أحدث المشاركات
صفحة 1 من 16 1234567891011 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 157

الموضوع: دولة النثر

  1. #1
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي دولة النثر

    بسم الله الرحمن الرحيم



    هي حرب بين الكلمة و الوزن ، وبين الجملة و القافية . شرارتها الأولى إدعاء باطل بقيام دولة الشعر ، و رفرفة بيارقها ، و اعتلاء أميرها سرير العرش .
    و شرارتها الثانية بهتان عظيم باستعباد النثر و أمه ، و استخدامه عبدا ابن جارية ، و زوال سطوته و ضياع هيبته .

    هنا في ديار النثر ، سيكون النزال ، و قد عقد رايته أمير دولتكم المتحيزة ، و دعا إليه كبار أعوانه ، و قادة جيشه ، و ما في ديارنا إلا نفر أو اثنين أو ربما ثلاثة .. لكننا به قبلنا و رضينا .

    فألقوا ما أنتم ملقون ..

    و بالله استعنا و عليه توكلنا و لإعلاء كلمته سعينا .

  2. #2
    الصورة الرمزية إسلام شمس الدين عضو
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : مصر
    المشاركات : 646
    المواضيع : 50
    الردود : 646
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي


    أراكِ أعلنت الحرب مشرفتنا العزيزة

    أظن أنه بإمكاننا ابتداع لون أدبي جديد مستوحى من المعارضات الشعرية ، ولكنه معارضة شعرية نثرية ، ولاختلاف طبيعة النثر عن الشعر ، سيكون من الصعب معارضة أبيات شعرية بعبارات نثرية ، لذا أرى أن تكون المعارضة بين نصين مكتملين .
    وقد كان لشاعرنا الجميل د.جمال مرسي موضوع بعنوان "قصة وقصيدة" يمكننا إعادة تفعيله ، أو البدء في موضوع جديد للمعارضات النثرية الشعرية بحيث يطرح أحد الشعراء قصيدته ليعارضها أحد كتاب النثر بنص نثري أو قصة ، والعكس بالعكس
    أو يمكن لكل شاعر اختيار نص نثري موجود بالفعل بدوحة النثر لمعارضته ، على أن ينتقي كتاب النثر من قصائد الواحة قصيدة لمعارضتها نثراً

    هذه مجرد فكرة ، يمكنكم تنقيحها وتحديد ضوابطها ، لعلها تكون إثراءً للون أدبي جديد

    ولو رأيتم اختيار لجنة تحكيم ، سنطالب بحكام أجانب .


  3. #3
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم

    يا أصحاب الأقلام الناثرة ، هاقد وصل فارس النثر و سيده ، أستاذنا الجليل الدكتور سلطان الحريري .
    و أشكره كثيرا على الاستجابة التي جاءت منه سريعة ، و العودة بين أفياء دوحتنا ، ليخوض معنا غمار حربنا على أصحاب النفوذ و السلطة .

    أستاذنا الهمام إسلام شمس الدين
    نعم هي الحرب و لا شيء غيرها ، و طالما وصل القائد فيمكننا أن نضع سوية خطة الدفاع و الهجوم ، و طريقة المعارضة النثرية .

    سيكون النصر حليفنا بحول الله .

    هلا تجمعت أصحاب القلوب الناثرة هنا .

  4. #4
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    إعلان حرب وحشد قوات؟؟

    حكومة غير شرعية؟؟

    هكذا إذن؟؟؟ نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    حسناً ... أنتم من اختار مصيره. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    والتزاماً بأخلاق النزال التي يتمتع بها الشعراء الفرسان فإني أمهلكم ثلاثاً وأخيركم بين الاعتراف بحكومتنا حكومة شرعية أو تتهورون إلى ما لا طاقة لكم به وحينها تأبى أخلاقنا إلا أن تختاروا ما ترونه أنسب لحالكم من شروط للنزال ومكانه بل وحكام أجانب من البارجواي.

    لا تسألوني لماذا البارجواي ... لست أدري هي من خطر على بالي الساعة. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    في انتظار قراركم وأنصحكم بالسلامة.


    تحياتي وتقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم

    أيها الشاعر ، ما رأيك أن تجتمع بأعضاء حكومتك المؤقتة ، و تخطط معهم جيدا
    أنت تمهلنا ثلاثا ، و بعضهم بدأ النزال !!!
    و أي ثلاث هذه ؟

    خيرا .

