(( لقد كان صدام حسين ديكتاتورآ وطاغية فيه كل المواصفات لكنه كان عراقيآ حقيقيآ ))
سامان عبد المجيد المترجم الخاص للرئيس السابق في كتابه ( سنوات صدام )

(( إزدادت الإتهامات بالتساهل واللامبالاة في قبول أي شخص يدخل مراكز التسجيل وإبرازه لأي وثيقة يسهل الحصول عليها في خارج العراق , وقد تزايدت الإتهامات حول الهيمنة الكردية على عمليات التسجيل في الخارج والتي تثير التساؤلات والشك وعلامات إستفاهم كثيرة , عن قيامهم بقبول أكراد من غير أكراد العراق ــ وبضمنهم مواطني أكراد أيران وتركيا وسورياــ ليشاركوا في عمليات التصويت , فقد قفزت فجأة وبشكل مفاجئ أرقام المسجلين من خمسين ألفآ خلال الأيام الأولى لتسجيل العراقيين والذين يحق لهم الأقتراع فعلآ إلى خمسة أضعاف وبشكل مفاجئ خلال مدة التمديد ليومين إلى مائتين وستين ألف / وكالة الأنباء العراقية / )) لاأعرف ماذا يسمي هؤلاء الشواذ من دعاة الإنتخابات الحرة والنزيهة والديمقراطية جدآ في مثل هذه الحالات وما يحدث الأن في الولايات المتحدة الأمريكية وفي مدينة ميشغان تحديدآ له خير دليل على ما نقوله وكذلك ما يحدث في ألمانيا وبريطانيا أما مملكة الملالي فحدث ولا حرج فالناخبون قد يصلون إلى أرقام فلكية وهم موجودون فعلآ لهذا الغرض في داخل العراق وتحديدآ في محافظات البصرة والنجف وكربلاء ...
ساعات قليلة وترفع الستارة عن مسرحية غاية في السخرية عنوانها مهزلة إنتخابات الإحتلال المزعومة نهاية شهر كانون الثاني 2005 لغرض إنتخاب جمعية عميلة بمجملها للشيطان الأجبر ولغرض خلق حالة من الإعتراف الشرعي المشبوه لتواجد قوات الإحتلال على أرض الرافدين أو من خلال دمى وعرائس تمسك بخيوطها و تحركها الأدارة الأمريكية من خلال وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس القادمة من دهاليز وخطط عصابة المحافظين الجدد. أذآ المسألة ببساطة إيجاد ذرائع وبشتى الطرق لولادة مسخ مشوه بزواج متعة بين قوات الإحتلال ودكاكين الأحزاب القادمة من خلف الحدود ودول الجوار الحاضن الأكبر لمثل هذه الدكاكين المتاجرة أصلآ بدماء العراقيين في السابق والوقت الحاضر وبعيدآ كل البعد عن التشاور الحقيقي المبني على الوحدة الوطنية العراقية والمشاركة الفعالة بين الأطياف والشرائح المختلفة من مكونات المجتمع العراقي وهذا ما لايرده الإحتلال يحصل في أرض العراق لأنه سوف يكشف بنظره الجرائم التي يقترفها بحق الشعب العراقي كل يوم لذلك سارعة الأدارة الأمريكية ودكاكين المتاجرة لما سميت بالسابق بمعارضة الفنادق والليالي الحمراء والتي أغلبها تم تشكيله في بداية التسعينات من القرن الماضي برعاية وتمويل ودعم من أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية لغرض تمرير سياساتها بعد إحتلال العراق , والتصريح الأخير الوقح من قبل حاكم العراق الفعلي السفير الأمريكي في المنطقة الخضراء جون ديمتري نيغربونتي (( بأن السنة حتى ولم يشاركوا في الإنتخابات القادمة سوف لم يكون لهم أي تأثير في مدى نجاح أو فشل هذه العملية )) أنظر أيها القارئ العراقي الكريم مدى التعدي السافر من المدعوا سفير المنطقة الخضراء على شريحة واسعة