المحلّي، محمد بن علي (-673هـ):

اتبع المحلّي خُطى الشنتريني في ترتيبه للدوائر، فابتدأ بدائرة (المتقارب/المتفقة) فدائرة (الهزج/المجتلبة) فدائرة (الوافر/المؤتلفة) وهي البسائط، فدائرة (الطويل/المختلفة) فدائرة (المضارع/المشتبهة) وهما مركبتان، دون إشارة إلى مصدره.
إلاّ أنه كان جريئًا في تمسُّكِهِ بهذا الترتيب عند حديثه المفصّل عن البحور، حيث بدأ بالمتقارب فالمتدارك فالهزج ..إلخ.

ويُذكر أن التفاعيل عند المحلّي أربعة أصول، وهي التي تبدأ بالوتد (فعولن، مفاعيلن، مُفاعَلَتن فاعِ لاتن)، ومنها رُكِّبت الدوائر كما يقول:
• فمن الأصل الأول رُكِّبت دائرة المتفق، وينفك عنها المتقارب فالمتدارك.
• ومن الأصل الثاني رُكّبت دائرة المجتلب، وينفك عنها الهزج والرجز والرمل.
• ومن الأصل الثالث رُكّبت دائرة المؤتلف، وينفك عنها الوافر والكامل، وبحر مهمل.
• ومن الأول والثاني رُكّبت دائرة المختلف، وينفك عنها الطويل والمديد والبسيط ومهملان.
• ومن الثاني والرابع رُكّبت دائرة المشتبه، وينفك عنها بقية البحور، وثلاث مهملات.

وواضح أن الخلاف لم يتجاوز اجتهادَ الرجل في ترتيب البحور والدوائر وفْقًا لما رآه موافقًا للمنطق،
ولكنه لم يفسر لنا لماذا لم ينشأ من الأصل الأول والرابع، أو الثاني والثالث مثلاً دوائر أخرى..