المبدع والإخلاق الحميدة
يتوقع الناس من المبدعين كل شيء إلا أن يخرجوا عن الأخلاق و الأدب، و خصوصاً الأدباء منهم فهم من يضعون الناس على الطريق القويم في الفكر والمنطق والمشاعر والحياة كلها، وهم مسؤولون عن تصرفاتهم و خصوصاً إن كانت في العلن و أمام بعض من جمهورهم أو كل ذلك الجمهور، و تتطاير الأخبار إذا كان هناك من يهتم بنشر مثل تلك الحوادث.
على المبدعين و من هم على طريق الإبداع أن يتحلوا بالصبر و ضبط النفس و كظم الغيظ ، وذلك لمصلحة المبدع أولا ً، لأنه سيسقط بمقدار حجم الخطئ الذي اتركتبه أمام الناس، و إن تكررت الإنفعالات و فقدان السيطرة على النفس فإن ذلك سيفقد الجمهور احترامهم و تقديرهم لشخص المبدع و إن قدروا أعماله الإبداعية.
في داخل أي مجموعة من الناس مهما كان نوعها أناس يتميزون على غيرهم في عدة مجالات حياتيه و منها الإبداع نفسه، و حجمه و مقدار الفائدة المتحققة منه، وهؤلاء سيكونوا محسودين من قبل بعض ضعاف النفوس و سيسعون لإثارة المشاكل لهم وهذا أمر طبيعي و يعلمه الجميع لأن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز " ومن شر حاسد إذا حسد ". (ص)
وهنا أعيد ما كتبته سابقاً عن مهارات الحياة و منها اللباقة العالية و حسن استخدام الكلمات، حيث لا يتوقع من مبدعة أو مبدع أن يخرج عن الأدب في الحديث فما بالكم بمن يشتم و يسب و لا يحترم غيره بل لا يحترم نفسه.
المبدع هو من وصل إلى قمة هرم ماسلو وحقق ذاته واجتاز المراحل بالترتيب أو قفزاً ، من القاع إلى القمة " وهذا حال معظم المبدعين ، فهم لم يحققوا الثراء الذي يتطلبه الهرم و قمته بحسب ماسلوا، ولكن من غير المنطقي أن يخرج المبدع عن الخلق العام و إن وصل إلى تحقيق الذات فإنه هو يفقد مكانته بين من يعرفون قدراته و مكانته الإبداعيه لأن الناس كل الناس لن تخالط من لا يحترموه لأنه لا يحترم نفسه.
باسم سعيد خورما