أحدث المشاركات

أنا لن أحبك لأن الطريق مغلق» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نظرات فى كتاب علو الله على خلقه» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» من أوراق الولد الطائش» بقلم محمد نديم » آخر مشاركة: محمد نديم »»»»» ما الفرق بين ( رحمت الله) و( رحمة الله)» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» اتجاهات» بقلم بسباس عبدالرزاق » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ابتهالات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 1» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» افتكرني يا ابني» بقلم سيد يوسف مرسي » آخر مشاركة: سيد يوسف مرسي »»»»»

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: أوراق فتاة متمردة

  1. #1
    الصورة الرمزية خديجة منصور رسامة وأديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2007
    المشاركات : 263
    المواضيع : 46
    الردود : 263
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي أوراق فتاة متمردة

    كنا غالبا ما نلتقي أنا و صديقتي في كافتريا المستشفى، لكن نداءها العاجل جعلني أهرع إليها لمدرجات الكلية، و بمجرد ما أصبحت بمحاذاتها ناولتني ورقة و طلبت مني قراءتها.... وجدتني، و أنا ألتهم السطور، أعيش صراع داخلي تتقادفني فيه حروف و معاني موغلة في الابهام ، حين جذبني سؤال صديقتي إلى الاحساس بوجودها المضطرب:
    - ما رأيك؟؟
    كنت أنظر إلى صديقتي و كأنني لا أراها :
    - الأعراض التي ذكرت لي في الهاتف و ما كُتِب في هذه الورقة....غريب أنك لم تلاحظي عليها شيئا قبلا...
    أحسست بها محرجة و هي تقول:
    - تعرفين انشغالي....ثم إنني لم أكن أزرهم كثيرا... تصوري أخفوا عني إلتجاءهم لجلسات تحضير الأرواح و إخراج الجن....
    صمتت صديقتي لبرهة و تطلعت إلي و كأنها تلتمس استنكارا يشجعها على سرد تفاصيل أكثر:
    - كنت أسمع عن أفكارها و عن حدَّتِها في الرأي و عن معارضتها لكل شيء، لكنني كنت أضع ذلك على حساب سنها و فترة المراهقة التي تعيش سنواتها...
    - متى كتبت هذه الورقة؟؟
    بدت صديقتي ضائعة و هي تقول:
    - لا أدري..لا أدري بالتحديد، أختي وجدتها صدفة و هي تحاول أن ترتب حاجياتها المهملة منذ فترة...
    - متى بدأت حالة الانعزال عندها؟
    - منذ شهر حسب ما أخبرتني والدتها بعد ان مرت بفترة من الاحباط الدراسي، لم تكن هكذا أبدا...كانت متابرة...
    ترددت قليلا قبل أن أسأل صديقتي:
    - في هذه الورقة هي تحكي عن والديها...هل ما جاء فيها صحيح؟؟
    أجابت و كأنها تحاول أن تتذكر:
    - نعم...الى حد ما...أختي و زوجها لم يكونا على وفاق دائما.....طبعا هي لم تكن تشتكي...لكننا كنا نعرف، و هذا من الأسباب التي جعلتني لا أزورهم كثيرا.... الغريب في الأمر أن النهاية لم تكن هكذا...
    - ماذا تقصدين؟؟
    - في الورقة تبدو أنها كانت هادئة لكنها في الواقع مرَّت بنوبة غضب كبيرة و لم تتذكر بعدها شيئا...أيمكن أن يكون هذا هو السبب في حالتها الآن؟
    - أريد أن أراها... ممكن؟؟
    - طبعا و أكون ممتنة لك... لحظة عندي شيء آخر..
    فتحت حقيبتها و أخرجت ورقة صغيرة، كانت الكتابة فيها مضطربة، لم تكن بوضوح الورقة الاولى، وجدت صعوبة في أن أتبينها أول الأمر، و كما الحروف الأولى...شدتني بقوة:
    " نسيت لكي لا اتألم
    و بكيت لكي لا أنفجر
    و رفضت الغضب و التوتر
    و عشت في سلام
    بكماء صماء عمياء
    بكل امتهان
    و فاتني أن البذرة و الجنين
    في كل أحشاء خصبة تنمو
    و أن الاطلال بعد ترميم
    أقوى و أجمل تغدو
    و عشت في سلام
    بكماء صماء عمياء
    أنتظر المخاض"

    وقبل أن أضعها في حقيبتي سألت:
    ـ أيمكني أن احتفظ بها؟
    ـ طبعا هي لك....ستزوريها عما قريب....
    أجبت وما زلت تحت تأثير ما قرأت:
    ـ في القريب العاجل ان شاء الله

