بلاد الله أوسع من بلادي
فرج أبو الجود
بلاد الله أوسع من بلادي إذا أمسيت مكتوف الأيادي وأرض الله مسكن كل حر إذا ضاق العباد من العبادِ وفي الترحال آلام وخوف فما الحجاج خير من زيادِ أتوق لها وتسبقني دموعي وتضنيني العيون من السهادِ وأحلم كلما نامت جفوني بعينيها الجميلة في وسادي وتسبقني يداي إلى يديها ويرقص بين عينيها مهادي وأجعل من غدائرها شراعاً تميل له الرياح بلا عنادِ فأسبح في السماء إلى الثريا ومن ناد أطير بها لنادِ وأنفاس الندى تدنو رويدا على وجه الربى في كل وادِ أناديها فتبسم في وداد عبير المسك في شهد الودادِ خذيني واسمعي مني نشيداعلى وتري سُيبكي كل شادِ لأكتب في جبين الشمس بيتاً أيا وطني أحبك من بعيد وقد مل البعيد من البعادِ وما أفتأت أذكر كل حي وناحية وأعياد الحصادِ يداك يدي ودمعك في عيوني وجرحك حين ينزف في فؤادي ويحرق مهجتي أني شريدٌ بعيدٌ عنك في أرض المرادي وما دفعت يداي بغير شعر وقد نالتك بالشر الأيادي أنادي بين أشعاري وأبكي وفي قلبي شرايين تنادي على ليلى لعل لها حبيباً يغار لها بسيف أو زنادِ وكم ليلى وكم من ماجدات يحكن الآن أثواب الحدادِ أصيح لعلني ألقى مجيباً يجيب اليوم حي على الجهادِ ألا من فارس هل من رشيد يبين لنا سبيلا للرشادِ ألا من شاعر حر ليدمي بسيف الشعر أكباد الفسادِ لبسنا في الهوان رداء ليلٍ فلا ندر السواد من السوادِ وأورثنا الخنا ذلا طويلا سنينا من تردٍ وارتدادِ أُحيط بنا فما ندري عدواً نحاربه لكثرة من نعادي وكنت أظن أعدائي يهودُ فإذ حكامنا شر الأعادي سلاطين تسود بغير دين تذل رقابنا من عهد عادِ أفيقي أمتي فالخطب جد يقين وانهضي قبل التنادِ أفيقي أمتي يكفي رقاداً فإن الشر في طول الرقادِ سماؤك مرتع وثراك نهبُ وخيرك للثعالب والجرادِ وماؤك لليهود بغير حق وللإخوان أشواك القتادِ صغارك يأكلون الطين زادا لتحيا كي تموت بغير زادِ وأسواق الرزيلة في رواج وللأخلاق أسواق الكسادِ فأين اليوم حاكمنا المفدى وأصحاب النهى والاقتصادِ؟ وأين اليوم عالمنا الجليلُ وقد ضلت بساحتنا الهوادي أتيت الصخر أسأل عنك يوما فقال الصخر ويحك من منادِ أتسأل عن شَراذِيم ضعاف من القطعان في ذيل العبادِ تدافع عن كرامتها بشجب كذاك الشجب من ذالك الجمادِ فسل عنها هنالك في بلاد تباع اليوم جهراً بالمزادِ فهل بعد الذي صرنا إليه لباس يرتدا غير السوادِ ولكنا وإن نمنا طويلا سنصحوا تحت مئذنة الجهادِ تموج بنا النوائب ألف بحر وأنياب اللظى تحت الرمادِ ووادينا وإن أمسى عليلا لخير فوارس من ألف وادِِ وما من أمة إلا ستفنى وإن قامت إلى السبع الشدادِ وقل ما شئت عن مجد توارى وسل ما شئت عن ذات العمادِ ولكن الذي يبقى عزيزا هو الإسلام دوما في ازديادِ