أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: لم يكن له ملامح ..... قصة قصيرة

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    المشاركات : 20
    المواضيع : 10
    الردود : 20
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي لم يكن له ملامح ..... قصة قصيرة

    (لم يكن له ملامح........)

    يبدو دوما وكأنه غارق في الظلام، هكذا يخيل إلي، جسد متهجم وعينين مرهقتان، يتحرك في وجوم قاتل، منذ أول ليلة لدخولي المنزل، كنتُ أرى في وجهه تقاطيع موت قادم، زواجي من والده أيقظ فوضى مشاعر عديدة لديه، لم أره يبتسم ولا يضحك ولم يكن حتى صالح للبكاء، وكأن رحيل والدته في ذلك اليوم الأغبر، ودخولي حياته وحياة أخوته، قد قلب كيانه وجعله يعيد حساباته مرة أخرى في كل شيء، في اليوم التالي لزواجي دفعني الفضول للدخول إلى غرفته، لا أخفي إعجابي الشديد به، حتى قبل زواجي من والده..

    كنتُ ألمحه من بعيد، ويتلمس قلبي المندهش بتفاصيل الحياة، كل شيء جميل فيه، عدا تهجمه وسخطه الواضح، وعدم وضوح ملامحه أو نبرة صوته الخشنة..

    دخلتُ غرفته، لا يوجد بها ما يثير، صغيرة، بها سرير ومكتبة قديمة، بعض رفوفها مكسورة، حتى الكتب التي فيها تبدو رثة، وقديمة، ولكن ما لفت انتباهي كومة من الجرائد الملقاة على الأرض بإهمال، وهناك دوائر حمراء وأخرى زرقاء، قد وضعتْ على بعض الجمل والعبارات والمقالات بصورة مثيرة، التقطها بين يدي، أغلبية القصاصات تتحدث عن أشخاص ماتوا بطريقة غير طبيعية، مثلاً بصواعق من السماء، أو شحنات عن طريق الرعد؛ تراجعتُ إلى الخلف، وكدت أسقط على ظهري، أثر التفاف ساقي بواحدة من الجرائد المتكومة، لولا يد قوية أمسكتني، وألتفت لأنظر في خوف، كان هو، عينيه الحادتين، وجهه الغارق دوماً في ظلام محير، تلاقت عيوننا في نظرة خاطفة، وأسرعتُ بالفرار..

    ظللتُ طيلة اليوم متوترة، ولم أخرج من غرفتي، حتى زوجي- والده - استغرب من تصرفي، ولكنني تعللتُ له بأنني مريضة، وأريد أن أظل في فراشي، ولم يبالي بي، لقد رمقني بنظرة فارغة، ثم خرج لزيارة رفاقه..
    وبقيتُ لوحدي في المنزل، أقصد لوحدنا، تسللتُ من فراشي في خفة متوترة، لا يوجد أحد، الأطفال في الحديقة مع المربية، وأنا وحدي، اتجهت ساقي نحو غرفته، فتحت الباب فوجدته جالساً، وفي يديه جريدة يقرأ فيها دون أن يبالي لخطواتي، إنه يبهرني، اقترب منه، أضع يدي على كتفيه، تتحرك في أعماقي رغبات مدفونة، متوهجة، يلتفت إلي في برود، ويزيح يدي بقسوة، يا إلهي، نظراته الجليدية، تقتحمني في عنوة، تثلج قلبي، فأتراجع، ولا أشعر سوى بصفعته القوية..
    وتدور في عيني أحداث ماضية..
    زواجي من والده..
    وفاة والدته ..
    قسوتي على أخوته.. طفولتي المحرومة..
    فأبكي في ألم، وأنا أعدو إلى غرفتي، لا أعرف عدد الساعات التي نمت فيها؟ ولكنني استيقظت على صداع عنيف، وجلبة قوية، لابد إنه واقف أمامي، هاهي ملامحه تتكون جزء، جزء، في مزيج رائع، ولكن لا لا..
    إنه زوجي العجوز، يطلق صرخات أشبه بعواء كلب جريح، أنهض من فراشي في صعوبة، ماذا حدث؟
    إنه هو..
    ماذا به ؟
    يجرني زوجي من ذراعي بقسوة مجنونة، وأجد نفسي واقفة أمام غرفته، لالا أريد الدخول، جسدي يرتعش، روحي تنتفض وكأنني طير مبلل ظل يوم كامل تحت أمطار يناير، كان بابه مفتوح، وهناك جمهرة كبيرة من النساء والرجال والشرطة متجمعين داخلها يتحدثون بأصوات مبهمة، والنسوة كن يبكين بصوت مبحوح، وهن ينظرن لي في احتقار.....
    اقتربت منهم بخطى مرتجفة، وجسدي يتأوه، ويلفظ حمم بركانية، لالا لا أصدق، لقد كان ميتا، جثة ساكنة، لا تتحرك، وسط الجرائد الملقاة بإهمال في المكان، وفراشه، هناك بقعة حريق كبيرة على فراشه، لا أصدق، اقتربت أكثر منه، وضعت يدي على جسده، تلمستُ وجهه الذي طالما تمنيتُ أن أضع أناملي عليها، خفتُ من نظرات النسوة، تراجعتُ وأنا أبكي بنحيب مكتوم، كيف مات بهذه السرعة؟ كيف؟

