الإبداع والضياع

عندما ألتقي بمن يمتلك القدرات والإمكانيات كلها ولا يسعى إلى تحقيق القمة في التميز في مجاله، فإن شعوراً بعدم الراحة والقلق يتملكني و يعود بي الزمن إلى أيام كنت لا أكتب فيها إلا في البسيط من المواضيع ولا أنشر ما أكتبه.

لا أدري أين يضيع الحافز للتميز في مثل هذه الأحوال " وهو حقيقة غير مرئي عند مجموعة ممن أعرف قدراتهم و إمكانياتهم، أو هناك من سرق الإنتباه الإدراكي عندهم فلم يعودوا يعرفوا مقدار قدراتهم، و بالتأكيد هناك أسباب أخرى لذلك.

قبل فترة وجيزة إلتقيت بصديق من هذه الفئة من الناس، والغريب أنه لم يجب على تساؤلاتي و كانت لغة الجسد عنده تقول بأنه يدافع بشدة عن نفسه و بعد ذلك فر من أمامي شبه مذعور ، بعد أن قلت له أنك درست ما تحب و أنك قد حققت الإبداع في تلك المادة على مدى سنوات دراستك فأين هدفك بعد كل هذا؟؟!!

لا أعرف سبباً يمنع هذه الفئة من الناس في مجالاتها المختلفه أن يحققوا الكثير الكثير لأنفسهم و لبلدهم في مجالاتهم المختلفة سوى أن الحافز قد اختفى تحت ركام من غبار السعي لتحقيق أغراض أقل أهمية من التميز في الإبداع ولو كان لي أني درست المادة التي أحب لما قنعت بأقل من العالمية في مستوى الإبداع فيها.

باسم سعيد خورما