  6. #6

  7. #7
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم

    قائدنا الأعلى لقواتنا الدكتور سلطان الحريري ، و مساعده و ذراعه الأيمن الأستاذ إسلام شمس الدين ، و جميع جنودنا البواسل النثرين ، هلموا ... فقد بدأ جيش الشعراء ينظم صفوفه و يرتب شعثه .
    بقي من حسابهم يومان ، و لم يبدؤوا بالطعان ، غير أبيات حسان ، تثبيت الأركان .

    هيا يا أبطال القلم و صناع الثورة ، و سنيرهم من بأسنا و علو همتنا ما يذهل الألباب ، و يسعد الأصحاب ، و يزيل شك كل مرتاب .

  8. #8
    الصورة الرمزية د. سلطان الحريري أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    الدولة : الكويت
    العمر : 58
    المشاركات : 2,954
    المواضيع : 132
    الردود : 2954
    المعدل اليومي : 0.39

    افتراضي

    سنركب أجنحة الكلمة ، ولن نهرب ، بل سننغمس في خلايا حروفنا التي تسكننتا ، يحدونا شوق لنزال لا نقصد منه إقالة حكومة الشعر ، بل لندافع عن آخر حصوننا التي يحاولون هدمها، ، سنفرغ أعماقنا فوق غد نبتكره ليتسلل إلى ملامحنا، فلستم وحدكم - معاشر الشعراء- من تحسون بالظمأ إلى الارتواء ، بل لعلنا نصل إلى الظمأ الذي يتحول إلى أقصى درجات الارتواء..
    سنعيش معكم أشعاركم ، ونطالبكم بأن تعيشوا نثرنا ، وإلا لن تجبرونا على التعايش مع وجوه ملونة ( تغلفها هالة مبهرة تخفي في طياتها داحس والغبراء) ونحن الذين انتصرنا في داحس والغبراء رغم تعنتكم ،ألم تنتصر كلمة الحق هناك قبل مئات السنين؟؟؟
    ، سنخرج عبراتنا المشنوقة في داخلنا ، وسنركب أجنحة الكلمة المعنونة بالإحساس..وسنقتنص مساحات بيضاء من طهر العربية لنبسط عليها وفاءنا، فالمساحات عندنا واسعة وعندكم مقيدة ، فنحن لا نتقيد بوزن ولا قافية ، بل ننتشر كالعطر عبر نسائم الكلمات .. بدأنا النزال بدعوتكم إلى كلمة سواء ؛ فأبيتم إلا الحديث في الأحلام التي تأكلها النوايا..وسنحتمي بقلاع صامدة من مستقر المعاني ، واحتشاد اللحظات الصادقة التي ستحمينا من منجنيقاتكم التي لا تصل إلى صخور حروفنا ، سنسافر عبر الزمن لتتوهج أحلامنا ، فلأقلامنا مواعيد لا تخلفنا..
    سلام على أصحاب الكلمة الصادقة من شعرائنا ، الذين يعرفون الحق ويقفون عنده ، ولا تأخذهم العزة بالإثمنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    فإذا صرختم في مساحات الصدق فنحن معكم ، تتلألأ الحروف على أبواب كلماتكم وكلماتنا، وإذا جنحتم للسلم فنحن له نعيش معكم بين القلب والنبض ، وإن أبيتم إلا التعنت فسننقل قلق أجفاننا ، وسننتشي بحروف طائعة لنا، وسننسف بقايا فلولكم على شفا قوافيكم التي قطع فتيلها ، فما تصلح إلا لطرد النوم عن أجفاننا..
    كل هذا الذي قلته مقدمة أدخل فيها قلوبكم التي أتوسم فيها النقاء ..
    ولن نخذلك أيتها الحرة ، وستجد صرختك المباركة صداها في مدادنا إن شاء الله تعالى..
    وسنهب أقلامنا كل كرم اللغة حتى ندافع عن حصوننا المنيعة ، ولن ترهبنا قوافيهم المرهقة..وسيجدون منا أدبا يحسون بعده بذنب ما لم يفعلوه ، وهم يهيمون في عالمهم الذي اقترفوا فيه ذنبوهم..
    وعلى الهامش الباقي من معاني التسامح ربما نجد لنا مكانا نلتقي به!!
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9

  10. #10
    الصورة الرمزية إسلام شمس الدين عضو
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : مصر
    المشاركات : 646
    المواضيع : 50
    الردود : 646
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي



    الشعر ؛ لسان العرب ، وحلية الأدب ؛ ديوان أمتنا المَكِين ، وحارسها الأمين ، وسجلها الحافل ؛ الحافظ لتاريخها وأيامها وأمجادها وأنسابها ومآثرها ؛ درعها الواقي وحصنها الحصين ، حامي حمى لغتها وعقيدتها ؛ جامع شملها ، وداعي وحدتها ؛ قائدها وملهمها في الحرب والرخاء ؛ بارئ هويتها وثقافتها وفكرها ووجدان أجيالها ؛ مشيًد دعائم شرفها وأعراف مجدها ومكارم أخلاقها .
    وقعه أمضى من السيوف ؛ أمره نافذ ، وسلطانه قائم ؛ لايستباح ذماره ؛ ولا ُيذل جواره ، له عزة غلباء ، ورتبة غراء ؛ عالي المنزلة ؛ رفيع الشأن ؛ راسخ العرق في حضارة أمتنا ووجدانها .
    هكذا كان الشعر كما عرفناه ؛ دولة فوق الدولة ، ومُلك دونه الممالك ؛ به يحكم العرب ويقضون ؛ به يجتمعون ويتفرقون ؛ يتخاصمون ويتصالحون ؛ يغزون ويهادنون ؛ يتفاخرون ويتنابزون ؛ يمدحون ويهجون ؛ يتغنون ويرثون ، وبه تسَنَّمو ذروة المجد وسموا إلى قمة العلا .

    وهكذا كان الشعراء ؛ يرسون دعائم دولة ، ويزلزلون أركان أخرى ، يمكنون لحاكم ، ويخلعون آخر ؛ يرفعون قبيلة ، ويرغمون أخرى ؛ يستميلهم الشريف والمشروف ، والأمير والمأمور ، والمالك والمملوك ، والكريم واللئيم ، والغني والفقير ؛ تحصناً بهم ، أو استجداءً لودهم ، أو تمسكاً بعروتهم ، أو اتقاءً لسخطهم .
    هكذا كان الشعراء ؛ يملكون أسماع وأفهام وقلوب خاصة الناس وعامتهم ؛ كبيرهم وصغيرهم ، عالمهم وجاهلهم ؛ جليلهم ووضيعهم ؛ نبيههم وخاملهم ؛ يسمعون الأصم ويهدون الأعمى وينبهون الغافل ؛ يشعلون القلوب حماسة في زمن الحرب ؛ ويزرعونها وروداً وياسمين في زمن الحب ؛ تفيض قرائحهم حكمة ، وقلوبهم رقة ، وألسنتهم فصاحة وبيانا ؛ يقطفون من الزهور أحلاها ، ومن الدرر أغلاها ، يبحرون إلى جزرٍ عذراء لم يرتادها خيال ، فيغرسون فيها بذور الحب والسحر والجمال .
    هكذا كان الشعراء ؛ شموساً ساطعة وكواكب لامعةً ؛ لهم في الفضل غرره ، وفي العز أعلاه ، وفي الجاه عظيمه .
    كان للشعر مكانته ؛ بل كان له قدسيته ؛ وكان للشعراء هيبتهم ورفعتهم .
    هكذا كان الشعر ، وهكذا كان الشعراء ، وهكذا ظلت دولة الشعر تتداول عبر العصور ، يقوم عليها من يرسخون سلطانها ، ويثبتون ملكها ، ويزخرفون عرشها ، ويحفظون لها هيبتها .

    ثم خَلَف من بعدهم خَلْفٌ ؛ أضاعوها وأضاعونا ؛ اعتلوا صهوة الشعر فسلكوا به وديان العلة والسقم ، وتردوا به في غياهب الضعف والسقوط ؛ تفرقوا أحزاباً وتمزقوا شيعاً وتشتتوا مدارس ومذاهب ؛ كل يدعي الفضل ويزعم السداد ، ويطلب البيعة بخلافة الشعر في عصرنا .
    فماجت دولة الشعر في الفوضى ، واختلط الحابل بالنابل ، وتجرأ عليها رعاع الحرف وجهاله ، يسوسونها إلى حيث لا ندري .
    نأوا بالشعر عنا ، وأسكنوه كهوفاً لا نعرف لها سبيلا ، ولا نبين لها مَعْلماً ؛ اعتزلونا إلى عالمِ غير عالمنا ، ولغة غير لغتنا .

