رن الجرس الذي أمامها معلنا منادة المدير لها .. فسرت رعدة فيها من رأسها
وحتى أخمص قدميها. أخذت نفساً عميقاً .. حاولت أن تهدئ أعصابها .. لملمت
شتات نفسها .. أخذت البريد وسارت ـ دلفت إلى الحجرة .. ألقت تحية الصباح
وأخذت تعرض بريدها دون أن تحاول النظر إليه .. ولكن مغناطيساً قوياً كان
يجذب عينيها فالتقت بعينيه ووجهه المبتسم الحنون, فأنهار شيء في أعماقها.
لم تعرف ما قال أو قالت .. لكنها لملمت أوراقها بيد مرتجفة , وخرجت مسرعة
أخبرت زميلتها بأنها تحتاج إلى أجازة لبقية اليوم .
هرعت إلى الحضانة, أخذت ابنها ـ احتضنته بقوة .. ودموعاً حارة تملأ عينيها
عادت إلى البيت شبه منهارة ـ جالت بعينيها في أرجاء البيت ـ علقت العينان
بصورة العرس المعلقة, والابتسامة الكبيرة على شفتيها , والعينين الحالمتين
بالحب والسعادة .. تساءلت بحيرة : أين اختفت ابتسامتها ؟!! وما الذي جعل
المشاعر تجف بينهما؟!! ـ ترقرقت عينياها بدموع كثيفة .. ثم انخرطت في
بكاء مرير.
بعد ساعات دخل الزوج إلى المنزل .. نظر إلى المائدة التي حفلت بأنواع فاخرة
من الطعام .. قال: هل عندنا ضيوف اليوم؟ أشارت برأسها نافية.
قال : فلمن كل هذا ؟؟ !!
قال: إنه لك.
تأملها طويلا ثم قال: ولمن هذه الزينة وهذا الجمال؟؟
قال بدلال: أنها لك وحدك.. أردفت هامسة .. أأقول لك سر
رفع حاجبيه متسائلا ـ قال: من أجل بيتنا , وابننا ومن أجلك قررت أن أقدم
استقالتي غدا.