أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: التفكير السياســــي

  1. #1
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Aug 2004
    المشاركات : 332
    المواضيع : 80
    الردود : 332
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي التفكير السياســــي

    التفكير السياســــي


    التفكير السياسي يختلف كل الاختلاف عن التفكير التشريعي وان كان من نوعه.‎لان التفكير التشريعي هو لمعالجة مشاكل الناس , والتفكير السياسي هو لرعاية شؤون الناس . الا ان هناك فرقا بين التفكيرين . وكذلك هو يناقض التفكير الادبي كل المناقضة , لان التفكير الادبي انما يعني باللذة والنشوة بالالفاظ والتراكيب . ويطرب للمعاني وهي في قوالب الالفاظ تساق بالاسلوب الادبي . اما بالنسبة للتفكير الفكرى فان فيه تفصيلا , فاذا كان التفكير السياسي تفكيرا بنصوص العلوم السياسية والابحاث السياسية , فان التفكير السياسي والتفكير الفكرى , يكادان يكونا نوعا واحدا . فهما متماثلان ومتشابهان الى حد كبير , الا ان التفكير الفكرى يشترط فيه ان تكون المعلومات السابقة في مستوى الفكر الذى يبحث , حتى وان كانت ليست من نوعه ولكن متعلقة به , اما التفكير السياسي فانه وان احتاج الى معلومات سابقة في مستوى الفكر , ولكنه يحتاج الى معلومات سابقة في نفس الموضوع ولا يكفي ان تكون متعلقة به او مشابهة له او مما تصلح لتفسير التفكير , لذلك فان التفكير بالنصوص السياسية هو من نوع التفكير بالنصوص الفكرية.
    اما اذا كان التفكير السياسي , تفكير بالاخبار والوقائع , وربطا للحوادث فانه يخالف جميع انواع التفكير . ولا تنطبق عليه ولا قاعدة من قواعده , بل لا تكاد تربطه قاعدة , ولذلك هو اعلى انواع التفكير , واصعب انواع التفكير .اما كونه اعلى انواع التفكير فلانه هو التفكير بالاشياء والحوادث , والتفكير بكل نوع من انواع التفكير , ولذلك هو اعلاها جميعا , صحيح ان القاعدة الفكرية التي تبني عليها الافكار وتنبثق عنها المعالجات هي اعلى انواع التفكير , ولكن هذه القاعدة هي نفسها فكر سياسي , وفكرة سياسية , واذا لم تكن فكرة سياسية وتفكيرا سياسيا , لا تكون قاعدة صحيحة , ولا تصلح لان تكون قاعدة . ولذلك فانا حين نقول ان التفكير السياسي هو اعلى انواع التفكير , فان ذلك يشمل القاعدة الفكرية , اى التي تصلح لان تكون قاعدة فكرية . واما كونه اصعب انواع التفكير , فانه لعدم وجود قاعدة له يبني عليها ويقاس عليها , ولذلك فانه يحير المفكر , ويجعله في اول الامر معرضا للخطأ الكثير , وفريسه للاوهام والاخطاء . وما لم يمر بالتجربة السياسية , وبدوام اليقظة والتتبع لجميع الحوادث اليومية , فانه من الصعب عليه ان يتمكن من التفكير السياسي , ولذلك فان التفكير السياسي بالاخبار والوقائع يتميز عن جميع انواع التفكير , ويمتاز عليها امتيازا ظاهرا .

