من الإبداع إلى العبقرية
يعتقد كثير من الناس أن الإبداع أمر سهل يحدث فجأة دون سابق إنذار، و أنه لم يتكون عبر سنين طويلة من العمل الجاد والبحث المستمر مروراً بالإصرار على النجاح و التفوق حيث بدأ كل ذلك بالذكاء " سرعة التعلم " و باستخدام أدوات الإبداع الباقية مع الحافز القوي.
من يسعى للوصول إلى الإبداع و قرأ سير المبدعين يعرف أنهم كانوا جادين في عملهم يقضون الساعات الطوال في البحث والدراسة، و التفكير و مناقشة ما يقرأونه من مواد دون كلل أو ملل، تحفزهم الرغبة في تحقيق الذات، بمقدار ما تحفزهم البيئة بنوعيها السلبي والإيجابي، بل إن معظم المبدعين يستغلون البيئة السلبية لتزيدهم إصراراً على النجاح والتفوق فيما يقدمون من إبداع.
أما العبقرية فهي تتطلب أضعاف الجهد لأنها " إبداع في أكثر من علم " و عليه فإن العبقري يحتاج إلى المعرفة في موضوعين أو أكثر و أن يستخدم في تلك المواضيع قدراته الكاملة ليحقق الإبداع في تلك المواضيع ليعترف له بالعبقرية.
الإصرار و الهمة العالية إضافة إلى الإرادة القوية بحيث لا تستطيع أي قوة أن تثني المبدع عن أهدافه من صفات المبدع التي يبنيها عبر مسيرته ليحقق النجاح والتفوق في أعماله، ليس هناك ما هو سهل في هذا المجال و إنما هناك سعي دؤوب لتحقيق الغايات عبر عملية البناء المستمر للمعرفة. و أتمنى للجميع أن يحققوا لأنفسهم و لمجتمعاتهم التميز على الدوام.
باسم سعيد خورما