|
نفحات الهجرة… |
شعر: صالح بن علي العمري- الظهران |
شعّ الهدى، و البشرُ في بسماتهِ |
و اليُمن و الإيمان في قسماتهِ |
و تفجرت فينا ينابيع الهدى |
و استيقظ التأريخ من غفواتهِ |
" إقرأ و ربُّك" في حراء تحررت |
و الدهر غافٍ في عميق سباتهِ |
جبريل حاملها و أحمد روحها |
إن الحديث |
مُهج الملائك بالتلاوة تنتشي |
فتُقَبّل الكلماتِ فوق |
صلى عليك الله يا من ذكره |
قربى . . ونورُ الله من مشكاتهِ |
يا من كساه الله حلّة سمته |
و كساهُ بالقرآن حُلّة |
لمّا أضاء الله مهجة قلبه |
هانت عليه الروحُ في مرضاتهِ |
غسل الكرى عن أعين الدنيا كما |
يُجلى الدُّجى بالفجر في فلقاتهِ |
و أنار بالآيات كلّ |
بصيرةٍ |
و اقتاد للجنّات أسمى موكبٍ |
"إياك نعبدُ " تمتماتُ |
إقرأ معاني الوحي في كلماته |
في نسكهِ و حياتهِ و مماته |
لو نُظّمت كلّ النجوم مدائحا |
كانت قلائدهن |
يا من بنى للكون أكرم أمّةٍ |
من علمه . . من حلمه و أناته |
صاروا ملوكا للأنام بعيد أن |
كانوا رعاءَ الشاءِ في فلواته |
فسل العدالة و الفضيلة و الندى |
وسل المعنّى عن مُلمِّ شتاته |
و سل المكارم و المحارم والحيا |
من غضّ عن درب الخنا نظراته؟! |
من حطّم الأصنام في تكبيره |
من عانق التوحيد في سجداتهِ |
من أطلق الإنسان من أغلاله |
من أخرج الموءود من دركاته؟! |
من علّم الحيران درب نجاتهِ |
من أورد العطشان عذب فراتهِ؟! |
من هدّ بنيان الجهالة و العمى |
وبنى الأمان على رميم رفاتهِ؟! |
فإذا بأخلاق العقيدة |
تعتلي |
وإذا لقاء الله يأسر في رضا |
وتشوّقٍ من كان عبد حصاته |
ورأى جنان الخلد حقّا فازدرى |
دنياه . . و استعلى على لذّاتهِ |
أرأيت إقدام الشهيد و قد سعى |
للحتف معتذراً إلى تمراته !! |
حملوا الهدى للكون في جفن الفدا |
فتحرر الوجدان من شهواتهِ |
خيّالة المجد المؤثل و العلا |
فكأنما ولدوا على صهواتهِ |
سمّارة المحراب في ليل ، وإن |
نادى الجهاد فهم عُتاة كماته |
في الهجرة الغراء ذكرى معهدٍ |
نستلهمُ الأمجاد من خطراته |
تاريخ أمتنا . . و منبع عزّنا |
و دروبنا تزهو بإشراقاته |
فيه الحضارة والبشارة والتقى |
ومُقِيل هذا الكون من عثراته |
فتألقي يا نفس في نفحاته |
واستشرفي الغايات من غاياته.. |