    فالتفكير بالنصوص السياسية , وان كان يشمل التفكير بنصوص العلوم السياسية ونصوص الابحاث السياسية , ولكن التفكير السياسي الحق , هو التفكير بنصوص الاخبار والوقائع , ولذلك كانت صياغة الاخبار هي التي تعتبر نصوصا سياسية حقة . واذا كان المرء يريد التفكير السياسي , فان عليه التفكير بنصوص الاخبار , ولا سيما صياغتها وكيفية فهم هذه الصياغة . لان هذا هو الذى يعتبر تفكيرا سياسيا , وليس التفكير بالعلوم السياسية والابحاث السياسية . لان التفكير بالعلوم السياسية والابحاث السياسية يعطي معلومات , تماما كالتفكير بالنصوص الفكرية , ويعطي فكرا عميقا او مستنيرا , ولكنه لا يجعل المفكر سياسيا , وانما يجعله عالما بالسياسة , اى عالما بالابحاث السياسية والعلوم السياسية , ومثل هذا يصلح لان يكون معلما ولا يصلح ان يكون سياسيا . لان السياسي هو الذى يفهم الاخبار والوقائع , ومدلولاتها , ويصل الى المعرفة التي تمكنه من العمل سواء اكان له المام بالعلوم والابحاث السياسية , او لم يكن له المام , وان كانت العلوم السياسية والابحاث السياسية تساعد على فهم الاخبار والوقائع , ولكن مساعدتها هذه انما تقف عند حد المساعدة في جلب نوع المعلومات عند الربط , ولا تساعد في غير ذلك , ولهذا فانه ليس شرطا في التفكير السياسي . الا انه مع الاسف الشديد فانه منذ ان وجدت فكرة فصل الدين عن الدولة , وتغلب على اصحابها موضوع الحل الوسط انفرد الغرب , نعني اوروبا وامريكا باصدار المؤلفات والكتب في العلوم السياسية والابحاث السياسية , على اساس فكرته عن الحياة , وعلى اساس الحل الوسط , وعلى اساس الشكليات التي تعطي الفكر الوسط , الذى وجد للتوفيق والمصالحة , وحين جاءت الفكرة الشيوعية واعتنقتها روسيا الدولة الشيوعية , فانه كان يؤمل ان تخرج ابحاث سياسية على اساس فكر ثابت لا على اساس الحل الوسط . ولكن مع الاسف , فان روسيا ظلت ملحقة بالغرب , ولذلك فان العلوم السياسية , والابحاث السياسية ظلت سائرة في نفس الطريق , مع اختلاف في الشكل لا في المضمون , ولذلك فانه يمكننا ان نقول ان الابحاث السياسية والعلوم السياسية, التي خرجت حتى الان هي ابحاث سياسية لا يطمئن العقل الى صحتها , وعلوم سياسية اشبه بما يمسى علم النفس مبنية على الحدس والتخمين فوق كون اساسها هو الحل الوسط , لذلك فانه حين يجرى التفكير في نصوص هذه العلوم والابحاث , لا بد ان يكون المرء في حالة يقظة على الافكار . وفي حالة حذر من الانزلاق مع اخطائها , لانها تتضمن افكارا مخالفة للواقع , وابحاثا هي غاية الخطأ . وانا مع كوننا نفضل ان تعامل معاملة التشريع الغربي فلا تقرأ ولا تدرس , لان فيها ما هو متعلق بالتشريع وليس بالسياسة , مثل انظمة الحكم , ولكن نظرا لانها من نوع الابحاث الفكرية , وفيها ابحاث سياسية , فانه من هذه الجهة لابأس من قراءتها ودراستها ولكن مع اليقظة والحذر .

    ولنأخذ بعض الافكار كنموذج لما تتضمنه الابحاث السياسية لدى الغرب , فالقيادة في الغرب جماعية تتمثل في مجلس الوزراء , واخذها الشرق فجعل لها شكلا اخر وقال بالقيادة الجماعية . وهذا مخالف للواقع , وبني على الحل الوسط . لان الملو ك المستبدين في اوروبا كانوا افرادا , وضج الناس من استبداد الملوك , واعتبروا سبب ذلك هو فردية القيادة , فقالوا ان القيادة للشعب لا للفرد , وجعلوها في مجلس الوزراء . وهذا حل وسط , لان مجلس الوزراء ليس الشعب , ولا منتخبا من الشعب , ولان رئيس الوزراء هو الذى يتولى قيادة الوزراء , وبذلك كانت القيادة ليست للشعب , ولا للفرد , بل لرئيس الوزراء ومجلس الوزراء , فكان هذا النظام حلا وسطا بين ان تكون القيادة للفرد , وبين ان تكون للشعب فهو ليس حلا لموضوع القيادة , بل هو مراضاه للفريقين . وفوق ذلك فان واقع السير ان القيادة ظلت فردية في جميع انواع الانظمة الديمقراطية . فهي في الواقع اما ان يتولاها رئيس الدولة كرئيس الجمهورية مثلا , او يباشرها رئيس الوزراء نفسه . فواقع القيادة انها فردية ليس غير , ولا يمكن ان تكون جماعية ولا بحال من الاحوال . وحتى لو جعلت جماعية , او سميت جماعية , فان سير الحكم نفسه يحول القيادة الى قيادة فردية لانه لا يمكن ان تكون الا فردية.

