|
ماض إليك وهذا الحب ملء دمي |
فيورق الشدو واحات بروض دمي |
ماض إليكِ كما تهوى ملامحنا |
معبقا برمال الوحي و الحلمِ |
ماض إليكِ وحر الشوق يلفحني |
والحبّ ما الحبّ إلا لذة الألم |
ماض إليكِ قِفِي يا نبض ذاكرتي |
تنهّدتْ عندكِ الأحلام فابتسمي |
قد ساقني الشوق في الآماد أمنية |
نحو المتاهات تبكي حافيَ القدم |
و الليل يصلبني من مقلتيكِ على |
أبعاده زفرةً من شهقة الندم |
يجتاحني شبقٌ من ظلّ غربتنا |
يثغو ويلفظني من عجمة العدم |
و العشق من شفق الهقار يزرعني |
شوقا و برعمني في وجنتيكِ دمي |
وفي ضحى الطاسلي تحدوكِ قافيتي |
خجلى الخطى شرقتْ من غربة الخيم |
يا مريم البدر في ظلماء مغتربٍ |
هل جلجل الصبح يجلو شبقة الظلم |
يا ألف ملحمة في خافقي ارتحلتْ |
نحو الينابيع تشكو حرمة الرحم |
حالتْ كروم الهوى واحمضّ في عنبي |
طعم السلافة صُبّي كرمة القدم |
فالشك خالجني يهوى مسافتنا |
يعلم الريح فن العوم في ألمي |
طلي حنانيكِ لو جفت فواصلنا |
أو غرّبتْ في الهوى الحاني يدي وفمي |
يا مريم الطهر قد ناداكِ في غسق |
خلف الشجون فؤادي من رؤى حلمي |
غنّتْكِ خلف الضياع المر قافيتي |
فاعشوشبتْ في تسابيحي ظلال دمي |
يا أنتِ نجواكِ في الصحراء راحلتي |
تعثّرتْ بطفوق الرمل و الأكم |
تعثّرتْ و مرايا الغيب تلهبها |
تاهتْ بلا قدر في دكنة الأدم |
هذي الغوايات تغري بالسراب دمي |
ما إن رفعتُ يدي زلّتْ لها قدمي |
حتى تبرعم في أعماق واحتنا |
غصن بزهر الخطايا يشتهي ضرمي |
والنخل يرفضه في حلتيكِ وقد |
فاحتْ ورود الضحايا في ربى قممي |
فاختال في خاطري طيف يؤرقني |
مذْ كان منكِ الهوى يقتات من ندمي |
فربّ شامخة في البيد ناسكة |
تودّ لو رقّ في قيثارتي نغمي |
سألتُها حكمة قالتْ محرّمة |
بالحيف مشبوهة يا شاعري حكمي |
هنا المبادئ قد ضاءتْ منارتُها |
و صوّح النور يغشى رهبة الظلم |
لكنّ من بعدها صارتْ حكايتنا |
كقصةٍ ساقها راوٍ بغير فم |
تبرّأتْ من حكايا الشمس سوسنتي |
تنكّرتْني رمتْ بالظن و التهم |
أقسمتُ يا شاعري والبيد شاهدة |
إني مبرّأةٌ من ريبة القلم |
عشريّةٌ في المدى سوداء عازفة |
للموت لحنا يغني سكرة العدم |
تمايلتْ مدني في الأفق غاربة |
وولولتْ مدنٌ عنْها المرام عم |
تخايلتْ كل وجهٍ غربةً شرقتْ |
بصدر سامقة تشكو قلى الديم |
لكنّني كالألى مازلتُ شامخة |
رغم الرياح التي قد عربدتْ بدمي |
مستلّةٌ من رماد العمر قافيتي |
كالنار جدّدتِ العنقاء في الهرم |
شخصيّة الحر تأتي من أصالته |
هل ينكر البدر ضوء الشمس في الظلم |
ما حمرة الورد قالتْ حين يدهشنا |
إلا عيون الهوى تبكيْهِ بالحلم |
ما يملك المنتهي إلا كرامته |
يفنى عليها و أنساقا من القيم |
قالتْ أراك صريع الوجد قلتُ أجلْ |
فالعمر ضاع هباء في غربة النغم |
ماض لمريم مصلوبٌ على زمني |
في محنتي وطنٌ يقتاتني ألمي |
حبستُ شوقي على النايات أسألها |
أجترّ من جزنها نبض الهوى البشم |
يا مريم البدر في واحات ذاكرتي |
إخضوضر الدرب تسقيْهِ الرؤى ديمي |
أهواكِ فوق جبين العمر مشرقة |
أهواكِ كالشمس ما أغراك محتشمي |
يا منتهى العشق أيُّ العشق فسّرها |
هذا الصباح بجرح ضاء للخيم |
شذاكِ يا نشوة الريحان عبّقني |
يمدُّ للبدء بذرا يفتدي عدمي |
وخصلة الضوء في عينيك تبعثني |
لحنا على شفة الأقدار و الهمم |
لو غيّر التيه عن جفنيكِ قافيتي |
لومي كما شئْتِ هذا القلبَ و اتهمي |
لومي كما شئتِ فالأوهام تلسعنا |
حتى النخاع و ثوري فيَ وانتقمي |
لا تصمتي الآن إنّ الصمت يذبحنا |
يلقي بنا حسرةً في غربة الشيم |
وعايري في تشفي بعدما حبلتْ |
أفكارنا من جهيض الفكر والسقم |
ما سرّ مأساتنا إلا توهّمنا |
حتى رضعنا الخنى من نشوة الألم |
الزيف أدهشنا فابتاع سمرتنا |
حتى انتهينا بلا لون ولا كلم |
تزفّنا الريح أحلاما مشرّدة |
كأمة أصبحتْ شتّى من الأمم |
تجتاحنا فلسفات الشك تهصرنا |
وبعثرتْنا رؤى الأحقاد و النقم |
يا مريم الطهر في بركان قافيتي |
توضّأَ القلب بالأشواق من حممي |
صلّي على جثة القلب العليل إذا |
صاحتْ به همّةٌ ثكلى ولم يقم |
صلّي على نشوة العشق القديم إذا |
هامتْ بنا وعيون الليل لم تنم |
نجوايَ أنتِ كحلم النخل شامخة |
رغم الرياح وبخل السحب بالديم |