بسم الله الرحمن الرحيم
فات الأوان يا أمريكا
عبدالغني خلف الله
فات الأوان يا أمريكا ..
لا يمضي يوم حتي يزور منطقة الشرق الأوسط مسئول أمريكي كبير والكبير الله وسأتجاوز كل الجراح التي لا زالت تنزف وأدلف لموضوع الدرع الصاروخي الذي تحاول أمريكا تسويقههذه الأيام ..وإذا ما تأملنا الموضوع من جوانبه السياسية والعسكرية نجد أن المسأله كلها سباحة في الفضاء بأجنحة التخويف والترهيب ..فقد صدقنا وآمنا أن باستطاعة أمريكا التصنت علي جميع المكالمات الهاتفية التي يزدحم بها الأثير باستثناء دعوات المؤمنين التي يرفعها ما صلح من الأعمال وكذلك الصلوات ..حتي مسئولينا لم يسلموا من عمليات السنسرة والتصنت وهذه طبعاً شطاره ما في ذلك شك ولكن أن تحاول إقناع العالم بأنها تستطيع محاصرة الفضاء بالدرع الصاروخي المزعوم هذا .. فتلك حيلة لا تنطلي علي درويش في شوارع الخليج ناهيك عن ساستها الكرام ..وكيف تنجح في تسويق أمريكا ذلك الوهم في زمن العلم والتكنلوجيا والوعي المبكر .. هذا ما لن يحدث أبداً .. فقد فات الأوان يا أمريكا ..أللهم إلا إذا نجحت في إفساد الحكام بعد أن تلوح لهم تارة بال ( كوميشنات ) وتارة بمحاولات اسقاط الأنظمة ..لا أيها السادة لم يعد العالم سوقاً رائجة لتسويق الأكاذيب ..وقد خبرت الشعوب بعضها البعض .. وباتت المعلومة في متناول أيدي الجميع .. فقد تجد أطفال اليوم وهم في سن الخامسة وقد تشكلت شخصيتهم وصار عندهم رأي في كل شيء ..نوع الطعام الذي يفضلونه والملابس التي يرتدونها ومتي يلعبون ومتي يذاكرون ..وعندما يصل الواحد منهم الثانوي يناقشك في الخاص والعام الحجة بالحجة والرأي بالرأي وعليك أن تستمع إليه وتحترم وجهة نظره ..ومضي زمان ( يا ولد إنت راسك قوية وما بتسمع الكلام ) إلي غير رجعة .. وسيأتي جيل يقوم بإبادة أدوات القتل والتدمير التي تعج بها مخازن البنتاقون وشركات تصنيع الأسلحة ويرمي بها في سلة التاريخ ويدفنها عميقاً في الرمال كنفايات سامة وسيتجه بكلياته نحو التقدم العلمي من أجل الحياة ..نحو السلام لأن السلام معناه أن تعيش وتبتكر وتبدع الحياة والحرب وأدواتها إن صح التعبير تعني الموت ..تعني الهدم والتخلف والعدم ..صدقوني لن تُصرف مليماً واحدة في المستقبل علي الطائرات المقاتلة وسيكون البديل طائرات مدنية تطير بسرعة الليزر ولن تصنع الدبابات والمجنزرات والصواريخ وسيكون البديل أجهزة الكمبيوتر الحديثة وطلمبات الري وحاصدات القمح ..وإن حاولت الحصول عليها فسيحيلك أي صبي لأقرب متحف حربي ..هنالك ستجد عينات من الأسلحة مكتوب عليها ( هذه الآلات قتلت الآلاف من أجدادنا القدماء الذين ساقتهم حماقاتهم وغباؤهم لمصيرهم المحتوم ) ..وسيقتنع الجميع بأن أرض الله واسعة وفيها متسع للجميع ..لن تكون هنالك حروب مياه ولا حدود ولا حروب طوائف وإثنيات كما تروج أجهزة العلاقات العامة لشركات الأسلحة ..وإنما تكامل وتبادل تجاري وجامعات ومسارح وكتب ..وسيكون من السهل علي سكان المستقبل السفر والهجرة والسياحة ..كالعصافير بدون جواز سفر ..ودمتم .