    وعند الغرب جعلت السيادة للشعب , فالشعب هو الذى يشرع , والشعب هوالذى يحكم , والشعب هو الذى يملك الارادة ويملك التنفيذ . وهذا مخالف للواقع , ومبني على الحل الوسط . لان الملوك المستبدين كانت لهم الادارة , وكان لهم التقرير . فكانوا هم الذين يشرعون , وهم الذين يحكمون . وضج الناس من استبداد هؤلاء الملوك . واعتبروا سبب ذلك كونهم يملكون الارادة , ويملكون التقرير , فيملكون التشريع ويملكون الحكم . فقالوا ان السيادة للشعب , فهو الذى يشرع , وهو الذى يحكم . فجعلوا التشريع لمجلس منتخب من الشعب , وجعلوا التنفيذ لمجلس الوزراء , ورئيس الوزراء , او لرئيس الدولة , وهذا حل وسط . لان مجلس النواب وان كان منتخبا من الشعب , ولكنه لا يشرع , وانما الذى يشرع هو الحاكم . ومجلس الوزراء او رئيس الجمهورية هو الذى يحكم . وهو وان كان منتخبا من الشعب او وافق عليه ممثلو الشعب . فانه ليس في ذلك ان الشعب يحكم , وانما فيه فقط ان الشعب يختار الحاكم . فكان هذا حلا وسطا . وفوق ذلك فانهم يصرحون بان السيادة للقانون , ويعتبرون الحكم الصالح هو الذى فيه السيادة للقانون . فكان هذا النظام حلا وسطا , ومغالطة للنفس . وفوق ذلك فان واقع الحكم هو غير هذا . فواقع الحكم الصالح هو ان يختار الشعب حاكمه , وان تكون السيادة للقانون . فلا سيادة للشعب مطلقا , ولا حكم للشعب ولا بحال من الاحوال وعند الغرب ان الحكم شيء , وان الامور العاطفية والدينية شيء اخر . فعندهم ان سلطة الكنيسة غير سلطة الدولة , وان الاعمال العاطفية , من فعل الخيرات والعطف على الفقراء , ومواساة الجرحى , وما شاكل ذلك , لا شأن للدولة فيها . وهذا مبني على فكرة فصل الدين عن الدولة , وعلى الحل الوسط , ومخالف للواقع . لان الملوك المستبدين كانوا يتحكمون في الكنيسة , وكانوا لا يقومون بمواساة الناس من جرحى ومرضى وفقراء ونحوهم . لذلك ضج الناس . فكان الحل الوسط في فصل الكنيسة عن الدولة , وفي فصل الاعمال العاطفية عن الدولة . فنشأت عندهم سلطة للكنيسة غير سلطة الدولة , ونشأت عندهم الجمعيات الخيرية , وجعيات الصليب الاحمر وما شاكل ذلك . ولكن لما كان واقع الحكم هورعاية شؤون الناس كل الناس , والدين من الشؤون , والاعمال العاطفية من الشؤون , ولذلك كانت الدولة تشرف على الكنائس ,‎ولكن باسلوب غير ظاهر, وتشرف على الجمعيات الخيرية وجمعيات الصليب الاحمر ولكن باساليب خفية , ولذلك كانت هذه النظرية مخالفة للواقع حقيقة , وان كان ظاهرا وجود الفصل بين الحكم وغيره .

    هذه ثلاث افكار كنموذج لخطأ الافكار السياسية التي تضمنتها الابحاث السياسية لدى الغرب , واذا قيل هذا في الافكار السياسية المتعلقة بالانظمة فانه يقال كذلك في الابحاث السياسية المتعلقة بالاشياء والوقائع , وهذه وان كان فيها بعض الحقائق التي لا يملك العقل مغالطة فيها , فانها مملوءة بما يخالف الحقيقة , ومملوءة بالمغالطات . فمثلا حين يتحدثون عن السياسة الانجليزية من انها مبنية على ثلاثة امور : هي علاقة انجلترا بامريكا , وعلاقة انجلترا باوروبا , وعلاقة انجلترا بالدول التي كانت مستعمرات لها واستقلت , او ما يسمى بالكومنولث , فان حديثهم هذا صحيح , لانه وصف لواقع لا يمكن ان تقع المغالطة فيه , ولكنهم حين يتحدثون عن السياسة الانجليزية من حيث سلوكها في المحالفات , وموقفها من الاصدقاء او الاعداء ونظرتها للشعوب والامم , فانهم فوق ما يكون في حديثهم من مغالطات وتضليل , فانه يكون كذلك مخالفا للواقع وجناية على الاحداث والوقائع , وقل مثل ذلك في حديثهم عن اية دولة من الدول , سواء اكانت دولة غربية , او دولة غير غربية , وسواء اكان حديثا تاريخيا لامور مضت , او كان حديثا عن وقائع جارية , وحوادث تقع امام الاعين . فان لهم من المهارة في التضليل وتزييف الحقائق , ما يخفي حتى على بعض المبصرين . ولذلك كان التفكير بالعلوم السياسية والابحاث السياسية , ايا كانت , لا يصح ان يكون الا مع اليقظة والحذر .

    اما التفكير السياسي بالوقائع والحوادث الجارية , فهو التفكير الذى يصح ان يكون تفكيرا سياسيا بما تعنية هذه الكلمة , وهو الذى يجعل المفكر سياسيا . وهذا التفكير يحتاج الى خمسة امور رئيسية مجتمعة :

    فاولا : يحتاج الى تتبع جميع الوقائع والحوادث التي تقع في العالم , اى يحتاج الى تتبع جميع الاخبار , ونظرا لاختلاف الاخبار من حيث الاهمية وعدم الاهمية , ومن حيث الصدفة والقصد في الواقعه والحادثه او في سوق الخبر عنها , ومن حيث الاقتضاب والاسهاب . فانه مع المران ومع الزمن يصبح تتبع الاخبار , لا لجميع الاخبار بل لما هو لا بد من معرفته في حلقات المعرفة .