    .
    .
    يتبع




    خديجة منصور
    2011

  2. #2
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    سرد شيق د. خديجة يجعلنا نتابع بشغف التتمة
    في الانتظار
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية حسن رميح قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Dec 2011
    الدولة : مصر
    المشاركات : 253
    المواضيع : 12
    الردود : 253
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي


    جميل هذا السرد الرائع
    والحكمة فى تسلسل الإحداث

    الأخت الفاضله
    خديجه


    تسكبين العطر بكل خطواتك

    رائعة وأكثر

    فى إنتظار المُتبع بشغف

    وعطر
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية خديجة منصور رسامة وأديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2007
    المشاركات : 263
    المواضيع : 46
    الردود : 263
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي الورقة الأولى

    الأخت آمال
    الأخ حسن
    شكري و امتناني و كل الود




    الورقة الأولى


    افترقت و صديقتي و ما زالت كلمات الورقتين تتراقص أمام عيني، لا أعرف لماذا تجد كل هذا الصدى في نفسي، المفروض أنني تجاوزت احدى أول و أهم قواعد المهنة، اخترت مكانا قصي في حديقة الجامعة و أخرجت الورقة الأولى من حقيبتي، سطورها واضحة و خطها جميل.... :

    " لا تدري لماذا تكتب، مع أنها لا تحب الكتابة و ليس لديها الصبر لا للجلوس الى ورقة بيضاء تبثها دواخلها، و لا لتوثيق أحداث سويعات من عمرها ترغب جاهدة أن تمحوها من ذاكرتها.
    لحظة صفاء نادرة كانت السبب في اتخاذها لهذا القرار، ارتأت فيها أن تترك بعض المعالم عنها...كلمات تنثرها في طريق حياتها...تلتمس بها سبيلها.... حين تتوه عنها نفسها و يصعب عليها إيجادها....


    ....إلى أبعد ما تبحر بها الذاكرة، ترى نفسها فتاة صغيرة تلصق أنفها بزجاج النافذة... تدير ظهرها لوالدتها التي تجلس في احدى أركان الغرفة، و بين الفينة و الأخرى تمسح بيديها الصغيرتين أنفاسها التي تملأ زجاج النافذة وتمعن النظر الى الخارج... تتأمل من يلعبون في الحارة الى هذا الوقت من النهار...الشيء الذي منعت منه منذ فترة، كانت تتساءل...أليست لهم أمهات ترتكن في ركن من غرفة و الصمت يطبق على المنزل بأكمله...يبكين تارة و يبتسمن أخرى، كانت تتبع حركات الصغار و خطاهم الى أن يختفوا عن ناظريها... فتتطلع الى زرقة السماء و هي تستحيل سوادا...وينقبض قلبها لمقدم الليل.
    تسترق السمع، فتترامى الى مسامعها خطواته في الدرج...تغمض عينيها و تمسك بصدرها...سرعة خفقان قلبها تجعلها تحس أنه سينخلع.... فتمسك به.

    ماذا سيقول لو علم ما فعلته بالسوط؟
    كان شكله يحيرها.... ملتوي كالضفيرة و جامد جمود الثعابين المترصدة ، لم تتجرأ على لمسه حين لاحظته يومها في غرفة السطح...حين نزلت سألت والدتها عنه، تنهدت ثم أجابت..."يضربني به"...الألم الذي أحسته في صدرها حينذاك... لم يبرحها أبدا... و لو ان السنين مرت و لو ان النسيان ابتلع جل ذكرياتها...ما زالت هناك أشياء تطفو...و تظهر...لتعيد النزيف.
    - لماذا يضربك؟
    - لأشياء تافهة
    - ما هي هاته الأشياء؟
    - أتذكرين يوم أحضرت صديقتك، أردت أن أترككما على سجيتكما و طلعت للسطح...و في فترة نظرت من النافذة...كان عائدا...انظري
    شقت والدتها عن صدرها لترى كدمات زرقاء...
    - لماذا؟...و لماذا نظرت من النافذة؟
    قطبت والدتها حاجبيها متمتمة:
    - كنت أروح عن نفسي قليلا بالنظر الى الخارج...قال إن رجالا كانوا في الطرف الآخر من الزقاق

    أحست الصغيرة بنوع من الاختناق...
    - لا تنظري من النافذة مرة أخرى رجاءا...
    - لم يكن هناك أحد
    - اتركيه اذا...لا تبقي معه
    - أين أذهب بأربعة أطفال؟


    كان أكبر من أن يحتمله احساس صغير...اتَّجَهَتْ الى غرفة السطح...تقدمت نحوه..أمعنت النظر فيه...اقتربت أكثر...مدت يدها الصغيرة...لمسته في وجل...قاسي...كيف يمكنه أن يلمس الجلد و لا يدميه...أخذته...كان ثقيلا على محملها الصغير...خرجت الى السطح...أدارت عينيها في كل الاتجاهات...و بعد برهة...رمت بكل قوتها....طار في الهواء...ليستقر...فوق سقف غرفة السطح

    متى سيحتاجه ثانية؟...متى سيذهب في طلبه؟...ماذا سيقول حين لا يجده؟.....

