|
أَقْسَمتُ أنْ ما عِشتُ لا |
أنْعى الشَّهيدةَ والشَّهيدْ |
أَقْسَمتُ بالجَبّارِ لا |
أَبكيكَ يا شَعبي العَنيدْ |
أَقْسَمتُ أُضْمِرُ غَضْبَتي |
في الرُّوحِ في نَبْضِ الوَريدْ |
أَقْسَمتُ أُضْرِمُ كُلَّ عَفْـ |
ـوٍ يَعْتَري القَلْبَ البَليدْ |
بِلَهيبِ أَنَّاتِ الجَريـ |
ـحِ وَنَوْحِ ثاكِلَةِ الفَقيدْ |
وَسَعيرِ أَجْسادٍ أَبا |
حَتْها قُلوبٌ كالجَليدْ |
أُورِي الضُّلُوعَ بِورْدِها |
واليَاسَمِينُ لهَا الوَقِيدْ |
وأَقُولُ يا نَفْسِي كَفَى |
وتَقُولُ لي هَلْ مِنْ مَزيدْ |
إِنّي أَتُوقُ لِعَزْمَةٍ |
بَكْرِيَّةٍ تُصْمِي المَريدْ |
أوْ حَزْمَةٍ عُمَرِيَّةٍ |
تُسْوِي المُلوكَ مَعَ العَبيدْ |
أوْ في عَلِيٍّ جُرْأَةَ الـ |
آسَادٍ أوْ في ابنِ الوَليدْ |
أوْ نَخْوَةٍ مِنْ يُوسُفَ |
الأَيّوبِ أوْ لابنِ الرَّشيدْ |
يا صَاحِبي ما أَنْتَ إلاَّ |
شَاعِرٌ يَغْزو الجَرِيدْ |
تَخِذَ الحُروفَ أَسِنَّةً |
يَخْتالُ في وَهْمِ القَصِيدْ |
يَحْتالُ في صَوْغِ المَفَا |
خِرِ والمَآثِرِ والوَعِيدْ |
مَا أَنْتَ إِلاّ حالِمٌ |
وَنَوالُ ما تَرْجُو بَعيدْ |
وتَظُنُ قَولَكَ قَاطِعًا |
والأَمْرُ لَيْسَ كَما تُريدْ |
فاقْرِضْ هُمُومَكَ واجْتَرِعْ |
لَنْ يَثْرِمَ الأَفْعَى قَصِيدْ |
والنَّصْرُ إذ تَدْعُوهُ لا |
يَنْقادُ للقَوْلِ النَّضِيدْ |
ما سادَ تَغْلِبَ عَمْرُهَا |
شِعْرًا بِلا قَلْبٍ شَدِيدْ |
أو نالَ عَنْتَرَةُ الكَرا |
مَةَ دُونَما سَهْمٍ سَديدْ |
السَّيفُ لا نَظْمُ القَوا |
في آلةُ الشَّأنِ المَجِيدْ |
أَلْقِ اليَرَاعَةَ وامْتَشِقْ |
عَضْبًا يُغَنِّيكَ النَّشِيدْ |
واطْرَحْ مِدادَكَ إِنَّما |
تُبْنَى المَدافِعُ مِنْ حَدِيدْ |
لا تَرْتَضِ العَيْشَ المَهيـ |
ـنَ ولا المَذَلَّةَ أوْ تَبِيدْ |
وازْرَعْ شَهِيدَكَ نَخْلَةً |
في حَائِطِ النَّصْرِ المَشِيدْ |
والبِسْ رِداءَ العِزِّ إِنَّ |
مَوَاكِبَ الشُّهَداءِ عِيدْ |