    ثانيا : يحتاج الى معلومات , ولو اولية ولو مقتضبة , عن ماهية الوقائع والحوادث , اى عن مدلولات الاخبار , سواء اكانت معلومات جغرافية , او معلومات تاريخية , او معلومات فكرية , او معلومات سياسية , او ما شاكل ذلك مما يستطيع معه الوقوف على واقع الواقعه او الحادثة , اى على حقيقة مدلولات الاخبار .

    ثالثا : عدم تجريد الوقائع من ظروفها , وعدم تعميمها . فالتجريد والتعميم والقياس الشمولي , هي افة فهم الوقائع والحوادث , اى افة معرفة الاخبار . فلا بد من ان تؤخذ الواقعه والحادثة مع ظروفها اخذا واحدا بحيث لا يفصل بين الحادثة وبين ظروفها ولا بحال من الاحوال , الى جانب حصر هذه الحادثة بما حصلت فيه , فلا تعمم على كل حادثه مثلها ولا يقاس عليها قياسا شموليا بل تؤخذ حادثه فردية ويصدر الحكم عليها بوصفها حادثة فردية , اى لهذه الحادثة ليس غير .

    رابعا : تمييز الحادثة والواقعه , اى تمييز الخبر من طريق تمحيصة تمحيصا تاما . فيعرف مصدرالخبر وموقع وقوع الواقعه والحادثه , وزمانها , والوضع الذى حصلت فيه , والقصد من وجودها , او من سوق الخبر عنها , ومدى ايجاز الخبر والاسهاب فيه , وصدقة ام كذبة , الى غير ذلك مما يتناوله التمحيص . لان هذا التمحيص هو الذى يوجد التمييز , وبقدر ما يكون شاملا وعميقا بقدر ما يوجد تمييز له . وبدون التمييز لا يمكن ان يأخذ هذه الحادثة او الواقعه , لانه يصبح فريسة للتضليل او الخطأ . ولذلك فان التمييز عامل هام في اخذ الخبر , بل مجرد سماعة .

    خامسا : ربط الخبر بالمعلومات , ولا سيما ربطه بغيره من الاخبار . وهذا الربط هو الذى يؤدى الى الحكم الاقرب للصواب على الخبر . فالخبر اذا كان متعلقا بالسياسة الدولية . وربط بالسياسة المحلية , او كان متعلقا بالسياسة المحلية , وربط بالسياسة الدولية , او كان خبرا اقتصاديا وربط بالاقتصاد . مع انه من الامور السياسية ولو كان اقتصاديا . او كان خبرا يتعلق بالمانيا وربط بالسياسة الالمانية مع انه من الامور المتعلقة بامريكا . فالخبر اذا ربط بغير ما يجب ان يربط به فان الخطأ يقع حتما , اذا لم يقع التضليل , والخداع , لذلك فان ربط الخبر بما يتعلق به امر بالغ الاهمية . وان يكون هذا الربط على وجهه الصحيح . اى بأن يكون ربطا للفهم والادراك , لا ربطا لمجرد المعرفة . اى ربطا للعمل لا للعلم .

    هذه الامور الخمسة لابد من تحقيقعا جميعها حتى يتأتى التفكير بالنصوص السياسية , اى حتى يتأتى التفكير السياسي . ولا يقال ان هذه الامور كثيرة وصعبه , ومن العسير تحقيقها , لا يقال ذلك , لان وجود هذه الامور ليس بالامر الصعب . لان المقصود بها هو مجرد الالمام وليس المعرفة الواسعة. وهي تأتي مع الزمن وليس دفعة واحدة , وتاتي عن طريق التتبع وليس عن طريق الدراسة والبحث العلمي , صحيح ان الدراسة والبحث العلمي , تكون اكثر مساعدة على القدرة , ولكنها لا تلزم في التفكير السياسي , ولا تلزم للسياسي , فهي كمالية وثانوية .
    والمهم في كل ذلك هو التتبع , ومتى حصل التتبع وجدت الاربعة الباقية طبيعيا . فالاصل في التفكير السياسي هو التتبع ومتى وجد التتبع وجد التفكيرالسياسي طبيعيا .

