منطق الطير الوطن ..
حلّقَ الطيرُ وحيدًا
لا أَحبّة ..
فاقدًا أُنسًا وصُحبة !
شاردًا من قسوةِ الأرضِ
التي يهوى
لغربة !
كيف هذا الطيرُ
يشكو إخوةَ الأحزانِ خيبة
رعشةُ الريشِ عليهِ
عَيشةٌ واللهِ صعبة !
في سماءٍ كبّلتها
قسوةُ المحتلِّ عنوة !
في دماءٍ سفكتها
أهلُ هذي الأرضِ
قسوة جلبت للشعبِ
نكبة .. تلو نكبة !
يا ضياعًا يسرقُ
الأحلامَ يُدمي ألفَ وردة
في قتامٍ ينشرُ الآلامَ
والمقتولُ عَودة
كفّنوها لا تصلّوا
وادفنوها ثمّ وَلّوا
ثمّ قولوا إنّنا نسعى لِوحدة !
إنّ عهدَ القدسِ
دينٌ !
أين من يحفظُ عهدَه
ليغنّي
بيقينٍ لا تمنّي ..
أيها الطيرُ قريبًا
يرجعُ الأمنُ لعشِّكْ
***
أيها الهدهدُ ماذا
هل هو الخطبُ الأليم
قال مُرُّ القولِ هذا
يا سليمانَ الحكيمْ
منطقُ الطيرِ المُعاني
لوعةٌ فيهِ تقيمْ
رغبةٌ في نزعِ حقٍّ
غَلَّه باغٍ أثيمْ
سرق القدسَ جهارًا
صرخت تشكو طويلًا
لم تجد في العُربِ
شهمًا يطردُ الخصمَ الغريم
لم تجد مثلَك واعٍ
قدرَها الحرّ الكريمْ
منطقُ الطيرِ فَناءٌ
في سبيلِ القدسِ إيمانًا وحبًّا
ذاك حلُّ اللغزِ في الآتي
كما كان فداءُ الأرضِ
في العهدِ القديمْ
إنّ عهدَ القدسِ
دينٌ !
أين من يحفظُ عهدَه
ليغنّي
بيقينٍ لا تمنّي ..
أيها الطيرُ قريبًا
يرجعُ الأمنُ لعشِّكْ
أين حطّ الطائرُ المذبوحُ في ليلِ
الدموعِ ؟
أين كوفيةُ جدّي ؟
مات يحنو للرجوعِ
ما درَى جدّي بأنّ الليلَ
خُلدٌ في ضلوعي !
لم يرَ استحكامَ صوتِ
الزيفِ فينا
والأماني كالقطيعِ
إنّ عهدَ القدسِ
دينٌ !
أين من يحفظُ عهدَه
ليغنّي
بيقينٍ لا تمنّي ..
أيها الطيرُ قريبًا
يرجعُ الأمنُ لعشِّكْ
***
نحو أرضِ القدسِ يحنو للصباحِ
عاش يحنو لصلاحِ
عاش يسقيها جراحًا من جراحي
صوتُه صوتُ السماحِ
دمعُه كان رسولًا
للمُنى في كلّ ساحِ
صار صوتُ القدسِ
مأوىً للرماحِ
صار مثوىً للنباحِ
وأخي ضيفًا عليها
يا لعزّي المستباحِ
إنّ عهدَ القدسِ
دينٌ !
أين من يحفظُ عهدَه
ليغنّي
بيقينٍ لا تمنّي ..
أيها الطيرُ قريبًا
يرجعُ الأمنُ لعشِّكْ
***
أخبريني أنتِ يا سرَّ أنيني
ما الذي أجرى بحارَ الدمعِ
نارًا في عيوني
أخبريني ..
