يا غزالاً جال في غابة فكري ثم غابا
ومض برقٍ أشرق القلب به حيناً, فذابا
امتطى صهوة حلمي في عناد ٍوغرورٍ
فارساً كالبدر يجتاح الدّجى أوِ الضّبابا
كان يلهوبعيون ٍ وعقول ٍ باقتدارٍ
يغرف الشّوق ببئر الرّوح كأساً وقرابا
واثقٌ يمشي الهوينى في اختيالٍ وحبورٍ
استعاض البؤس في النفس ربيعاً فشبابا
نورُ وجه ٍ ضاحك ٍ أجلى دياجير الأسى
أزهر الوقت به ورداً فريداً وتصابى
فيض ظرف ٍ صاغه ربُّ البرايا بجمال ٍ
ورد خدّ من شذاه عطّر الكون وطابا
هل هو الطيف الموشّى بالأماني زارني؟
أم هو الحلم يحاكي صبوة الروح سرابا؟
لا تدر نخب الغوى في حانة الهجر كفانا
كم قرعنا ندما في عمْرنا سناً ونابا
كانت الدنيا بعيني بلبلاً يزهو بصدح ٍ
فاستحال الصدح نعقاً والمدى صار غرابا
كنت كالمذبوح في سطر القوافي مستجيراً
أرسم الوجد حنيناً لليالي واغترابا
أدن مني كي أحوز الكون ظفراً من حديث ٍ
لا أبالي يا حبيبي قلت هذراً أم صوابا
يا سهام اللحظ حسبي قسوة , إنّي أعاني
شهد طعم ٍمن شفاه ٍأسبغت برداً شرابا
هدّني الإقدام في نيل الوصال ورماني
ليت شعري من ير الأهداب لم يرْج الحسابا
جد بشمس ٍيا ظريفا في دهاليز المآسي
جد بوصل ٍيا ضياءً , يزرع السّحر سحابا
لو ترفقت على يم المعنّى في حنان ٍ
لطمى السّعْد على الخلجان وامتصّ العبابا.