    وعلى ذلك , فان التفكير السياسي على صعوبته وعلوه فانه في مقدور كل انسان , مهما كان تفكيره , ومهما كان علمه , فالعادى والنابغة والعبقرى , كل منهم في مقدوره ان يفكر تفكيرا سياسيا , وفي مقدوره ان يكون سياسيا , لانه لا يتطلب درجة معينه من العقل , ولا درجة معينه من المعرفة , بل يتطلب تتبع الوقائع والحوادث الجارية , اى تتبع الاخبار , ومتى وجد هذا التتبع وجد التفكير السياسي . الا ان التتبع لا يصح ان يكون منقطعا , بل يجب ان يكون متصلا , لان الحوادث والوقائع الجارية , تشكل حلقة مترابطة الاطراف , فاذا فقدت حلقة منها انقطعت السلسلة , اى انفكت الحلقة . ويصبح في غير مقدور الشخص ان يربط الاخبار وان يفهمها . ولذلك كان بقاء الحلقة حلقة امرا ضروريا في التفكير السياسي , اى ان التتبع المتصل شرط اساسي في التفكير السياسي .


  2. #2
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Aug 2004
    المشاركات : 332
    المواضيع : 80
    الردود : 332
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    والتفكير السياسي ليس خاصا بالافراد . بل هو كما يكون في الافراد يكون في الجماعات , اى يكون في الشعوب والامم , فهو ليسص كالتفكير الادبي , ولا كالتفكير التشريعي , انما يتحقق بالافراد فحسب ولا يتأتي ان يكون في الجماعات فهو فردى . بل التفكير السياسي تفكير فردى وتفكير جماعي . وكما يكون في الافراد يكون في الجماعات , فيكون في الشعوب والامم , كما يكون في الافراد من حكام وسياسيين , بل انه لا يكفي ان يكون في الافراد , بل يجب ان يكون في الشعوب والامم , وبدون وجوده في الشعوب والامم لا يوجد الحكم الصالح , ولا يتأتى وجود النهضة , ولا تصلح الشعوب والامم لحمل الرسالات , ومن هنا كان لابد ان يوجد التفكير السياسي في الشعب والامة . ذلك ان الحكم انما هو للشعب او الامة . وكامن في الشعب والامة . ولا تستطيع قوة ان تأخذه الا اذا اعطاه الشعب والامة , واذا حصل اغتصابه منها , فانه انما يغتصب لفترة , فاما ان تعطيه فيستمر , او تصر على استرجاعه , فيطاح بالحكم , وما دام الحكم هو للشعب والامة , او كامن فيها , فانه لابد لهذا الشعب وهذه الامة من ان يكون لدية او لديها التفكير السياسي , ولذلك فان التفكير السياسي هو ضرورى للامة قبل الحكام , وضرورى لاستقامة الحكم اكثر من ضرورته لايجاد الحكم . ومن هنا كان لابد ان تثقف الامة او الشعب ثقافة سياسية , وان يكون لديها التفكير السياسي . اى لابد ان تزودالامة بالمعلومات السياسية والاخبار السياسية . وان ينمي لديها سماع الاخبار السياسية , ولكن بشكل طبيعي لا بشكل مصطنع , وباعطائها الصحيح من الثقافة السياسية , والصادق من الاخبار وحتى لا تقع فريسة للتضليل , ومن هنا كانت السياسية والتفكير السياسي , هي التي توجد في الشعب او الامة الحياة , اى كانت السياسة هي التي تحيا بها الامة , وبدون ذلك تكون جثة هامدة , لا حركة فيها ولا نمو .

    الاان الخطأ في فهم السياسة , والضلال الذى يحصل من فهم السياسة انما يأتي من التفكير بالنصوص السياسية على غرار التفكير بالنصوص الاخرى من ادبية وفكرية وتشريعية . فيفكر بالالفاظ والتراكيب مثلا وتفهم هذه الالفاظ والتراكيب كما هي , او يفكر بالمعاني التي تحويها هذه الالفاظ والتراكيب فتفهم هذه المعاني كما هي , او يفكر في دلالات هذه الالفاظ والتراكيب فتفهم هذه الدلالات , وهنا يقع الخطأ او الضلال .‎لان التفكير بالنصوص السياسية يختلف كل الاختلاف عن التفكير بأى نص اخر . لان الخطأ والخطر في التفكير السياسي انما يأتي من عدم التمييز بين النصوص السياسية ,وبين غيرها من النصوص . فالنصوص السياسية , قد تكون معانيها موجودة في النصوص , وقد تكون موجودة في غير النصوص , وقد تكون موجودة في صياغة الالفاظ والتراكيب كالمعاهدات مثلا , والتصريحات المسؤولة , وقد يكون في المعاني لا بالصياغة وقد يكون بالدلالات لا بالمعاني ولا بالالفاظ , وقد يكون ما وراء هذه المعاني والالفاظ والدلالات , بل قد يكون مخالفا لها او مغايرا للنصوص مغايرة كلية . فاذا لم يدرك ما يعنيه النص السياسي مما هو متضمن للنص , او خارجا عنه فأنه لا يدرك النص ولا بحال من الاحوال فيقع الخطأ او الضلال في التفكير بالنص السياسي.