كفكفي دمعَ الشجونِ
وضعي يدَكِ الطهورَ
فوقَ أوجاعِ جبيني
رتّلي ( الكرسيَّ ) أمّي
فأنا جدّ حزينِ
قالتِ اسمع يا صغيري
أنا ما مات ضميري
سل صغيري وكبيري
عن عصوري
قل لمَن عاشَ بحضني
إنّني أقضي بسجنِ
دون عيشٍ مطمئنِّ
دونَ أحبابٍ وأمنِ
قل لهم إنّ الغريبَ
غادرٌ لا ليس مِنّي
إنّ عهدَ القدسِ
دينٌ !
أين من يحفظُ عهدَه
ليغنّي
بيقينٍ لا تمنّي ..
أيها الطيرُ قريبًا
يرجعُ الأمنُ لعشِّكْ
***
أخبريني .. فأنا شبلُ البلادِ
منكِ عظمي أنتِ زادي
أنتِ يا قدسُ مُرادي
أخبريني عن رشادي
عن فدائي وكفاحي وزنادي
عن ندائي وسلاحي يا فؤادي
نطقت والصوتُ مجروحُ المِدادِ
يا بنيَّ
أنت أغلى ما لديَّ
عُد إليَّ
كيف يا قدسُ وقد باعوا القضية
وأنا صرتُ شريدًا ليس لي فيها هُويّة
ذاك مفصولٌ وهذا في منافي الجاهلية
وأخي ينأى وأنأى
- وأنا بين بَنيَّ -
صرتُ واللهِ الضحية
إنّ عهدَ القدسِ
دينٌ !
أين من يحفظُ عهدَه
ليغنّي
بيقينٍ لا تمنّي ..
أيها الطيرُ قريبًا
يرجعُ الأمنُ لعشِّكْ
***
أخبريني
هل إليكِ سنعودُ
أم سيبقى الليلُ فينا ويسودُ
أم هي اللعنةُ تجري في مجاريها العقودُ
أم هي الأوزارُ جيشٌ والأسى فينا يقودُ
أخبريني
هل إليكِ سنعودُ
ستعودون ولكن قبلَ هذا يا صغيري
إنّ حُلمي
أن تعودوا
عن فلسطين معًا في خندقِ
الذّودِ بعزمٍ أن تذودوا
ستعودون ولكن كي تعودوا
قبضةً يا أهلُ عُودوا
إنّ عهدَ القدسِ
دينٌ !
أين من يحفظُ عهدَه
ليغنّي
بيقينٍ لا تمنّي ..
أيها الطيرُ قريبًا
يرجعُ الأمنُ لعشِّكْ
***
ثم قل للطيرِ يفرحْ
دمعةَ الأحزانِ يمسحْ
بعدَ طولِ الهَمِّ يمرحْ
في سماءِ القدسِ
حرٌّ طيرُنا العنقاءُ يسبحْ
فحرامٌ يا بنيَّ أن يموتَ
الطيرُ قهرًا وبأيدي الصّحبِ يُذبح
آن عهدُ الحبِّ في القدسِ
قريبًا سوف يصدحْ
أيها الطيرُ قريبًا
يرجعُ الأمنُ لعشِّكْ
ذي فلسطينُ عروسٌ ومَلاكٌ
فوقَ عرشِكْ
فجرُ هذي الأرضِ آتٍ
شعبُنا يرجوهُ يُوشِكْ
يُحفَظُ العشُّ بوحدة
تحفظُ الوحدةُ وردة
تجلبُ الوردةُ سعدَه
وينيرُ السعدُ وَجْدَه
هكذا العشُ سيُحمَى
وإلى القدسِ سلامًا
بعدَ شوقٍ ومودّة
نحن منها وإليها
فجرُنا يشتاقُ جندَه
صحوةٌ من بعدِ نومٍ
أوجعت في القلبِ
مُدّة
إنّ عهدَ القدسِ
دينٌ !
أين من يحفظُ عهدَه
ليغنّي
ويغني ..
ويغني ..
بيقينٍ لا تمنّي
أيها الطيرُ قريبًا
يرجعُ الأمنُ لعشِّكْ
_____________
أخوكم وتلميذكم مصطفى الغلبان / غزة / فلسطين.