    ************************************************** ***************
    كانت عائدة من المدرسة، و كما عهدها دائما في طريق العودة...كان سؤال واحد يستحوذ على ذهنها...هل ستجدها باكية؟...هل ستجد المنزل ساكنا سكونه الرهيب، صمته المطبق.... هل ستنتظر مقدم الليل لتُحَضِّرَ هي له مائدة العشاء...هل ستنتظر الليل و هي تحاول أن تغرق في كتبها المدرسية ؟؟.

    دخلت البيت، رائحة الطعام تملأ الجو...الحمد لله...احدى بشائر الخير...تقدمت بخطى أسرع...والدتها غيرت ترتيب الأثاث و باقة الورد الاصطناعي تقبع في أحد أركانه...تقدمت....كان يأخذها بين ذراعيه
    ....
    عادت ادراجها...لتحدث جلبة عند دخولها، ليست المرة الأولى التي ترى فيها دفئهما، ليست المرة الأولى التي ترى عيني والدتها تستحيل من شيء لنقيضه...من غمامة سوداء..لبريق ساطع...ما لا تستوعبه هو لماذا كل هذا الألم...لماذا كل هذا العنف...لماذا كل هذا التناقض.
    حتما لم يكن لدى عقلها الصغير جوابا...و طبعا عرفت مع السنين...انه الحب...لعبته...و أكيد أن لاعبيه لم ينتبهوا الى أن المشاهد تحت السن القانونية لاستيعاب قوانين اللعبة و أن ذلك الألم في الصدر...استحال آلاما...تمردا...رفضا...صيحة " لن أهان يوما باسم الحب"... "لن أترك له المجال ليتسرب إلي"... " لن أنظر في عينين يأسراني"........"


    طويت الورقة الأولى و كلمة واحدة تتردد في ذهني ... أخترق بها ثاني أهم القواعد في مهنتي :

    " وُئِدَتْ الصغيرة"
    .
    .
    .
    .
    خديجة منصور
    2011

  5. #5
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    قصّة رائعة بتفاصليها... جميلة السّرد والحبك
    تطغى مشاكل الواقع على معظم تفكيرنا، لذا تترك دمغة على أدبنا الذي يطرقها بعدّة أشكال، وبأساليب مختلفة...

    طويت الورقة الأولى و كلمة واحدة تتردد في ذهني ... أخترق بها ثاني أهم القواعد في مهنتي :

    " وُئِدَتْ الصغيرة"
    عدّة صغيرات "وئدن" ليُبعثن بعد مدّة متمرّدات ومتحسّرات على أعمار سلبت منهن بدون إرادتهنّ ... كانت هذه الجملة ملخّصة لأحداث النّص ورائعة المعنى، لكنّها جاءت إضافيّة وتمنّيت لو انتهت القصّة عند :"لن أنظر في عينين يأسرانني ... هي وجهة نظر لا غير
    بوركت عزيزتي
    تقديري وتحيّتي

  6. #6
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    قصة واعية بحرف واثق وسردية مشوقة وإحاطة واعية بالفكرة وتداعياتها مكنت القاصة من غزلها حدثا حكته انفعالات الشخوص وصراعاتهم أكثر مما رسمته الكلمات

    جميل ما قرأت هنا وعميق

    أهلا بك أديبتنا في واحتك

    تحيتي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  7. #7

  8. #8
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,114
    المواضيع : 317
    الردود : 21114
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    نص هادف بسرد قصي شائق
    عمق في الفكرة وحبكة قوية لرسالة نبيلة
    رائعة هذه القصة بكل المقاييس
    استمتعت بقراءتها سردا وحبكة
    دمت بكل خير.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. متمردة
    بواسطة سعيد أبو حجر في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 11-09-2023, 05:50 PM
  2. امرأة متمردة
    بواسطة زاهية في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 37
    آخر مشاركة: 06-11-2016, 08:48 PM
  3. شعراء عاميَّة منسيَّة ـ ملف { من واحد إلي ما لانهاية } ـ قصاائد متمردة
    بواسطة الشربينى خطاب في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 29-03-2007, 07:57 AM
  4. سباعيات متمردة - تركي عبد الغني
    بواسطة تركي عبدالغني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 39
    آخر مشاركة: 25-02-2007, 08:17 PM
  5. دموع متمرّدة
    بواسطة نبيل شبيب في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 10-10-2004, 09:39 PM