي وكبت مقالتي |
يا من ترومون المكائد ... منكرُ |
وجميع أحبابي حماتي كلهم |
والله قبلهم خصومي يقهرُ |
كفوا جرائمكم وعودوا جلكم |
للرشد فيه على الدوام تبصرُ |
فالحق أولى باتباع إنه |
نور لقوم من حماه استبصروا |
واستوعبوا النهج المنير .. وأسرعوا |
للعدل والأمرَ الحقيق تدبروا |
بالجو طلت بالفضاء فتونهم |
من كل فج بالعجائب تفجرُ |
وبها السفاهة والتطاول منهمُ |
وأنا على رغم الرزايا أصبرُ |
وأروم صلحا للجميع ووحدة |
فيها جميعا دين ربي ننصرُ |
فالدين لله العظيم عباده |
جمعا بدعوته الجليلة أزهروا |
في دوحة الإخلاص طاب نميرها |
ومن الوساوس باليقين تحرروا |
كم قمت أدعو للوئام بألفة |
فيها لكل المؤمنين تطورُ |
وتعاطف جم صدوق ينتشي |
منه الفؤاد ومن شذاه تعطروا |
ومن القديم أو الحديث مواكبي |
بالعلم موج البحر دوما تمخرُ |
وعلى الأنام بحكمتي وبحنكتي |
در اللآلئ بالبسيطة أنثرُ |
وضياء نشري للنفائس يعتلي |
روضا تجلى في نداه تحضرُ |
أنا قلعة الأطهار منذ بدايتي |
أسمو ويسمو مظهري والجوهرُ |
مهما أواجه من صعاب أطبقت |
فيها العوائق بالخطوب أشمرُ |
لأردهم ردا جميلا داحضا |
كل الذين بالاعتداء تجبروا |
وبنبض جامعتي العريقة منهل |
عذب جميل بالنقاء مطورُ |
هيا نواصل دعوة مبرورة |
قد طاب بستان نضير أخضرُ |
هذا حديثي للكرام بثثته |
شعرا عليكم بالمحبة أنثرُ |
فالكل يعرف من أنا بتواضعٍ |
جم أقول أنا العريق (الأزهرُ) |
صلى الإله على النبي وآله |
ما لاح بالأجواء بدر مقمرُ ! |