أين الوفاء ؟

أين الوفاء

شعر د. جمال مرسي

أَيْنَ الوفا ؟ قَطَّعتُ حَبْلَ رَجَائِي وَ هَلِ اْختَفَى مِنْ هَذِهِ الغَبْراءِ ؟ أينَ الجُذورُ الضَّارِباتُ أَصَالَةً في عُمقِ أَرْضٍ ضُمِّخَتْ بِرِياءِ ؟ لا زِلْتُ أُهْرِقُهَا دُمُوعاً مُرَّةً و أنا الذي لم أَسْتَكِنْ لِبُكاءِ لكنَّها الأيامُ تُبدي للورى ما يَسْتَثِيرُ حَفِيظَةَ العُقَلاءِ جَرَّبْتُهَا ، فَرَأَيْتُ ناساً في الثرى مِنْها ، و ناساً في رُبا الجوزاءِ دَالتْ ، فلا فِرْعَوْنُ خلَّد نفسَهُ كلا و لا قَارُونُ في الأحياءِ لم يَبْقَ إلا وَجهُ مَنْ سَمَكَ العُلا وَ لَهُ تذلُّ بيارقُ العُظَماءِ يا غافلاً ، لا تَأْمَنَنْ دُنيا بَنَتْ في كُلِّ ضاحيةٍ صُروحَ شقاءِ شَغَلَتْ مُحبِّيها ، فَذاكَ لثروةٍ يَسْعى ، و ذاكَ لشُهرةٍ و علاءِ و على مَسَارِحِها لَهَا ذو شهوةٍ ما بين كأسٍ أُترِعَت و نساءِ و العاقلُ الفَطِنُ الذي لم تُثْنِهِ عَنْ هِمَّةِ الأحرارِ و النُّبَلاءِ إنْ راودتْهُ بحُسْنِهَا عن نفسهِ لم يُفتَتَنْ بجمالِها الوضَّاءِ جَعَلَ العفافَ إذا ابتلتْهُ رِداءَهُ أنعمْ بِهِ من حُلَّةٍ و رداءِِ حدَّقتُ في الدُّنيا فَلَمْ أَلْمَحْ بها ما يُسْكِنُ الأفراحَ عينَ الرائي و بذلتُ من جَهْدي لأُثبتَ أنني أَخْطَأتُ في ظَنِّي و في آرائي فَوَجَدْتُُ مِنْ أُخْتِ الزوالِ إجابةً تُدمي القلوبَ ، تطيحُ بالحكماءِ الأصدقاءُ كأنَّما أَوْدَتْ بِهِمْ رِيحُ الغُرورِ و قبضةُ الخُيَلاءِ كُلٌّ يُحدِّثُ نفسَهُ عن نفسِهِ أنْ ليسَ قُدَّامِي و ليسَ ورائي يا للصديقِ ، سِهامُهُ إنْ صُوِّبَتْ سَكَنَتْ من الخٍلاّنِ في الأحشاءِ ما أصعبَ الغدرَ المقيتَ على امرئٍ ظَنَّ الحياةَ اْلروضَ بالرفقاءِ فيجيئهُ موتٌ يُقَوِّضُ حُلْمَهُ مِنْ خَلفِهِ بخناجرِ الأهواءِ يا صاحبيَّ ترفَّقا بي ، إنِّني مِمَّا بُليِتُ بِهِ لفي ضَرَّاءِ ذهبَ الوفا ، حتى كأن وجودَهُ ضربٌ من الأوهامِ كالعنقاءِِ ما هذه الدنيا ؟ أدارُ تناحرٍ يُسعى لخِطبةِ وُدِّها بِدِماءِ ؟ أم أنها سوقٌ لبيعِ مبادئٍٍ فيها ببخسٍ للورى و شِراءِ ؟ آمنتُ باللهِ الذي دانتْ لَهُ كُلُّ الدُّنا ، و بَسَطْتُ كفَّ رجائي لو لمْ يَكُن ْ قلبي يشِعُّ بنورِهِ لَكَرِهْت في هذي الحياةِ بقائي

و دمتم بخير

الوفـاء ؟؟؟!!! ... أظنني سمعت هذه الكلمة من قبل !!