ومهمة من أطياف ومكونات المجتمع العراقي وهو تدخل شاذ وغير أخلاقي بمثل هذا العمل والخاص فقط بالعراقيين دون غيرهم , لذلك سارعت دكاكين الأحزاب بتنفيذ التوصيات الخاصة بعمل مثل هذه الإنتخابات المهزلة لغرض منح وجودها الشرعية المفقودة على أرض العراق وخصوصآ أنها سوف تقوم بعمل كتابة الدستور مع تغيب أطراف مهمة وواسعة على مثل هذا العمل الوطني والتي سوف تحدد مصير الشعب العراقي للفترة القادمة والمستقبل وعلاقاته ببقية الدول , مع وجود شريحة واسعة من الشعب العراقي ترى أن الوقت غير ملائم في الوقت الحاضر لمثل هذه الإنتخابات وخصوصآ مع عدم توفر الأمان والأمن للناخبين , وإعتماد قوات الإحتلال على نظام اللوائح الإنتخابية ومن المثير للسخرية أن النظام الإنتخابي الوحيد في العالم المبني على نظام القوائم الإنتخابية هو في إسرائيل ولا غرابة لنا فكاتب الدستور كتبه الإسرائيلي المتصهين (( نوح فليدمان )) المحامي المقيم في أمريكا . كذلك يرى المتابع العراقي أن هناك حرب حقيقية بين دكاكين الأحزاب المشاركة في هذه العملية المشبوهة وحتى بين دكاكين القائمة الواحدة وصلت ذروتها إلى أتهامات وكشف المستور ومدى حجم التزوير والتلاعب والفساد في الأموال العراقية العامة والتي هي حق صرف للشعب العراقي وكذلك إستخدام الصور الدينية والمراجع لغرض أرهاب وترهيب البسطاء من الشعب العراقي والذي يرى أغلبهم مع الأسف أن رجال الدين (( الشواذ والمشبوهين أصلآ)) هم بمنزلة الأولياء الصالحين وهنا تمكن الخطورة الحقيقية بالأسلوب الوقح والغير أخلاقي التي تستخدمه شلة معممين كهنة معابد السراديب والحاشية المشبوهة للمرجعية والتي ليس لها هم سوى أن تأتي إنتخابات الإحتلال بما يتلائم والمرحلة القادمة من تحديد شكل ومضمون العراق في المستقبل والتي تصب في النهاية لصالحهم , في تصريح إلى المدعوا حسين هادي الصدر والمرشح عن قائمة الأعرابي إياد علاوي لصحيفة الصباح لسان حال الإحتلال 4/1/2005 (( أنه يتحدى أي شخص أو قائمة أنتخابية تدعي رعاية المرجعية لها , وهي أن تظهر نصآ مكتوبآ ومختومآ بختم المرجعية , ويقول كذلك في سياق نفس التصريح أن المرجعية الدينية في النجف الأشرف ليس من شأنها الأنحياز والتدخل إلى قائمة معينة دون غيرها وعلى الذين يدعون أنهم يحظون بدعم المرجعية الدينية أن يبرزوا لنا ما يعزز ذلك الأدعاء )) . أذآ هي حرب علنية وعملية تسقيط بين الذين يهرولون إلى مثل هذه الإنتخابات الصورية وكذلك نرى هناك حرب في الشارع العراقي وهي من نوع أخر وتسمى حرب الملصقات والأعلانات والصور والتي جند لها أياد علاوي أجهزة الشرطة والمخابرات وحرسه القومي والجيش العراقي لغرض قيامهم بتمزيق الدعايات من القوائم الأخرى ولصق دعايات حملته الإنتخابية عليها , فهذا الشئ يثير إلى السخرية والأشمئزاز وحتى النظام السابق لم يفعلها فهذه المهمة في السابق كانت ملقاة على عاتق المنظمات الحزبية المنتشرة في أنحاء العراق وجهازها الأداري والأعلامي فاليوم وفي عراق الواق واق تقوم الشرطة العراقية والتي هي بالأساس لحماية الشعب العراقي من الحوادث والمجرمين والمخربيين تتخلى عن دورها وببساطة لأن رئيس