من سلسلة تأملات بقرية ثورية ...
أيها السادة .. هل رأى أحدكم بقرة حولاء؟!!. تضع نظارة سوداء؟!!. سأخبركم أن الجواب نعم وبكل تأكيد. فقد شوهدت تلك البقرة وشوهدت نظارتها. والعجيب في الموضوع أن النظارة السوداء تحركها "البقرة" مزهوة بها حسب "البرستيج"، فمرة تضعها على المنخار "الأنف" ومرة تحركها فوق العينين وقبل الأذنين. وبالمناسبة فهذه "البقرة" تمت مشاهدتها تتنزه في أحد الأسواق الفخمة حيث يسمونه "مول" على وزن "جول"!!. فالبقرة لها أيضا "جول" أقصد هدف، وهي ليست بقرة كسائر الأبقار. هذا على اعتبار أن الأبقار "الحقيقية" تحيا بلا هدف.
المهم في الموضوع أن هذه البقرة كان هدفها في تلك النزهة أن تلفت إليها أنظار أكبر عدد من الثيران - أو "الثيرة" كما يحلوا لصديقي أن يسميها- التي تعيش خارج حظائرها وهدفها في هذه الحياة أيضا أن تبحث عن "بقرة" أي بقرة. المهم فقط أن تكون بقرة حولاء بنظارة سوداء.
سارت البقرة في ذلك المول متبخترة تطقطق بحوافرها وأظلافها وروائح العطور "البقرية" وعبقها يتطاير منها ويشم من على بعد ميل بقري أو ثوري، ثم إن بردعتها تكاد تتمزق من شدة الضيق ربما لقلة ذات اليد عند صاحب البقرة. وامعانا من صاحبتنا "البقرة" في لفت مزيد من الأنظار فإنها كانت تزيد من حركة فكيها وتبالغ فيها لترفع أصوات الاجترار أقصد المضغ وتحرك رأسها في جميع الاتجاهات في ذات الوقت. ولكن الحركة كانت تأخذ دوما شكلا مائلا ليدل على أنها أيضا وأيضا بقرة متميزة.
فهي بقرة حولاء ... بنظارة سوداء ..