العلاقة بين المبدع والحرف وأثرها علي المتلقي

قد لا يخفي علي الكثير منا مدي الأثر الذي تتركه علاقة المتلقي بحرفه وتخلفه من انطباع..وتتراوح تلك العلاقة ما بين الشدة وما يعقبها من تعلق ودفاع مستميت عن أي حرف.. وكل كلمه مهما كان ضعفها وقلة أثرها... وبين قلة الاكتراث والاستهانة بالقارئ من خلال نثر معان ونشر كل ما يخطه القلم دون تدقيق ومراجعه للفكرة والمعني..
وفي رأي المتواضع أننا بسلوك أحد السبيلين نكون قد ظلمنا أنفسنا وأحرفنا... واعتدينا علي حقوق المتلقي... فالمبدع أي كان نوع وطريقة إبداعه لابد وأن يتوقف كل فتره يراجع ويقيم نتاج فكره ويعدل من مسار حرفه وينتقي من أحرفه الأقوي والأجود لنشره مستشعرا قيمة وخطورة الكلمة وتأثيرها... ومراعيا حق الله وحق نفسه ومن ثم حق المتلقي الذي ينفق وقته في متابعة ما يخطه والتفاعل معه...ويجب أن يدرك المبدع أنه من حق المتلقي أن يكون تفاعله هذا سلبا أو إيجابا.. ولن يتفق الجميع بحال من الأحوال.
وهنا يكمن ذكاء المبدع في انتقاء ما يفيده ويقوي خطاه من مثالب قد يذكرها المتلقي من وجهة نظرة فيعمل علي تلافيها مستقبلا. ليخطوا خطوة في طريق الكمال الإبداعي الذي يحلم به كل مبدع.. ويثبت خطواته أكثر... فيما يتعلق بالجوانب الأيجابية في عمله..
وإذا حدث هذا فالنفع يعود علي الطرفين وأن كنت أري أن انتفاع المبدع بآراء المتلقي تكون أعظم لتأثيرها المباشر بطريقة الإبداع هذا إذا أحسن انتقاء ما فيها وتعامل معه بموضوعيه ورويه وحكمه... واثري النقاش بتبيان وجهة نظره دون تعصب أو غضب..
وفي جانب أخر من علاقة المبدع بحرفة نجد استهانة وعدم اكتراث بالحرف... فنري ضعف العلاقة بين المبدع وحرفه تدفعه إلي الاستسلام لكل رأي والخوف من الرد علي منتقدي عمله حتى ولو شعر بأنهم علي خطأ... بل وتصل أحيانا السلبية إلي نشر بعض الإبداعات دون النظر لقيمتها أو محاولة مراجعتها لتلافي الأخطاء فيها.
والأثر في الحالتين يعود علي المبدع بخسارة ويجعل كثيرا من المتلقين خاصة عبر (النت ) يتفرقون من حوله ولا يعيرون كتاباته أدني اهتمام
وهذا قد يؤدي بقلم الكاتب إلي حالة من حالات الضمور والتلاشي فنخسر قلما ضل طريقه حين لم يعي عمق واثر العلاقة بينه وبين حرفه