وزراء المنطقة الخضراء يرد أن ينجح وبكافة السبل فتحولت تسمية الشرطة في خدمة الشعب إلى الشرطة في خدمة علاوي ودكاكينه , وأذا أتينا إلى مناطق الجنوب العراقي فحدث ولاحرج فهذه المهمة ملقاة على عاتق بلطجية حزب الردة وبلطجية فيلق غدر وأجهزة الشرطة العراقية المتواجدة في المحافظات الجنوبية والتي تم تشكيل أغلب عناصرها من هؤلاء البلطجية حيث تقوم بأرهاب وترهيب الناس بوجوب منح أصواتهم إلى قائمة الأتلاف الممسوخة المشبوهة وإلا سوف تكون عاقبتهم وخيمة بل على العكس قام معظم هؤلاء البلطجية بالأخذ على عاتقهم عملية التأشير على ماتسمى بقائمة المرجعية منذ الأن حيث تم إستغلال الناس والتطوع بأنفسهم لغرض القيام بهذه المهمة , بل وصل الأمر إلى أعلان بيان رسمي من مكتب كهنة معابد السراديب والطلب من أهلنا في الجنوب من (( المتخلفين والمعدان والشروكية والعربنجية )) بالتصويت لقائمتهم والتي رقمها ((169)) رمزها (( البوري المشعول من الأعلى )) وليس إلى القوائم الأخرى أو الأشخاص الذين قدموا كمستقلين فمن بأعتقادكم سوف ينتخب هؤلاء المستقلين بعد هذا الأرهاب والترهيب للناس وهؤلاء الكهنة وذيولهم المنتشرين كالفطر المسموم بممارستهم الشاذة وقيامهم بعملية غسل أدمغة أهلنا المعدمين وخداعهم وتضليلهم بصورة وقحة وغير أخلاقية وبعواقب وخيمة أن لم يصوت المعدمين لقائمتهم التي ولائها للتومان المجوسي وسوف يذهبون إلى النار وخصوصآ المنتشرين منهم في القرى والأرياف النائية والمناطق الفقيرة في محافظات جنوب العراق وأن هذا واجبهم الشرعي كما يدعون زورآ , حيث لايتذكرهم هؤلاء كهنة معابد السراديب وعمائم الروزخانية ألا في وقت الحاجة لهم ولأصواتهم وبعد ما يتم مرادهم ترجع هذه العمائم إلى سابق عهدهم بنعت أهلنا الشرفاء والعراقيين الأصلاء بألفاظ نابية وهذا دليل على خسة ونذالة مثل هذه العمائم تجاه أهلنا , وهذه الإنتخابات أصبحت موضوع تندر وإستهزاء بالنسبة للصحافة الغربية ومراسليها المتواجدون في بغداد ولنأخذ مثال على ذلك ما كتبه مراسل صحيفة الغاردين البريطانية في بغداد روري مكارثي ليوم الأربعاء 26/1/2005 وتحت عنوان لايزال الغموض قائمآ / أين ولمن يصوتون ((( يبدو أن عملية التصويت هذه ستكون مختلفة عن ممارسات الديمقراطية الأخرى المعروفة في بقية بلدان العالم , ففي أقتراع سري على غير العادة يقوم العراقيين للتصويت لمرشحين لايعرفون من سوف ينتخبون ( وبالطبع لاتوجد سيرة ذاتية للمرشحين ومعظم إسمائهم غير معروفة على مستوى الشارع العراقي وحتى أن البعض منهم ترشح وهم أيرانيين ولايحملون الجنسية العراقية والأخرين ترشحوا بأسماء حركية ) وعلى الرغم من وجود 7700 مرشح يتنافسون على ولادة مجلسهم المسخ عبر زواج المتعة بينهم وقوات الإحتلال ومن مهزلة إلى مهزلة أيها القارئ الكريم حيث يستعرض الصحفي مكارثي بتندره على فضيحة الإنتخابات ( أن الأحزاب تقدم صورآ على لافتات إنتخابية لإشخاص غير مرشحين على قوائمهما , إحدى هذه اللافتات حملت صورة الزعيم الوطني العراقي عبد الكريم قاسم الذي قادة الثورة على الملكية عام 1958 وأعدم بعدها بخمس سنوات / لافتة أخرى حملت صورة الملكة السومرية شعباد إحدى ملكات مدينة أور التاريخية , وصورة المرجع السستاني وهو ليس فقط غير مرشح في الإنتخابات ولكنه يفترض أيضآ أنه من دعاة فصل الدين عن السياسة ))),
