الإثمُ الكبير
في بلدةٍ الخمرُ فيها حرام،
ذهبَ السكير..
صاحبُ الملهى الليلى الكبير..
إلى صاحبِ مصنعٍ للعصائر-
يوشكُ أن يُعلنَ إفلاسَه،
قال له:
"جئتُكَ بالصفقة الرابحة ؛
خذ هذه الوصفة الناجحة،
واصنع لي هذا العصير،
ولك ما تريد"
قال الرجل:
"ما أنا بقارئ!
هلا قرأتَ لي؟"
نظرَ إلى الأميِّ في سرور
وسرد عليه الطريقة
انتفض الأميُّ غاضباً:
-أتريدني أصنعُ لك خمراً؟!
- أيُ خمرٍ هداك الله ؟!..
هذا مشروبٌ جديد..
وعليه اقبالٌ شديد،
وهو مفيدٌ للأبدان،
ومريحٌ للأرواح،
ومنقذٌ من الإفلاس
وفيه منافعُ للناس.."
ردد الأمي في نفسه:
" وفيه إثمٌ كبير"
- حسناً، اترك لي الوصفة وائتني بعد شهرٍ من الآن
عاد السكيرُ بعد شهر..
واحتسى كأساً من الخمر..
ودفع للأمِّي ماله من أجر..
وملأ الشاحنات ،
وتعاقد على صفقةٍٍ أخرى.. وذهب.
ضربَ الأميُّ كفاً بكف..
وقالَ : ياللعجب !!
كيف صَدّقَ هذا أن خمراً قد شرب؟!