    جئناهم نلوذ بهم في زمن الفوضى والحروب والانكسارات والاحباطات ؛ فانصرفوا عنا منغمسين في فوضى التشطير والتربيع والتحديث والترميز ؛ فررنا إليهم من عالم القبح ؛ نتلمس الجمال على ضفاف قصائدهم ، فأغرقونا في بشاعة التعقيد والتغريب والإبهام والإشكال ؛ استهديناهم مصابيح التنوير في حلكة ليلنا المقيم ؛ فأضرمونا وقوداً لنيران حروبهم الشعرية ، استرفدناهم الفضيلة في مدن الفحش والعهر ، فأوكلونا إلى عري "الفضائيات" تتقاذفنا أمواجها ؛ تحصنا بهم من غزاة الثقافة ومغتالي الهوية ، فأحبطوا أملنا بإبهام القصيد وإعجامه ؛ وقفنا على ضفافهم نستلهم الحب الضائع في عالم الحقد الأسود ، فضيعونا بين التعمية والغموض والتراكيب والأساليب ... أغلقوا دوننا أبوابهم ، وأسدلوا أستارهم ، حتى أضحوا عنا غرباء ، وأمسينا عنهم غرباء .
    نسوا أنهم إنما يكتبون لنا ؛ لا لأنفسهم ؛ وأن شعرهم إنما هو مرهون بعصرهم ، فأصبحنا والشعر رفاهية تتذوقه النخبة ، بعد أن كنا والشعر قوت الأمة ؛ عامتها وخاصتها .
    تبارى الشعراء في ميدان اللغة والبديع وتكلف الفصاحة ، وانشغلوا بالصور والتراكيب والأساليب ، حتى ملّهم المتلقي فعزف عن طلب الشعر واستصغره واستخف به ؛ هان في عينه ، فما عاد له وزْنٌ ولا زِنة ، ولاقيمة ولا قيم ، ولا رأي ولارؤية .
    أضحى الشعر سوقاُ راكدة وبضاعة كاسدة .
    ومثلما تمرد المتلقي التائق إلى سبل الجمال ؛ ثار المبدع متفلتاً من غلال الشعر ؛ مرتاداً آفاق أرحب للإبداع ؛ قصر عن طلبها الشعراء ، بعد أن وهنت دولة الشعر ، وتهاوت كواكب عزها .

    وانتظرنا أن يبتغي الشعراء أسباب استعادة مجدهم المفقود ، وأن يتلمسوا الوسائل إليه ، وأن يتوخوا وجوه عزته ، فما برحوا يندبون حظوظهم ، ويلعنون عصرهم ، وينثرون الاتهامات في كل أرض ، فتارة المتلقي ، وتارة الأنظمة ، وتارة الإعلام ، وتارة العولمة ، ..،
    حتى رضوا بما آل إليه حال دولتهم ، وقعدوا عن النهوض برسالتهم .

    وكلما تخلى الشعراء عن مساحات شاسعة أُورثوها في قلوب وعقول ووجدان الناس ؛ تسلل فرسان النثر في لين ولطفٍ ؛ فاحتلوها ، لترفرف في سماء الإبداع ؛ رايات الرواية والقصة والأقصوصة والمقال ، وليتبارى أمراء النثر في إحياء الموروث الأصيل من مقامات وحكايات ، يثرون بها عيون الأدب ؛ جناتٍ دانية قطوفها ، منزهة عن التكلف والإغراب والغموض والتعسف ، مثلما أثروه باستجلاب واستحداث فنون جديدة أقرب إلى الناس وأكثر اتصالاً بهم ، وتفاعلاً معهم .

    فما كان من الشعراء إلا أن شككوا في أصالة النثر العربي وقيمته ، مروجين أباطيل تزعم إن العرب لم يعرفوا في الأدب إلا الشعر ، وأنه لا وجود للنثر في تاريخهم الثقافي والأدبي ، فإن وُجد فهو لا يضاهي شعرهم ؛ متناسين أن العرب كانوا يقسمون كلامهم إلى منثور ومنظوم تشبهاً بالدرر واللآلئ فالمنثور هو النثر والمنظوم هو الشعر ، ومتجاهلين ما تزخر به مخطوطاتنا العربية من الخطب والوصايا والأمثال والحكم والمواعظ والرسائل والمقامات والرحلات . ولو صدق زعمهم بإن العرب لم تعرف غير الشعر ؛ لما خاطبهم الله نثراً في إعجاز الكلام "القرآن الكريم" ، والله تعالى يقول : ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ) .
    فما كانت لغة القرآن شعراً ، بل نثراً ؛ سيظل الحجّة والمعجزة الكبرى في البيان ، وما كان هذا إلا لأنه الأقدر على مخاطبة الأفهام بما تطيقه ، وتدرك مدلوله ومفهومه ، فلا يلتبس عليها .
    وما كان معلمنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو من أتاه الله جوامع الكلم ؛ شاعراً ، بل خطيباً ومعلماً بليغاً فصيحاً بلسان عربي مبين ، كلامه الحجة والبيان ، والنور والبرهان.
    وما كان قس بن ساعدة شاعراً بل كان خطيب العرب وحكيمها ومضرب أمثالها في الفصاحة.