    قبل ساعات كنتُ معه، دارتْ نظراتي في الغرفة، يا إلهي لم يرحل؟ وقفت أنظر إليهم وهم يحملون جثته، وتكومتُ في مكاني، ونظراته الباردة تعود إلي في أنغام سريالية..

    بعد يومين جاءتْ نتيجة البحث الجنائي، بأنه مات ميتة غريبة، فلا توجد أعواد ثقاب ولا سجائر، ولم تصل النتائج للسبب الحقيقي للحريق الموجود على فراشه، سوى أنه ربما احترق جسده احتراق ذاتيا..

    لقد أراد أن يكون هكذا، هذه غرفته مفتوحة الأبواب، وكومة الجرائد لا تزال موجودة كجثة متعفنة على أرضية الغرفة.

  2. #2
    الصورة الرمزية بثينة محمود أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 506
    المواضيع : 98
    الردود : 506
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    الحق أننى بُهرت ..
    فشخوصك يضجون بالحياة سيدتى
    واختيارك للراوية -زوجة الاب- كان على غرابته مثيراً جداً
    تأملت المشهد
    ومازلت اتأمله .. فقد يضيئنى الفهم لأدرك كل أبعاد الأمر على تعقيده الشديد

    تسجيل إعجاب بالحرف والحبكة والفكرة ..!!

