في حضرة الشعر
من أخطائي وهي ليست بالقليلة أنني لا أستمع لآستمتع بالشعر في كثير من الجلسات و الأمسيات الشعرية، و المشكلة هنا في أنني أعرف تماماً المكان الذي اجلس فيه و أعرف أن هناك شعراً سيلقى على مسامعي ومسامع الحضور، و تجنباً للإحراج كان علي أن أحضر متأخرأ بما فيه الكفاية حتى تنتهي فقرة الشعر و تبدأ الأمسية الطربية.
و يجلس زملاء و أصدقاء و كثيرون ممن أعرفهم بإنصاتهم المعهود واحترامهم للشعر والأدب، حتى أن الشاعر موسى الكسواني قطع قصيدته لأسكت و أنصت و لينصت غيري أيضاً ..
تخلو الأمسيات الشعرية من النقاد فلا أرهم يشاركون في كثير مما حضرت من الأمسيات ولا أعرف سبباً لذلك، والنقد للشعر و مناقشة الشاعر في ما قدمه أو سيقدمه في شعره من معاني و صور واستحضار للتاريخ عبر عنه بكلماته أمر رائع يثري الجلسة و يزيدها ألقاً على ألقها ...
أعرف أن المتذوق للشعر مبدع كمن أبدعه، لأن المتذوق يستخدم أحساسه في الكلمات و إن كان ذلك الإحساس أقل أو أكثر من إحساس الشاعر نفسه، و لمتذوقي الشعر في حضور الأمسيات شغف كبير، و تطوير الأمسيات بحسن الإستماع والإنصات أمر لا بد منه و كذلك حين نرفع مستوى الأمسية بحضور نقاد ولا أقول ناقد فإن الحضور سيتعلمون الكثير.
أتمنى أن تكون المحاضرات والأمسيات الشعرية جميلة بمتذوقين صامتين منصتين، و بناقد و نقد جاد هادف يحقق التميز المنشود و العلم الذي نسعى إليه جميعاً و دمتم و دامت ذائقتكم الأدبية.
باسم سعيد خورما