    ثم انه من اخطر الامور على التفكير السياسي , تجريده وتعميمه ودخول القياس الشمولي فيه . فان النص السياسي لا يفصل عن ظروفه ولا بحال من الاحوال فهي جزء منه , ولا يصح ان يعمم ولا بوجه , ولا يدخله القياس الشمولي , حتى ولا القياس , فانه علاوة على ان الظروف جزء من النص , فانه نص في حادثه معينه , فيؤخذ لتلك الحادثة ليس غير , فلا يعمم على غيرها , ولا يقاس عليها , لا قياسا شموليا ولا قياسا حقيقيا , بل يجب ان يؤخذ لتلك الحادثة وحدها , لذلك كان التجريد والتعميم والقياس مطلقا شموليا كان او حقيقا , تشكل خطر الخطأ وخطر الضلال على التفكير السياسي فقد يعطي مسؤول تصريحا فيفهم منه شيء , ثم يعطي نفس التصريح او تصريحا اخر فيفهم منه شيء قد يكون مخالفا له بل قد يكون مناقضا له , ويعطي مسؤول تصريحا من امر حقيقي , اى تصريحا صادقا , فيفهم منه انه تصريح كاذب يراد منه التضليل , وقد يعطي تصريحا كاذبا, فيفهم منه انه تصريح صادق , وان المقصود منه هو ما عناه, والكذب فيه هو انه اعطي للاخفاء بالكذب . وقد يقام بعمل حسب التصريح وقد يقام بعمل على خلاف التصريح , وهكذا . فالظروف والملابسات هي التي تلقي الضوء على التصريح فتكشف ما يراد منه , وليس نفس النص السياسي , ولذلك فان التفكير السياسي لا يتأتي ان يكون قريبا من الصواب الا على هذا الوجه , اى الا اذا جعلت الضروف جزءا لا يتجزأ من النص او العمل. والا اذا اخذت كل حادثة بمفردها , وابعد عنها التعميم والقياس .


    ولقد عانت الامة الاسلامية من سوء التفكير السياسي الكثير من المصائب والويلات . فالدولة العثمانية مثلا , حين كانت اوروبا تحاربها في القرن التاسع عشر , انما كانت تحاربها في الاعمال السياسية اكثر منها في الاعمال العسكرية , وانه وان وقعت اعمال عسكرية ولكنها كانت مساعدة للاعمال السياسية . فمثلا ما كانوا يسمونه بمشكلة البلقان , وهي مشكلة خلقتها الدول الغربية بالتصريحات , فأعلنوا ان دول البلقان يجب ان تحرر من العثمانيين , اى من المسلمين , ولكن لم يكونوا يعنون انهم سيحاربون الدولة العثمانية , وانما كانوا يعتمدون على ايجاد القلاقل والاضطرابات في البلقان , فجاءوا بفكرة القومية والتحرر , فأخذها البلقانيون , واخذوا يقومون بالثورات , فكانت الدولة العثمانية تقوم بعمليات عسكرية ضد هذه الثورات مراعية وضع الدول الاخرى , وتحاول استرضاء الدول الاخرى مع ان هذه الدول الاخرى هي التي كانت تسند الثورات , وهي التي كانت توهم العثمانيين , وهي التي كانت تجعلهم يشتغلون ضد الثورات , من اجل ان يكون عملهم انهاكا لقواهم , للقضاء على الثورات , وهكذا كان من نتيجة خطأ الدولة العثمانية . وضلالها في التفكير السياسي ان خسرت البلقان , ثم لاحقتها فكرة القومية في عقر دارها , حتى قضت عليها القضاء المبرم .
    وهذا بخلاف روسيا او الاتحاد السوفياتي فانها قد وقعت في نفس المشكلة في اوروبا الشرقية في الخمسينات , فان امريكا نادت بتحرير اوروبا الشرقية من الشيوعية , واخذت تنادى بالتحرير واخذت تسند هذه الدول والشعوب سرا وعلنا . ولكن روسيا لم تقف موقف العثمانيين , وعرفت ان فكرة التحرير هذه هي حرب ضد روسيا او الاتحاد السوفياتي ولذلك لم تهادن امريكا , وانما اتخذتها العدو الاول , ولما قامت ثورة بولونيا سحقتها ولم تجعل لها اى منفذ للنجاح , ولما ثارت بلغاريا سحقتها دون اية رحمة , وشددت قبضتها الحديدية على اوروبا الشرقية , واستعدت لحرب امريكا اذا هي تحركت لاسناد اوروبا الشرقية سرا وعلنا , مما ادى الى اخفاق امريكا اخفاقا ذريعا حتى اضطرت امريكا بعد اخفاقها , وادراكها موقف روسيا السياسي وفهمها السياسي , ان تتنازل عن فكرة محاربة الشيوعية واضعاف روسيا , الى عقد اتفاقيات مع روسيا , والتعايش معها , كل ذلك ليس ناتجا عن قوة روسيا , وانما ناتج عن التفكير السياسي الصحيح لدى الاتحاد السوفياتي .

