|
دخانٌ يُغشّي في الدجى أعيني الحيرى |
فمن شهْقِ مصدورٍ إلى زفرةٍ حرّى |
أشدُّ على سيجارتي بنواجذي |
وتنهشُ بالأضراسِ قلبيَ والصدرا |
تُهوّمُ بي والروحُ في سكَراتِها |
كمرثيةٍ تعبى لنائحةٍ سكرى |
وتشخصُ عينايَ اللتانِ تغشّتا |
بغيماتِ دمعٍ من شؤونِهما تترى |
إلى نفثةٍ تنداحُ في سقفِ غرفتي |
كدائرةٍ من حَذفةٍ تذرعُ النهرا |
بكلِّ خيالٍ في البوائدِ شهقةٌ |
ومن حاضري المكبوتِ بي شهقةٌ أخرى |
إذًا ؛هي ما أهدى هواكِ لعاشقٍ |
تسلّى عن النيرانِ فاكتنفَ الجمرا |
أرتّقُ أكفانًا مِرارًا تخلّقتْ |
وكم نُشرتْ والحَينُ أخلفَها زَورا |
دعيني لموتي؛إن جرحًا هتكتِه |
بنجلاءَ لن يَعبا بكيٍّ ولن يبرا |
وها هو مصلوبًا أمامَك مثبَتًا |
وأحرى بمصلوبٍ ترجُّلُه أحرى |
أمامَكِ جثمانٌ فرفقًا بميتٍ |
فإن لم يَجِبْ فالموتُ يستوجبُ الأمرا |
سلبتِ فما أبقيتِ غيرَ مرارةٍ |
تذكّرُه كم كان هذا الهوى مُرّا |
وصورةِ أشباحٍ كرمْلٍ مبعثرٍ |
تشيرُ إلى عهدٍ غدا أمسُه ذكرى |
قتلتِ بحدِّ الغدرِ نفسًا زكيةً |
كم احتملتْ هجرًا ولم تحتملْ غدرا |
-ليُبدلَك الرحمنُ بالحبِّ آخَرًا!! |
لقد جئتِ شيئًا في كتابِ الهوى إِمرا |
وهل ثّم إنسانٌ ليعشقَ ثانيًا؟ |
وهل ثَم قلبٌ يستطيعُ له صبرا؟ |
أيا امرأةً ما آمنتْ بالذي به |
جَنتْ إنني قد زدتُ عنكِ به كفرا |
حسبتُكِ ميلادًا يؤرخُ مَقدمي |
وما ابتدأ التاريخُ حتى انتهى صِفرا |
بشاهدةٍ خُطّت كوشمٍ بجبهتي |
لتنعى شهيدًا لم يخطّوا له قبرا. |