وفي الأيام القليلة الماضية تعالت أصوات نشاز تصدر من بعض الحسينيات في كربلاء والنجف بأن قائمة مرجعية كهنة معابد السراديب قد وافق عليها المهدي المنتظر ويجب التصويت لها حصرآ دون غيرها من القوائم المرشحة الأخرى من قبل أتباع المهدي وإلا فأن المهدي سوف لم يدخله الجنة معه , لاتضحك ولاتستغرب عزيز القارئ الكريم فهذا الأمر قد حدث في مملكة ملالي المتعة الفارسية في السنوات الماضية ويتم تطبيقه الأن في العراق (( لمزيد من التوثيق والمراجعة راجع كتاب ــ اللقاء مع الإمام صاحب الزمان (ع) ــ تأليف السيد حسين الأبطحي ـــ الناشر مؤسسة البلاغ الإسلامية )) , لتطالع مدى الكذب والتزوير والتدليس والضحك على بسطاء الناس وعقولهم بأسم الإسلام وأل البيت , بل وصل الأمر من هؤلاء المعممين الشواذ إلى أصدار دعوات تكفيرية وإعلان حرب سرية بواسطة فتاوي موجهة ضد الأحزاب الموجودة خارج قائمتهم بوجوب عدم التصويت لها , وقد صدرت فتوى صريحة من قبل هؤلاء المعممين الكهنة تقول (( كل من لايصوت لقائمة المرجعية , فليهيء جوابآ إلى الله تعالى يوم القيامة )) وخصوصآ تأتي إنتخابات الإحتلال مع وجود تيار واسع من أهلنا الشيعة في العراق والمعارض لمثل هذه الإنتخابات المهزلة فالتيار الصدري المقاوم قد رفض المشاركة في هذه اللعبة السياسية وهم شريحة واسعة ومؤثرة في الساحة العراقية وكذلك تيار مدينة العلم للإمام الخالصي في الكاظمية وتيار السيد المرجع أحمد الحسني البغدادي والذي رفض أتباعه المشاركة في مهزلة الإنتخابات بأصداره لفتوى واضحة وصريحة أضافة إلى الكثير من الشيعة العلمانيين واللبراليين , المهم أننا لسنا ضد الإنتخابات من حيث المبدآ ولكن الأن وفي ظل الإحتلال وعدم توافق الكثير من أطياف الشعب العراقي عليها وما رأيناه خلال الساعات الماضية من عمليات أنسحاب واسعة له دليل على ما نقوله بعد توافر الحد الأدنى من نزاهة هذه العملية الإنتخابية حيث كل الوقائع تشير أن أبسط الشروط المتوفرة لأجراء أي عملية إنتخابية حرة ونزيهة وغير مسيسة لجهة معينة دون أخرى غير متوفرة أطلاقآ وبمشاركة شعبية واسعة , فقوات الإحتلال غير قادرة على حماية نفسها تحت ضربات المقاومة الوطنية العراقية , ناهيك عن حماية ونزاهة العملية الإنتخابية التي تدعيها فعمليات تزوير الأصوات أصبحت علنية وغير سرية وعلى عينك يا عراقي حيث التصريح الأخير لوزير مالية حكومة المنطقة الخضراء عادل عبد المهدي له خير دليل على ما نتحدث به أعلاه حيث يصرح علنآ (( خشيته من حصول عمليات تزوير واسعة في الإنتخابات القادمة )) فهؤلاء المغفلين والحمقى والسذج والذين يدعون إلى الأنتخابات مدفوعين بصورة أو بأخرى من قبل دكاكين الأحزاب الذي ينتمون إليها ولانعرف أين هو هذا النماء والرخاء وبحبوحة العيش الكريم للعراقيين والذي وعدتهم به دكاكين الأحزاب الكارتونية والقادمة مع قوات الإحتلال الغازية والتي لاهم لها سوى سرقة الأموال العامة وتهريبها إلى خارج الحدود