    ومثلا حين رأت امريكا ان اسرائيل التي اقامتها دولة , تكاد تفلت من يدها , وتكاد انجلترا تسترجع هذه البلاد بتحويل ما يسمى بدولة اسرائيل الى كيان اخر يسمى فلسطين . حين رأت امريكا ذلك في اواخر الستينات , اطلقت على مشكلة فلسطين اسم مشكلة الشرق الاوسط , وصارت تقوم بالاعمال السياسية , التي تمكنها من ان تتولى المشكلة وحدها . وصارت تتخذ كلمة السلام , وفكرة حل المشكلة وسيلة لتعقيد المشكلة , وهكذا استمرت في التضليل السياسي , حتى ارتمى كل من العرب واليهود في احضانها , وصارت تتبع اسلوب المغالطة , واسلوب التضليل حتى انهكت قوى كل من العرب واليهود فاتجهت , لا الى حل المشكلة , بل الى نقل المنطقة من حالة اضطراب , وتسمية حالة حرب , الى حالة هدوء نسبي وتسمية حالة سلام , وذلك لكي تتمكن على مهل وبهدوء من تركيز المنطقة على الوضع الذى رسمته لها , حتى تطرد الانجليز نهائيا من المنطقة , وتنفرد وحدها في السيطرة وبسط النفود على المنطقة كلها , عن طريق تقوية ما يسمى بدولة اسرائيل , وبذلك كان ما يمسى بمشكلة الشرق الاوسط مثل مشكلة البلقان سواء بسواء , وكما وقع العثمانيون واهل دول اوروبا الجنوبية , في الشرك من جراء التضليل السياسي , وقع العرب واليهود في الشرك نفسه , واذا لم يوجد التفكير السياسي لدى المسلمين اليوم لادراك مشكلة الشرق الاوسط , كما ادركت روسيا مشكلة اوروبا الشرقية , فان مصير الشرق الاوسط سيكون مثل مصير البلقان سواء بسواء .

    فسوء التفكير السياسي هو الذى يدمر الشعوب والامم , وهو الذى يهدم الدول او يضعفها , وهو الذى يحول بين الشعوب المستضعفة وبين الانعتاق من ربقة الاستعمار , وهو الذى يحول بين الامم المنحطة وبين النهوض , ولذلك فان التفكير في النصوص السياسية , امر بالغ الاهمية , ونتائجة فظيعة او عظيمة , واخطار الخطأ او الضلال فيه , اخطار مدمره , ومن هنا كان لا بد من العناية الفائقة , بالتفكير السياسي , عناية تفوق العناية بأى تفكير . ذلك انه ضرورى للشعوب ضرورة الحياة .
    الا ان التفكير السياسي , وان كان اصعب انواع التفكير واعلاها , فانه لا يكفي فيه ان يكون تفكير افراد فقط , فان الافراد لا قيمة لهم مهما كثر عددهم , ومهما كان تفكيرهم سليما او عبقريا , فان التضليل في التفكير السياسي اذا تمكن من الشعب او الامة , لا تنفع تجاهه ,عبقريات الافراد , ولا قيمة للعبقريين في التفكير السياسي , مهما كان عددهم , ومهما كانت عبقرية تفكيرهم , فان الضلال اذا تمكن من الشعب او الامة جرف تياره كل شيء , ووقعت الامة او الشعب فريسة سهلة لهذا التضليل , وكانت هي ومعها العبقريون لقمة سائغة يلتهمها الاعداء , وما نجاح مصطفى كمال في هدم الدوله الاسلامية وازالة الخلافة في اوائل القرن العشرين الميلادى ونجاح جمال عبدالناصر في الخمسينات والستينات من هذا القرن , في الحيلولة دون تحرر العرب وقد كانوا عقب الحرب العالمية الثانية متحفزين للتحرير , الا امثلة حية , على ان سوء التفكير السياسي اذا اجتاح الشعوب والامم , فانه لا تنفع تجاهه عبقرية العبقريين , ما داموا افرادا ولو بلغ عددهم الالاف , لذلك فان سوء التفكير السياسي لا يشكل خطر على الافراد , وانما يشكل خطرا على الشعوب والامم , ومن هنا لابد من العناية بالتفكير السياسي لدى الشعوب والامم , عناية تفوق كل شيء . صحيح ان التفكير السياسي , اذا وجد عند الافراد وسار لديهم في الطريق المستقيم يمكن بهم ان يوجد التفكير السياسي الذى يقف في وجه الاعداء , ويكشف تضليلهم , ولكن هذا انما يتأتى اذا انتقل تفكير هؤلاء الافراد الى الشعب او الامة , واذا اصبح عند الامة كما هو عند الافراد , واذا انتقل الى ان يكون تفكير الامة لا تفكير الافراد , فيصبح هؤلاء الافراد جزءا من الامة لا افرادا , وتكون الامة كلها امة مفكرة وليس افرادا منها , واذا لم يتحول التفكير الفردى الى تفكير جماعي , ولم يصبح تفكير الافراد تفكير امة لا تفكير افراد , فانه لا قيمة لهذا التفكير , ولا قيمة لهؤلاءالافراد , فتفكير الافراد السياسي لا يقوى على الوقوف في وجه الاعداء , وفي وجه تضليلهم مهما كثر عددهم , وسمت عبقرياتهم , وانما الذى يقف في وجههم هو تفكير الشعوب والامم , اى هو التفكير السياسي الذى يكون عند الشعوب والامم .


