أحدث المشاركات

نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الموشحات الكشكية 1'2'3» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» في شارع واحد» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»»

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قراءة في (والسؤدد يماني)

  1. #1
    الصورة الرمزية عمار زعبل الزريقي قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2011
    العمر : 42
    المشاركات : 49
    المواضيع : 22
    الردود : 49
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي قراءة في (والسؤدد يماني)

    جلالة المعنى وتعالق الأرض والسماء
    قراءة في (والسؤدد يماني) لسمير العمري

    عمار زعبل الزريقي

    هناك شعراء عشاق للحرف, عشاق للكلمة الهادفة, للثورة العابرة للحدود الفاضحة للزيف, غُيب الإبداع العربي كثيراً, أو حوصر بالموضوع والمعنى, قزم برهة من الزمن, لكنه سريعاً ما عاد بعودة الفيوضات الكابحة لكل القيود, الكاسرة لكل الجمود الذي وضعنا فيه قسراً مع سبق الإصرار والترصد, فكان للشعر صولته وجولته الكبيرة والجديدة في الآن نفسه في استنهاض الأمة وتبصيرها بحاضرها ومستقبلها, مع التذكير بماضيها التليد, الذي كان لها الشأن الكبير في كل المجالات..


    إذ وجد شعراء بحجم القضية وبحجم الأحداث التي تتسارع بتسارع النبض العربي, شعراء أعادوا ملء الشاغر في الساحة الشعرية العربية وأصبحوا يحملون الهم العربي كاملاً دون منقوص, بل الهم الإسلامي والعالمي, إنها شعرية جديدة تتغنى بالمجد وتستلهم الجمال وتنشد الأمل والخير والحرية والحق للجميع على هذه البسيطة..
    بعد هذا الاستهلال للولوج في عالم شاعر وقصيدة, شاعر شامي وقصيدة يمانية, قصيدة تكسر الرتابة وتؤبجد اللقاء والتشارك والإحساس بالآخر بنبض حب ووفاء وصفاء قلوب..

    عن الشاعر
    قبل أن يكون شاعراً هو إنسان عانى كثيراً كونه من وطن تجرع الويلات كثيراً عرف المنافي منذ صباه, وطنه فلسطين ووطنه الثاني هو البوح والشعرية التي علقت به على قدر.. إنه الدكتور سمير العمري الذي ولد عام 1964 في غزة, ونشأ هناك حتى أكمل دراسته الثانوية قبل مغادرتها في بدايات شبابه لبناء مستقبله ومواصلة تعليمه, يعيش في السويد منذ عام 1998 وما زال يعيش هناك حتى اللحظة. أسس بجهود شخصية على الإنترنت رابطة أدبية وفكرية أطلق عليها رابطة الواحة الثقافية, تنبثق عنها تشكيلات فرعية متعددة من بينها مجلة الواحة الإلكترونية وملتقى رابطة الواحة الثقافية الذي بات ملتقى النخبة للمفكرين والأدباء والشعراء, من مؤلفاته, ترانيم شاعر, وقد نشرت له العديد من القصائد والمقالات الفكرية والاجتماعية في الصحف والمواقع العربية المختلفة..

    جلالة الاستحضار
    من خلال النظر إلى العتبة أو العنوان لقصيدة الدكتور العمري اليمانية هي جلالة العنوان وتكثيفه لكثير من المعاني واختصار اللحظة بخلق قويم عرف به اليمانيون وكانوا مثلاً للحفاوة والتقدير مازالوا يجدونوه في كثير من البلدان التي وصل إليها ذكرهم, إنه (السؤدد يماني) الذي يعطي مدى الحب المكنون في وجدان الشاعر ومشاعره التي صبها على الورق.. فمن خلال القراءة الأولى للقصيدة, تصدمك الهالة الفخمة ومهابة الاستحضار وجلالة العنوان وجزالته, والتي يبدأها بالخطاب المصر والأمر الذي لابد من تنفيذه فكأنه يخاطب النفس أو القريحة أو القافية أو القصيدة إذ لا مناص من استيراد التاريخ بجلالته وعظمته:
    أَعِـدِّي مَطَايَـا الهِيـدِ مِـنْ كُــلِّ حَـافِـدِ
    وَعُدِّي سَجَايَا الصِّيـدِ بَيـنَ الأَجَـاوِدِ

    وَمُدِّي بِسَاطَ الرُّوحِ مِيثَـاقَ صَـادِقٍ
    وَشُدِّي رِحَالَ الرِّيحِ عِفْرِيتَ قَاصِـدِ

    إِلَـى وَطَــنِ الآبَــاءِ مِــنْ آلِ يَـعْـرُبٍ
    وَسَـادَاتِ فَضْـلٍ فِـي طَرِيـفٍ وَتَالِـدِ
    فحين تتحدث عن اليمن إنك تتحدث عن الحنين عن الشجن عن العلو في سماء العشق والجمال, فقراءة اليمن قراءة ماتعة لكتاب مفتوح من الوله والتصابي, قراءة لأساطيره وتتابع حضاراته ودوله القديمة التي أسست لمداميك الحضارة الأولى, إنها القراءة لوجه إنسانه البسيط الحالم الوادع, فالكثير ممن زار اليمن افتتن بالوجوه, من رسامين ونحاتين وشعراء, إنه ثغر العرب الباسم, إنه العشق المرتسم في القلوب قبل الأعين, فارتسمت الأرض المخضرة على الوجوه فسطرت معاني لا تنفك من مخيلة كل الزائرين لبقايا جنتي سبأ المشهورتين, وهو كما يبدو الأمر ذاته في مخيلة شاعرنا العمري الذي عمل على استحضار الوجوه قديمها وجديدها في صورة سينمائية تختزل الزمن مظهرة للمعلوم وباحثة عن المجهول والسر الخفي الغارق في المجهول أيضاً..

