مركب ثورة
::
يا شَعبُ.. أصعبُ موجةٍ بينَ الضفافْ
وَثَبَتْ لِتُغرِقَ دَفَّتَيْكَ إلى الشّغافْ
فابْسُطْ شِراعَكَ باليقينِ ولا تَقِفْ
واصْمُدْ.. فإنَّ طريقَ موتِكَ: أن تخافْ
و امْلأْ فؤَادَكَ مِنْ وقودْ شجاعةٍ
في الشام.. واشْحذْ كُلَّ نبضٍ فيكَ خافْ
واتْرُكْ ثَقافةَ مَنْ يقولُ: - مُؤَمِّلاً
غَرَقَ القضيةِ قبلَ أنْ تَصِلَ الضِّفافْ-
عُدْ يا مُسافرُ إنَّ بَحرَكَ هائجٌ
والريحُ ضَدُّكَ والظلامُ بلا انْكِشافْ
والعيشُ في شطِّ المَذَّلةِ فرصةٌ
للعُمرِ حتى لو تُعاملَ كالخِرافْ
واتْركْ تَفُرَّقَكَ الذي مِنْ بينِهِ
ينسابُ موجُ المغْرِضينَ إلى الضِّعافْ
و ارْمِ الذينَ تمَسَّكوا بمطامِعٍ
لا تنتهي.. وارفعْ لواءَكَ بالعفافْ
واحْذرْ مِنْ الأضواءِ فيكَ فبَعضُها
رَكبَ السفينةَ كي يُديرَ الإلتفافْ
يا شعبُ.. تَختلفُ الطَّرائِقُ شِرْعةً
وجَميعُها يبغي النجاةَ .. فلا خِلافْ
فمتى توحِّدُنا المراكبُ كُلُّها
ومتى يتمُّ على العدوِّ الإصطفافْ
لا نَفعَ يأتي مِنْ سياسةِ غادرٍ
قدْ يُشتَرى و يُباعَ في أقصى المَطافْ
لا خَيرَ يأتي مِنْ غَشاوَةِ نِيَّةٍ
غَرَسَتْ مَطامِعَها بِطُهْرِ الإئتلافْ
لا نَصرَ يأتي مِنْ شَجاعةِ واحدٍ
حتَّى ولو بَلَغَتْ عَزَائِمُهُ المَنَافْ
فالزَّرعُ يَجمعُ ماءَهُ وهواءَهُ
وغِذاءّه حتى تجودَ لنا القطافْ
ومتى جَمَعْنا مِثْلَهُ أطيافَنَا
سَيَجيءُ نصرُ الله في نونٍ وكافْ
::
م / مؤيد حجازي