|
كرام همُ الأبرار يشدون بالهدى |
كبلبل روض أسمع الصما والبكما |
ومهما تغيرت النفوس فإنها |
بفطرتها تهفو إلى الهدف الأسما |
وتبقى الحقيقة كالجمال جلية |
ولو حنظلوا من حولها التين والكرما |
ولو زنبلوا الاقتاب شوكا وبدلوا |
زهور الروابي الشم في حقلها عرما |
فسحقا لأبواق التأمر كم رمت |
من الافك نحو الحق كي يستوي جرما |
فلا غمطوا الحق السوي ولا انحنت |
شوامخه العظما وقد طفحتْ رجما |
فمن ذا بأخمصه للشمس واطئا |
وقد ضاق مما أسرفوا السهلَ والاكما |
فهل غيرت أرض الكنانة دورها |
وقد حملت حملا يضيق به النظما |
فما لانا للحداد صلب ولا استوى |
مطيعا إذا لم يضرم الكيرا أو يحما |
يليــن له بعد اصطبار وشدة |
يُصيــِّـرهُ سيفا و يصنعه سهما |
ليغدو بفضل الطرق والنار لاذعا |
يُمنتجُ شيئا كان قبل اللظى رسما |
تزمهره الأيام كي يربو خافقا |
ويصبح بعد الشحذ حدا له حسما |
وهاهو تاريخ الرجال بأرضنا |
يسنبل من تأسيسه الجدا والحزما |
فما نقض الإخلاص يوما عهوده |
ولو نزعوا من جلده الشحما واللحما |
بعروة رب الناس أوثق نفسه |
فلا يخشى ظلما في الحياة ولا هضما |
بأفاقه العليا يحلق سابحا |
يسير حثيثا ينشر الخير والعلما |
عزيزا بدا رغم التأمر شامخا |
وقد أسرفوا قولا وكادوا به ظلما |
فأسرج خيل العديات ركابه |
وشـــــد غبار النائبات له عزما |
وحركت الأوجاع ما كان راكدا |
وأنجبت الأحداث ما يبطل السما |
وهاهو في روض السعيدة عاملا |
يراقب ميلادا لمبدئه الأسما |
وإني أراه الآن والناس حوله |
وقد دحر الطغيان واستلم الحكما |
فنال رضا الرحمن عزا وسؤددا |
ونال زمام الإمر وانقشع الغما |
وكل بعيد في النهاية عائد |
إلى حقه يوما ولو لم يشأ حتما |
وفيا حفيا مؤمن غير أسف |
على عثرة مرت به أعقبت حزما |
إذا صبر الماضون في سيرهم رأوا |
آمانيهمُ تترى وكانت لهم حلما |
يطيب لهم بعد البلاء مؤمل |
وينفك عنهم باصطبارهم الهما |
تنادوا لمجد كان صعب مناله |
وأضحى بفضل الله داني الجنى كرما |
ولو عثروا في السير أبوا وغيروا |
هزيمتهم نصرا وكبوتهم نعما |
هموا الفجر بعد الليل ينشر ضوءه |
أقلهم نورا بأعلى الفضا نجما |
فهم نور هذا الكون مصدر أنسه |
وأدناهمُ رقما يفوق الورى رقما |
لهم كل ما في الكون يلهج بالثنا |
لأنهمُ لم يرتضوا الظلما والضيما |
أنابوا إلى الرحمن طوعا وأسلموا |
له الأمر واستهدوا به الحربا والسلما |
همُ القوم تستحي الخلائق منهمُ |
متى أسفروا شدوا وأخلاقهم عظما |
نجوم بهذا الكون نبضهمُ السنا |
كرام أباة لا يخور لهم عــزما |
فصبرا وصبرا فالحقائق تنجلي |
سينبئنا التاريخ عن صنعهم يوما |
"ومهما بغى الباغون فالله غالب |
على أمره والحــــق منتصر حتما" |