هناك قول مأثور مفاده :
( يحتقر الناس الكلب على وفائه وأمانته لأنه لا يفترسهم )

شاعرنا الرقيق النقي الوفي ؛ أيها القادم إلينا من زمنِ غير الزمن ؛ وعالمٍ غير العالم ؛ وسلالة أقرب إلى الملائكة منهم إلى البشر ...
أي وفاء هذا الذي تسأل أو تفتش عنه ؟؟!!
أخطات المكان والزمان يا سيدي ؛
سأوفر عليك عناء السؤال والبحث وأدلك أين تجد الوفاء ..
عد إلى كتب الأساطير ؛ فكثيراً ما كانت تذكر بين صفحاتها هذه الكلمة الغريبة" الوفاء " .

دمت نقياً شاعرنا الجميل ؛ في زمن لم يعد فيه للأنقياء محل

إسلام شمس الدين

استاذى الفاضل
د جمال مرسى
الآن أصبحت الصداقة والوفاء أكذوبة كبيرة وما عاد يربط البشر الآن سوى المصالح وعندما تسقط

المصالح يسقط معها آخر أقنعة الصداقة.

ولعل السؤال يفرض نفسه اليوم كيف أختار صديقي؟

كيف أجد وسط أكوام الأوراق المالية المزيفة عن ورقة واحدة صحيحة؟ كيف أجد صديقي الذي أودعه خزائن أسراري فلا يبيعني في أول مزاد أو يعرضها في أول بوتيك يلتقي فيه مع رفاق السوء

ما أكثر المذابح التي يتعرض لها الناس في جلسات الأصدقاء إذ يستباح العمر والسمعة والقيمة ففي كل ليلة ضحية جديدة تتسلل إلى أعماقها الخناجر والكل يطعن باسم الصداقة.

الصداقة أيها الأحبة إحساس عميق في دواخل النفس وليس أجندة تليفونات تجمع آلاف الأرقام وآلاف العناوين ولا تجد في الأجندة اسما واحد تأتمنه على لحظة صدق أو سر من أسرار.

لكم أشعر بوحدة شديدة كلما غاب عنى صديق وكلما مات صديق في قلبي تمنيت لو أعدت له الحياة لو وجدته فجأة يستعيد نبضه وينهض واقفا وأتمنى وأنا أوسده أيام عمري أن يكون صادقاً مخلصاً فإن زللت سمعت كلمة عتاب أو رجاء أو نصيحة.

ما أكثر أصدقائي الذين واريتهم في أعماقي وأنا حزينة فخسارة الصديق خسارة عمر والعمر لا يرجع أبدا إلى الوراء.


رائع دائما يا ابو رامى والسؤال هل يوجد وفاء

رائعه رائعه رئعه

انت بحق امير القوافى

بل وملكها

وكل سنه وانت طيب


مهاااااااااااا

قصيدة أخرى رائعة...
دكتور جمال... ما شاء الله... لا زلتَ تتحفنا بالجميل الراقي

أستأذنك في ألا أقتبس منه أي بيت حتى لا أخل بجمالها الأخاذ

دمت مبدعا
انا معجب بشعرك أيها الشاعر الفذ، ومعجب بفكرك وكلامك الجميل... الغادرون لا يستحقون أن تذرف عليهم دمعة واحدة

قال عنترة بن شداد
حكم سيوفك في رقاب العذل
وإذا نزلتَ بدارِ ذل فارحلِ

تحياتي
ناصر

الوفـاء ؟؟؟!!! ... أظنني سمعت هذه الكلمة من قبل !!

هناك قول مأثور مفاده :
( يحتقر الناس الكلب على وفائه وأمانته لأنه لا يفترسهم )

شاعرنا الرقيق النقي الوفي ؛ أيها القادم إلينا من زمنِ غير الزمن ؛ وعالمٍ غير العالم ؛ وسلالة أقرب إلى الملائكة منهم إلى البشر ...
أي وفاء هذا الذي تسأل أو تفتش عنه ؟؟!!
أخطات المكان والزمان يا سيدي ؛
سأوفر عليك عناء السؤال والبحث وأدلك أين تجد الوفاء ..
عد إلى كتب الأساطير ؛ فكثيراً ما كانت تذكر بين صفحاتها هذه الكلمة الغريبة" الوفاء " .