    ولولا سيطرة الشعر على العقلية النقدية العربية قديماً ، ولولا ما أتلفته الحروب من تراثنا النثري
    فضاع لصعوبة حفظه ، ولولا أن الأمة العربية كانت أمية لا تعرف القراءة والكتابة فاستعاضت عن هذا بالشعر تحفظه وتنشده ، لكان لموروثنا النثري شأنه في مسيرة الأدب العربي .
    فالأدب العربي يجمع طريقين : النثر والشعر ، وبينما انحرف الشعر عن مساره ، فانتبذ مكاناً قصياً ، استطاع النثر أن يتصالح مع واقعنا ، وأن يطوع مفردات عصرنا ، وأن يمد جسور التواصل مع المتلقي ، وأن يثري موروثنا النثري بأجناسِ أدخلها في صلب الأدب العربي ، فحفظ له ماء وجهه ، ونجا بقافلته من صراع وتداخل الثقافات ، بعد أن كاد الشعراء يهلكونه في ردهات الضياع .


    أيها الشعراء ...
    كنا قد أوكلنا إليكم أمر الواحة ، وحلمنا معكم بها قبلةً للآداب والفنون والفكر والثقافة ؛ آملين أن ترسوا دعائم مملكة مشرقة شمسها للجميع ؛ فحولتموها إلى قرية صغيرة نائية لايسكنها إلا الشعراء ، ونأيتم بها عن العامة ولغتهم وأحلامهم ، وغردتم خارج السرب ، وسكنتم أبراج "النرجسية" ، فما بلغت الواحة بكم مآربها ، ولا أدركت غاياتها ، ولا نالت مرادها .
    وما هكذا أردنا لها ، ولا هكذا حلمنا بها ، بل أردنا لها أن تكون إشعاعاً فكرياً وثقافياً وأدبياً ، يستضيء بنورها الداني والقاصي ، ويهتدي بهديها العاميّ قبل البليغ ، ويستظل بظلالها الصحيح والسقيم ، وتنتشر دعوتها فتعم الأرجاء .

    فإما أن تعودوا بالواحة كما كانت دولةً للجميع ، قادرةً على استقطابهم ومد جسور التواصل معهم ، والتأثير للرقي بهم ، أو فلتغادروا - طائعين- "قصر الإمارة" تاركين لفرسان النثر هذه المهمة الشاقة ؛ وهم أهلٌ لها بحول الله وقوته ؛ ولتكتفوا – كدأبكم – بالتغني بأمجاد الشعر في العصور المنقضية ، والحسرة على ما آلت إليه دولة الشعر في عصرنا .

    وأننا إذ نعلن – على بركة الله – قيام دولة النثر في الواحة ؛ فإنما نؤكد عزمها على النهوض بأهداف الواحة السامية ، ونشر رسالتها النبيلة ، والاضطلاع بما عجزت دولة الشعر عن الوفاء به من مسؤوليات أدبية و فكرية وثقافية وتنويرية ، ومداوة ما أفسده الشعراء من انفصال عن العامة .

    فاسمعوا وعوا ، ولا تأخذنكم العزة بالأثم ، فتغلبوا مآربكم الذاتية على مصلحة الواحة المباركة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ؛ والسلام قولنا ومنهجنا ؛


صفحة 1 من 16 1234567891011 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ابتسم أنت في دولة عربية
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 11-03-2007, 09:25 AM
  2. أكثر من 50 دولة تعرض فيلم فهرنهايت ليس من بينها أي دولة عربية!!
    بواسطة اميمة الشافعي في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 11-06-2004, 03:23 AM
  3. بوش يستقبل زوجة امير دولة قطر ! عجيب ؟
    بواسطة محمود مرعي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-12-2003, 12:47 PM
  4. دولة إسرائيل الكبرى !!!
    بواسطة حيران في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 26-04-2003, 01:11 AM
  5. دولة فلسطينية مقابل التنازل عن حق العودة .. فليخسئوا
    بواسطة روح في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-04-2003, 10:47 AM