    استلهام التاريخ
    فيظهر الشاعر كأنه حكاء ماهر يتجول بنا ويغوص في الذاكرة منقباً عن الأخلاق والشيم بخيط من الشعرية تشدك إلى ماض العروبة حيث المجد والعظمة وشيء من الخلود مازال موجوداً وإن في الذاكرة.. فهناك الأرض البكر, المرأة, القصيدة, الراحلة أي الناقة في روح الإنسان القديم, فمفردات مثل: (مطايا, الهيد, الصيد, الأجاود) ثم تجليات الرحلة المقدسة للملكة بلقيس التي غدت رمزاً للحب والتضحية والخصب في مسيرتها إلى حيث سليمان الملك والنبي فهناك تناص بين القصة القرآنية المعروفة وبدايات القصيدة (بساط الروح, الريح, عفريت).. فهناك رسالة ورحلة بحث واستكشاف, من قبيل الافتتان بالتاريخ والإيمان بالتجلي الواضح والاستلهام للأمل الذي هو حلم الشاعر بأن تظل الرؤية كما هي الرؤيا واضحة المعالم في واقع اختلطت فيه الأمور كثيراً..

    صورة الأرض والسماء
    كما نلاحظ النسيج البياني للعبارات المتساقطة كزخات مطر صنعت الأفق للمتلقي فهناك انبهار بالصورة بالخضرة بالضباب في لقطة التجاذب والتعالق بين الأرض والسماء, فهي عدسة مصور محترف, بل لوحة فنان, وبوح عاشق, وآيات راهب:
    كَـأَنَّ سُهَـيـلاً إِذْ نَــأَى غَـيـرَ كَـاشِـحٍ
    تَبُوحُ لَـهُ الشِّعْـرَى بِنَجْـوَى عُطَـارِدِ
    تُحَـدِّثُ وَهْـجًـا عَــنْ بِــلادِ مَـدَارِهَـا
    وَتَزْهُـو بِهَـذَا الـوَهْـجِ بَـيـنَ الفَـرَاقِـدِ
    فحضرت المفردات الدالة على الأرض والسماء حيث البهجة والفرائحية حضور النجوم والجبال التي لا يأوي إليها إلا النادر من الطير..

    الجمالية والشعرية
    من خلال القصيدة وإن كانت مباشرة وواضحة إلا أنها جنحت للشعرية كثيراً وبدت فيها المقدرة الإبداعية واللغوية الكبيرة التي استنطق فيها الأبيات بتكنيك بلاغي وجمالي واضح من خلال التشبيهات أو الاستعارات أو الجناس والطباق والتي ساعدت على ذلك القافية الدالية الفخمة, إذا قرأنا ذلك من زاوية النقد القديم ومن حيث التناص والتشخيص والتجسيم في صور مبدعة مثل: (َيَرْشُـفُ مِنْـهُ الدَّهْـرُ, يَفْرِشُ فِيهِ الطُّهْرُ, َيَهْفُـو إِلَيـهِ الـدَّرْبُ, تَـلاهَـا الـكَـونُ) بالإضافة إلى الإيقاع والتجريس التي أحدثته القافية الدالية والتي أعطت دلالة واضحة على مدى الحب الذي يكنه الشاعر لهذه البلاد الراقصة بالضوء والزهور الندية بل والنجوم الراقصة هي أيضاً, فهو الشغف بأن تستعيد مجدها الحقيقي وعنفوان جمالها الأخاذ, وتترك العادات القبيحة التي أخرتها كثيراً عن ركب الحضارة..

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد نعمان الحكيمي شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 3,110
    المواضيع : 251
    الردود : 3110
    المعدل اليومي : 0.47

    افتراضي

    أهلا بك مبدعنا الشاعر و الناقد الجميل
    و المتصوف عمار زعبل الزريقي

    أسعدني جدا حضورك بهذا القراءة النقدية السريعة

    و لي عودة لقراءة القراءة أخي


    حبي لك و تقديري

    أرجو أن يتفهم المزن أمية الرمل

المواضيع المتشابهه

  1. والسؤدد يماني
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 68
    آخر مشاركة: 10-01-2017, 04:56 AM
  2. قراءة في قصيدة والسؤدد يماني للدكتور سمير العمري
    بواسطة هاشم الناشري في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 06-06-2014, 12:58 AM
  3. قراءة في (والسؤدد يماني)
    بواسطة عمار زعبل الزريقي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-10-2013, 02:48 AM
  4. والسؤدد يماني
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى دِيوَانُ الشِّعْرِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-09-2013, 08:03 AM
  5. قراءة في قراءة اطلالة اولى على عالم الشاعر سمير العمري
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 13-03-2007, 06:48 PM