    صحيح ان الافراد العباقرة , هم اناس عاديون , مثلهم مثل باقي الناس , لا يتميزون بانسانيتهم عن اى انسان عادى , والناس ينظرون الى هؤلاء الافراد نظرة عادية , فان عبقريتهم لا تشاهد ولا تلمس , ولا يحس بها , ولذلك فانهم حين تتحرك عبقريتهم وينتجون , لا يرى فيهم في اول الامر اية ميزة , ولا يدرك في انتاجهم اى تفوق ولا اي عبقرية , فهم ان كانوا مثقفين فان مثلهم كثيرين مثقفون , وان كانوا اذكياء فان مثلهم الكثير من الاذكياء , فاذا لفت النظر الى افكارهم , فانما يلفت النظر من قبل افراد اخرين , يقبلون على انتاجهم , ليكونوا مثلهم , او ليساعدهم هذا التفكير على الارتفاع في مجتمعهم وفي وسطهم , او لاتخاذه وسيلة لتحقيق مارب شخصية او غايات انانية , واذا ظل كذلك ولم ينتقل الى الجماعات , فانه يبقى فرديا مهما كثر الافراد المفكرون هذا التفكير , ولو كان تفكيرا فريدا يقبله كل من ذاقه او عرفه , ولذلك فحتى ينفع هذا التفكير السياسي , ويصبح قادرا على الوقوف في وجه الاعداء , لابد ان يتحول الى تفكير جماعي ويخرج من قوقعه الفردية , ومن شرنقة العزلة , فاذا تحول الى تفكير جماعي ‎وانتقل الى الشعب او الامة , فقد وجدت القوة التي تنبت شجرة النهضة .

    هذا هو التفكير السياسي الذى ينفع وهو التفكير الجماعي لا التفكير الفردى , اى هو تفكير الشعب والامة , وليس تفكير الافراد حتى لو كانوا من العبقريين , لذلك يجب تثقيف الامة التثقيف السياسي , ويجب تمرين الامة وتعليمها على التفكير السياسي , حتى يكون التفكير السياسي , هو تفكير الامة وليس تفكير الافراد .

    هذا هو التفكير السياسي فهو تفكير بالعلوم السياسية والابحاث السياسية , تفكير بالحوادث السياسية الوقائع السياسية والتفكير الاول لا قيمة له , ولا يزيد عن مجرد المعرفة للافكار, اما التفكير السياسي فانه هوالذى ينفع ويفيد , وهو الذى يكون له اثر باهر وتأثير عظيم , ولذلك فانه ان جاز التفكير السياسي في العلوم السياسية والابحاث السياسية , وكانت منه فوائد للافراد من العلماء في السياسة , فان التفكير في الوقائع والحوادث , هو واجب على الكفاية للامة , يجب ان يعمل لايجاده بالامة , لا سميا على الذين لديهم مثل هذا التفكير . سواء اكانوا من المتعلمين او غير المتعلمين .





    __________


    عن الوعي

المواضيع المتشابهه

  1. التفكير الموصل للنهضة
    بواسطة محمد حافظ في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 16-03-2006, 06:56 AM
  2. التفكير الناقد ( منقول )
    بواسطة عطية العمري في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 13-10-2005, 10:33 AM
  3. الجزء الثالث ( التفكير الإبداعي )
    بواسطة د. مسعد زياد في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-12-2004, 06:31 AM
  4. الجزء الثاني : أنواع التفكير
    بواسطة د. مسعد زياد في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 22-11-2004, 08:09 AM
  5. تعليم التفكير ( الجزء الأؤل )
    بواسطة د. مسعد زياد في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-11-2004, 10:40 PM