    تحــــــياتى

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.11

    افتراضي

    ماهذه الروعة والاسلوب الدقيق الجميل في السرد , كانت نبضاتي تخفق شغفا عند كل مقطع لمعرفة مابعده !
    بدأتِ القصة على أنها زوجة الأب الذي يبدو ثريًّا وتكفيك المربية عن تربية الابناء الصغار , وطبيعي أنَّ الابناء خصوصا الكبار لن يتقبلوا زوة الأب الجديدة مهما كانت طيبة إلا بعد فترة طويلة وبعد التعود عليها
    لأنه غلب على زوجاتِ الأب تعذيب الأبناء وعدم إعطائهم حقوقهم وظلمهم وإهمالهم بالذات في غياب الأب إلا من رحم ربي
    ثم بدأت الزوجة الاحتكاك بالولد الكبير الذي لم يعرها أية اهتمام ولم يتقبلها بأس شكل من الأشكال بينما هي معجبة بشخصيته رغم حدته وقسوته ويدفعها فضولها لتتعرف على أمورِ كثيرة كان غامضا فيها
    القصة دلتني على أنَّ الأب ينشغل كثيرا ويزور رفاقه لكنه غير مهتم اهتمام كامل بنفسيات ابناءه والجلوس معهم ومعرفة أخبارهم يكتفي بجلب الطعام والملبس والحاجيات وإعطائهم المال كعادة المترفين
    الابن الكبير يبدو يائسا من حياته خصوصا بعد موت أمه فربما كانت علاقته جيدة بأمه وتغير كليا بعد موتها حتى وإن كانت به نزعة من يأس قبل ذلك , يرى الحاة ظلاما وكان يُخطط ابتداءً لقتل نفسه بطريقة مجهولة
    فكانت بداية خطته التي اتبعها أو سلكها بغير قصد منه هي عيش حياة ميتة وكأنه جسد بلا روح يتحرك ولايشعر إلا بدنيا عديمة الألوان أمامه , لم يضع له بصمة , لم يغير حياته , هو يريد ذلك يبدو أنه انطوائيا ليس له أصدقاء كثير , حطَّم نفسه بفسه وداس على ذاته رغم قوة مظهره بينما هو فارغ جدا من الداخل , كان يشتري الجرائد ويكمل خطته لقتل نفسه بطريقة مجهولة وهذا يعطينا نتيجة واضحة عن أنه تفكيرُ مراهق
    قلَّد الشئ السلبي في الجرائم بدلا من أن يجتنبها ويستمتع في حلألغازها ويسلك الطريق المستقيم , وكانت النتيجةالصادمة في القصة أنه طبق مايقرأه في الجرائد من اخبار الجرائم والقتل المجهول
    وتبقى قصة موته حكاية يتناقلها كل لسان لربما كان مهووسا بالشهرة بعد موته بتطبيق طريقة الموت الغامضة ولاشك أنه تفكير غير حكيم حيث انه لايوجد من ينبهه ويحرص على توجيهه وإرشاد وتعديل افكاره بلطف ورفق مناسبين لشخصيته
    ستكون التهمة موجهة بعد موته لزوجة الأب لأنها هي الكبيرة البالغة المتواجدة في البيت لكن ربما النتيجة التي وصلت إليها التحقيقات ابعدت عنها التهمة لأنها بريئة منها ..
    يبدو من اسلوب زوجة الاب أنها تتلطف للابن الكبير وتحاول فهمه ولربما استغرق تفكيرها في ذلك دون تولية الأطفال الصغار من أخوانه اهتماما كما ينبغ واعتمدت على المربية ولربما هذا ينتج عنه شيئا من ظلمهم لعدم قدرتها على تمل المسؤولية بأكملها ولكن لانضع على عانقها كل شئ فالاب كما بدا لي مهملا ايضا
    هذه قصة تصح لأن تكون رواية حياة كاملة لو كثرت احداثها وشخصياتها ودراسة نفسية الابن
    بحق قصة مثيرة وشخصيات تجذب اهتمام القارئ
    تقديري لك ايتها المبدعة

  4. #4
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    قصة رائعة السرد ـ جمعت بين قوة العبارة وسعة الخيال
    والثراء الفكري واللغوي ـ والتجوال بين حواري النفس
    البشرية الغريبة.. عمل محكم البناء, جاذب, بلغة شيقة.

  5. #5

  6. #6
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.15

    افتراضي

    كان الوصف هنا رائعا والسرد ماتعا وعمل أدبي مائز احتل من الذائقة مسكنا
    شكرا لك أديبتنا
    ومرحبا بك في واحتك
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي

    ما يزال الاحتراق الذاتي كحقيقة موضع جدل علميّ، حيث تعددت الأدلة على وجود جثث متفحمة في موقعها بما ينفي أية شبه جنائية أو علامات انتحار أو احتراق طبيعي من النوع الذي لا بد وان يصيب لهيبه شيئا من المحيط، وانعدمت في الوقت ذاته الأدلة العلمية التي تدعم الفكرة

    المهم هنا أنك بمهارة قصية عالية نجحت باستخدام الفكرة لتوصيل أخرى أبعد وأعمق وفي سرد مائز قوي بسرعة الحركةالحدثية فيه بالغ التشويق

    ماتع ما قرأت هنا اديبتنا

    دمت بألق

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

المواضيع المتشابهه

  1. شَطَحَاتُ كَائنٍ لمْ يَكُنْ بَعْدُ
    بواسطة د.نبيل قصاب باشي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 10-07-2014, 12:01 PM
  2. أَتَقْبَلينني نبصاً وأَنتِ لهُ الوطن
    بواسطة نجوى الحمصي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 09-01-2011, 12:10 AM
  3. لَهُ حينَ يأتي..
    بواسطة هدى عبد الرحمن في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 04-11-2010, 04:27 PM
  4. لِمَ لَْمْ يأتِ الحب ؟
    بواسطة مؤمن مجدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 15-02-2007, 04:25 PM
  5. صُـراخ ابنتي .. تقشعرُّ لهُ الارض
    بواسطة طائر الاشجان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-08-2003, 12:58 AM