• الزمخشري، جار الله (-538هـ):
ليس للزمخشري نظريته الخاصة في العروض، على الرغم من ادعائه إبداعَ "طريقةٍ في باب العروض عذراء .... ما أظنها وُطِئتْ قبلي" كما يقول! إلاّ أنه ـ وهو يصف البحورَ الخليلية ذاتها ـ كانَ من أوائل الذين أشاروا إلى طرق تركيب البحور، وكيفية اقتران التفاعيل وتناسُبِها، فكتبَ فصلاً خاصًا في هذه الكيفية، أشار فيها إلى أربع طرُقٍ في ذلك:

1. تكرير الجزء الواحد بعينه؛ وذلك في سبعة بحور هي (المتقارب والمتدارك والرجز والهزج والرمل والكامل والوافر)، مع الإشارة إلى أنه لم يتركب من (مفْعولاتُ) أي بحر.

2. المزاوجةُ بين جزأين متشابهين؛ مثل (مستفعلن ومفْعولاتُ)، حيث هما "على نسَقٍ واحدٍ في تقدّم السببين وتأخر الوتد"، وهذا عنده بمنزلة تكرير الجزء الواحد. وذلك في:
* السريع (مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ)!
* المنسرح (مستفعلن مفعولاتُ مستفعلن)
* المقتضب (مفعولاتُ مستفعلن مستفعلن)


3. المزاوجة "بين خماسي وسباعي؛ لو حُذفَ من السباعي ما طال به الخماسي لم يَتَبايَنا في الوزن".
* كالمزاوجة بين (فعولن و مفاعيلن) في الطويل.
* والمزاوجة بين (مستفعلن وفاعلن) في البسيط.
* والمزاوجة بين ( فاعلاتن وفاعلن ) في المديد!


4. المزاوجة "بين سباعيين؛ لو ردَدْتَهما إلى الخماسي بحذفِ سبب من كل واحد منهما توازَنا".
* كالمزاوجة بين (فاعلاتن و مستفعلن) في الخفيف والمجتث [حيث يتوازن فاعلا مع تفعلن].
* والمزاوجة بين (مفاعيلن وفاعلاتن) في المضارع [حيث يتوازن مفاعي مع عِلاتن].


وسنرى لاحقًا أن المضارعة بين التفاعيل التي أشار إليها ابن الفرخان والقرطاجنّي -فيما بعد- هي ما أرادها الزمخشري هنا إلى حدٍّ ما. ولعلّ ابن الفرخان والقرطاجني قد استفادا من هذه الإشارات دون أن يذكرا مصدرها.