نظرة في كأس فارغة
مستهلَكٌ منك البوحُ والقلمُ لم يبقَ حرفٌ يرويه عنك فمُ والروحُ قيدَ الجراحِ راعفةٌ يقطرُ منها على أساك دمُ تمزقتْ في الحروبِ فانكفأتْ تلعقُ جرحًا جناهُ منهزمُ تضخُّ فيك الدماءَ أوردةٌ محبطةٌ يستقلّها البرَمُ ورغم أنفِ الهمومِ قاطبةً لما تزل فيك للردى هِممُ أمنيةً صار الموتُ في زمنٍ أحسنُ ما في خِلالِه العدَمُ أين طيوفٌ ترومُها حلُمًا حين توانت عن دركِها قدمُ حتى الكرى قد شحّت مواردُه وضنَّ فيه بالزورةِ الحلمُ كأنما الطيفُ ثَم محتجَزٌ على حدودٍ بالجندِ تزدحمُ يا هيكلاً روحُه مشردةٌ ها أنت بين الجهاتِ مقتسَمُ تغفو جفونًا والقلبُ منهمكٌ أيُّ كرىً قد يسوقُه الرغَمُ؟ ترميك كفُّ الزمانِ كيف تشا في حَومةٍ بالسرابِ تلتطمُ كم شِمتَ بين الغيومِ بارقةً أبَتْ لها صدقَ وعدِها الشيَمُ دنياك ما انفكّتْ عنك مُدبرةً نهارُها الكدُّ والدجى سقمُ يا عنفوانَ الشبابِ منتهِبًا ذاكرتي كيف غالَني الهرَمُ؟! تلك أماني الصبا تراقصُني أشباحُها غضةً فأبتسمُ تزلقُ بي الأربعونَ في عجَلٍ حتى يفضَّ الخمسينَ محتلِمُ لم تُبقِ في كأسِك السنونَ سوى حثالةِ العمرِ خانَها الزخمُ فيمَ شكاتي وتلك آخرتي تُومي بكفٍّ يعضُّها الندمُ ها أنَا لا عَزمةٌ ولا حِيلٌ قصَّ جناحَ الطموحِ مختتمُ.