دمت نقياً شاعرنا الجميل ؛ في زمن لم يعد فيه للأنقياء محل

إسلام شمس الدين

أخي الحبيب إسلام شمس الدين
أراك بالغت كثيرا بما منحتني من هذه الأوصاف
فما أنا إلا امرؤ عادي أخطيء و أصيب
أحب و أكره
و لكني لا أحب أبدا ان أغدر أو أن يُغدر بي

أما عن الوفاء .. فأقول أن الدنيا و لله الحمد لا زالت بخير
و فيها من الناس ما هم أهل لكل حب و تقدير و وفاء
فهو ليس في الأساطير فقط كما قلت أو ليس كالعنقاء كما ذكرت أنا
و لكنه رغم قلته إلا أنه ربما يكون موجوداً

أشكرك على قراءتك للحظة من لحظات الحزن تعتري الشاعر
تقبل ودي
أخوك د. جمال مرسي

لافض فوك أبا رامي الغالي

الله ..ما شاء الله ..درّة ياسيدي درّة من دررك

ما أروع ما تبوحُ به ... لكأنّي بك استاذنا د.جمال قد وافقت استاذنا عبد الوهاب فيما قاله في "همسة في الظلام " و لذا وجدنا قصيدته مرفوعة ...

ما نقول ايها الكريم سوى أنّ الكثير الذي عمّ قد سوّد البياض القليل ... و أنّ الدنيا أنصارها كثر و يكثرون يوما بعد يوم ...

و لكنّه الأمل مشعاً قويّا فسيحاً :

آمنـتُ باللهِ الـذي دانـتْ لَــهُ
كُلُّ الدُّنا ، و بَسَطْتُ كفَّ رجائـي
لو لمْ يَكُن ْ قلبـي يشِـعُّ بنـورِهِ
لَكَرِهْت في هذي الحيـاةِ بقائـي

نعم و هل في الدنيا من قديم سواه ... و هل من حقيقة تبقى سوى ما قامت من جماله و كماله ...

تحياتي و تقديري و اعجابي

أخي الحبيب د. جمال:

قصيدة أخرى تضاف إلى روائع ما تتحفنا به في كل مرة.

ولقد صدقت أخي الحبيب فالوفاء بات عملة نادرة وقيمة لا تتوفر إلا فيمن رحم ربي.

هذا ما أكثر فيها الشعراء والأدباء والمفكرون منذ زمن بعيد. وليس هنا المعضلة.

المعضلة يا صديقي هو في تعريف مفهوم الوفاء وفي استشفاف معانيه. ويفجع النفس أن يرى الناس الوفاء في ابتسامة معسولة أو مديح عابر أو موافقة في الرأي أياً كان فإن خالفه رأيه يوماً أو أخلص في نصح لا يوافق نفسه رأى في ذلك غدراً ولعمري ما ذلك إلا الوفاء.

اللهم أصلح النفوس وأخلص القلوب لتصدق القول وتفي العهد وتحكم بالقسطاس المستقيم غير سماعين للكذب مروجين للغيبة والنميمة وقول الزور والبهتان العظيم.


بارك الله بك أخي وشكر لك تناولك هذا الأمر العظيم ولا تبتئس بما يفعل الظالمون فأمرهم إلى الله هو أعلم بالسر وأخفى.


تحياتي وتقديري

أنا في ابتسامات الورى مخدوعُ أنّى التفتُّ فخافقي موجوعُ كم راق لي خِلٌّ سمعتُ حديثَهُ فإذا الحديث كمن أتاه وضيعُ تعب الفؤاد من الأنام ونصحهم ما عاد يشعرُ أنه مسموعُ فأجلُّهم قدْراً لَيحملُ ذمّةً في كل يومٍ يشتري ويبيعُ (لا يستوي صون العهود ونكثها) منك الوفاءُ ومنهم التضييعُ لا تقلقنْ فسيذهبون بكرههم ولسوف يبقى الحب منك يضوعُ

اخي الحبيب
والشاعر المبدع دوما
ابا رامي
اسمع صراخك
واشعر بألمك البالغ
فلله أنت

هذه الحياة حياة كلها تعبٌ هذا الزمان زمان كله محن

نعم سيدي

لقد انعدم الوفاء من الناس الا قليلا.
ولم يبق الا لك الا الله وقلبك المعنى واحساسك المرهف
فأتت داميا لتمتعنا رغم النزيف بأبيات تقطر حكمة
لا تأتّى الا لشاعر حساس رائع مثلك ايها الأبي الشامخ.

اخي الحبيب
ابا رامي

أنت رائع وشاعر كبير وكفى

تحياتي وحبي الجم

المخلص

ابو يوسف

قرأتها مرتين وثالثة ...... جودة ..

لله درك يا جمال ...