رسالة إلى أبي
أبي الحبيب، كم كنت ستسعد بخبر قبولي في الماجستير ! وكم كنت ستفخربي!
أنا ابنتك ياأبي التي أحبت الأدب*منذ صغرها، أنا أبنتك التي كانت تقرأ لك شواهد المغني وهي طفلة، وكنت وقتها،أتجاوز بعض الأسطر لأختصر الطريق على نفسي من عناء القراءة ! فتنبهني لذلك قائلا (أن تركتِ شيئا يابنتي ...) فأقول لك وبكل براءة الأطفال ،أبي... كيف عرفت ذلك وأنت كفيف؟؟
فقد كان والدي رحمه الله كفيفا لايبصر، لكنه كان ذابصيرة نافذة!!
بعدهاعلمت سرمعرفة والدي بفعلتي ...البريئة!!
فقد كان أبي الشيخ مبارك عالما في النحو...يشرح لطلبة الجامعة *مايصعب عليهم من مقررات نحوية ...رغم عدم انتظامه في المدارس النظامية!*
وكان يعطيني بعض
الألغازالنحوية، لأختبربها مهارة معلماتي، فكنت *استحي من معلماتي خشية إحراجهن!ولعلمي بعدم رقيهم لمستوى أبي النحوي !
رحمك الله ياأبي كم اعتنيت بتربيتي وتأديبي،أرضعتني حب اللغة والشعر والقصص، منذ نعومة أظفاري.*
رحمك الله ،وبلغ ابنتك ماتتمناه ،وجعلني اللهم خير الخلف لك ياأبي ،أيها العالم الجليل .