مناقب الرجال أم الجبال ؟!
(د. ضياء الدين الجماس)
كانت تـجوب بأرضنا وتَصولُ ...وتمـــرُّ مــرَّ سحابة وتَـجولُ
ألقـــت رواسِيَــها بأمــرٍ نــافـذٍ ...قال الإلــه كلامَـه ويـقـول
وبـها استقرت أرضنا عن مَيْدها ... مَرَجُ الحياة علا بها ويَدول
ولعلمها بالله زاد رســوخـــها....صارت تــخر له تــقى وتؤول
وأبت بحمل أمانة ورعاً بها ... إنَّ الجبال لِربــها لَذلــول
صَمَتَ اللسان لبرهة وبدهشة ... هو عاجزٌ عن وصفها ويعول
بجلالة وبهاءِ وجه قد بدت ...بجباهها ترقى العلا وتـهـول
ألوانها جمعت جميع فصولنا ...وأصولنا منها تــرى أتؤول؟
بيضاء وجه مبهر وسواد شع...رٍ فاحم، عينُ الجمال قَتول
مع حمرة بخدودها أو صفرة ... بوقارها تــضفي الجمال فصول
قد أينعت جناتها بندى الهوا ... تزهو بها أغصانها وتــطول
ببطونها حملت معادن كنزها ... شلال يجرى هابطاً وسُيول
ومياهها شرب لنا بنقائها ... ووضوؤها طهر لنا وغَــسُول
ويؤمها لجمالها وَلِهُ الهوى ... ومريض قلب يائس وخيول
تروي الورى وبدون أجر مِنَّةً ... وسحابـها وَدَق السماء هَطول
وتــكفلت بحماية لجوارها .... وتــذودُ عنهم مارقاً وتــحولُ
بشهامة تؤوي فقيراً بائساً ... ومجاهداً يخشى العدا ويصول
ولعابد يهوى الإلهَ بغارها ....يرقى إلى الباري به ويؤول
ولمسجدُ الكهف العتيد منارةٌ ... هم فتية صدقوا الفعالَ فُحولُ
لجؤوا له مع كلبهم فحماهموا ... لبثوا به حتى الظلام يزول
ناموا المئات من السنين وزادهم .. وبذكرهم صار الكتاب يقول
هذا حراءُ مصاحبٌ لرسولنا...وبه التعبد في جواه يطول
صار الإمام لأمة ورسولها ... بصلاته في العالمين يجول
هذي الصفات رهينة بخَلاقها ...إنَّ الرجال مناقبٌ وأصول
ولقد تــجلى "ذو الجلال" بعزة ....إنَّ "العظيم" لَطاهر وعَسول
أخفى "الغنيُّ" كنوزه بجباله ...فيغيثُنا من فقرٍنا ويَــمول
صلى عليك الله يا علم الهدى.... ما عاش مداح له وبتول
الحمد لله على نعمه ظاهرة وباطنة