مُذْ طفولة المكان
و أنَـا هُنَا أحْتَرق
أبَدّد على جَبين الشَمْس
غُبَار السِنين
ما كَبرْتُ حتَّى الآن
و لا سَقَط الجدَار
نَقِفُ كمنْ يحْفُر الصَخْر
و يكْـتبُ آياتَ الموت و الحياة...
رحيلٌ يقْسُو بلا هَوادَةٍ
و يَطلّ وجْهُ الغَـريب
من ثُـقُوب الزمن الأتِـي
ينتعل صبر المرايا المنكسرة
... في زمن الحرب
عاصفة شماليّة حاقدة
قرأتُ صفحة موتي و الانتصار
حَجَر منْ وَطني
يَتَألم ... يصْبحُ غصْنًا أخْضَر
يَسْقُط منْ يدٍ
تلْـتَقِطهُ يدٌ أخرى
يبْحثُ عنْ أرضٍ تُولدُ فيها
حريّة الفُصُولِ
و بَـرَاءةَ الصَلاةِ
حَجَرٌ من وطني
رأيتُه يَبْكي صَبَاحًا مَسَاء
سنَمْشِي ... و نمْشي
فَوقَ خَرَاب من سَبَقونا
و نلْتَقي عنْد حَافَةِ العبور المعْشَوشَبْ
تَطيرُ حَمَامَات وَطَني
فوقنا لـِتَكِبرَ أجْنِحَةُ السَمَاء ..