|
لكَ في قلوبِ الأوفياء نصيبُ |
أنّى مشيتَ ، مِدادُكَ التقريبُ |
حتى إذا ما زرتَنا فاهَ المَدى |
عبدَ السَّلام ، بك الحضــورُ مَهيبُ |
فاسلمْ رعاكَ اللهُ ما عبقَ الهَوى |
شعرًا طريفًا ، أو أهلَّ حبيبُ |
ما بعد حرفكَ للمحبِّ نسيبُ |
يحكي به ، أو للفؤاد قريبُ |
نفحاتك المُثلى تناهى ذوقها |
فزها البديعُ وأثمرَ التشبيبُ |
يا بارك الرَّحمنُ قلبَ مُحمَّدٍ |
فهو الأريبُ مدى البهاءِ لبيبُ |
آفاقُ حرفكَ بالوصــــالِ تطيبُ |
فالصَّفو يبقى ، والفؤادُ يشيبُ |
يكفيكَ من مِنح الإخاءِ زواهرٌ |
والباقياتُ لها القريضُ منيبُ |
يا ابنَ الجزائرَ لا عدمتُكَ مُبدعًــا |
بكَ والأحبّةُ سعينا محبوبُ |
أنفاسُ عُمْرٍ يا جهادُ تذوبُ |
هو ما تبدّى ، فالزَّمـــانُ عصيبُ |
فاسلمْ على مرِّ المعاني باذلاً |
في واحةٍ باسم العَلاء تجــــوبُ |
ريحانُها للطيّبين قلادةٌ |
تحنانُها لمن ارتقى مَسْكوبُ |
أرجُ المحبةِ من علاك أظلَّنا |
وضياءُ مجدِ الرُّوح ليسَ يغيبُ |
ما كلُّ مَنْ يهبُ الوصالَ مشرِّقٌ |
كلا ، ولا فقه الهوى التغريبُ |
إلا جميلك يا تفالي مُقمرٌ |
وعطاءُ صَحْبٍ بالوفاءِ عجيبُ |
تقريضُك الوافي يُماهي بهجتي |
فالحــالُ يزهو ، والخيالُ طروبُ |
لمّا أطلَّت بالهناءِ محامدٌ |
في ظلها حسبٌ - فديتَ - حسيبُ |
فلكلِّ غيثٍ من حِماه معالمٌ |
ولنا الذي في إسمه لَنصيبُ |
أبدًا لك العُتبى ، أتتك قلوبُ |
تزهو بها الدَّعواتُ ليس تخيبُ |
تبغي الوفاءَ ، وكم بذلتَ عيونَهُ |
والعهدُ فيها بالوداد يطيبُ |
إلا الذي بالظنِّ يسقي غرسَه |
حيث النَّوى في عرفه مندوبُ |
أكرمتَ شعريَ باذلاً يا صاحبي |
والحُسْنُ وصفكَ في هواع قشيبُ |
ولأنتَ في وطنِ القريض معرَّفٌ |
والذكرُ باسمك مُذ أتيتَ نجيبُ |
شكري وتقديري ، وبعدُ محبَّتي |
ما رقَّ بوحٌ ، أو سما محبوبُ |
ما الحُسْنُ إلا ومضةٌ شرقيّةٌ |
تحنو على الوجدان يوم يثوبُ |
ولأنتَ فيها زاهرٌ تبيانُه |
وقصيدُهُ باسم الوفاءِ سكوبُ |
حياكَ ربّي يا ابن فايز حبُّكم |
أغنى الفؤاد فكيف عنه أغيبُ |
لحضــــور حرفكِ رَوْنقٌ ومداركٌ |
بل بصْمــــةٌ عنها الدُّعـــاءُ ينوبُ |
سلمَتَ عيونُ الذّوْقِ يا نغمَ الحَيا |
ما لاح في شفقِ السَّماءِ غروبُ |
لكِ من يواقيتِ القريض تحيَّةٌ |
وسلامُ شِعرٍ زاهرٌ مكتـــــــوبُ |
طوبى لمسْعى الأوفياءِ ومن لهم |
يعنو الشبابُ محبّةً ، والشيبُ |
أنعمْ وأكرِمْ بالنُّعيميّ الذي |
نفحاتُه رَنْدٌ - فديتَ - رطيبُ |
هم هكذا زمرُ الأكابر ، منهمُ |
نجلُ الجهاد ، وسيِّدٌ ، وخطيبُ |
واذكرْ على رتبِ البديعِ شواعرًا |
رغدُ البيانِ بهنَّ صاحِ يطيبُ |
نطقَ الجمالُ بما بثثْنَ من النَّدى |
فالنثر زاهِ ، والقصيدُ مهيبُ |
شكرًا " ليانا " ذا صفاءُ سجيّةٍ |
في ظلها وحي الوفاءِ قريبُ |
وأتيتَ يا إدريس تحكي بالقِرى |
أدبًا ، فأغنانا الغداةَ عُذيبُ |
فأهبتُ بالوجدانِ يقفو سعيكم |
والحكمُ في ذكرِ الكبار وجوبُ |
تبقى تحبك دائمًا ومضاتنا |
وإلى مقامك يهتفُ التَّرحيبُ |
يا شاعرَ الخلقِ النِّبيل تحيَّتي |
أنتَ السَّخيُّ - متى أتيتَ - وَهوبُ |
يا خالدًا تعنو إليه قرائحٌ |
فهي النّفائسُ ، والجُمانُ نَسيبُ |
تغدو ، تروحُ ، وللفؤادِ أزاهرٌ |
باسم الثقافةِ نهجُه الترْغيبُ |
ويلوح في فجرِ التَّواصلِ " أشرفٌ " |
ملَكاتُهُ حولَ الإخــــاءِ تجوبُ |
وبليغُ قصدٍ لا يُمَلُّ قصيدُهُ |
لهُ من متونِ المُنصفينِ نصيبُ |
فاهنأ بمسعى واحةٍ شرقيَّةٍ |
حنَّتْ إليها أربُعٌ وشعوبُ |
يا عادل العانيّ حرفك مدهشٌ |
يزهو ، وفي ذوقِ الفراتِ يذوبُ |
شرَّفْتنا بنمير حبِّك شاعرًا |
ما كان عن شيمِ الوفاءِ يغيبُ |
واليوم أزعمُ أنَّني جازيته |
بهدى هواه يحفُّني التَّطريبُ |
طابَ اللقاءُ مع القريضِ المُنتقى |
وتأرَّجتْ فرطَ النَّقاءِ قلوبُ |
بثناءِ مَن أروى الثناءَ حضورُها |
هي فاتنٌ بالمَكرماتِ تؤوبُ |
تحكي فلسطينُ الحبيبةُ دارَها |
أم كيف يدنو للمقام لبيبُ |
حُلْوٌ سخاءُ الطيِّبات ، نسيمُهُ |
وافى المرابعَ ، فالهناءُ مُجيبُ |
لأديبةِ الإبداعِ ناديةِ الوفا |
مَن في يديها لليراعِ دبيبُ |
علمًا ، ومعرفةً ، ونثرَ أزاهرٍ |
وتواصلًا يشفى به المَكْروبُ |
وختامُ مسكٍ لا يليقُ بآخرٍ |
فجمالُهُ في سعيهِ والطيبُ |
بمحمّدٍ آياتُ شكري تحتفي |
فهو النَّقيُّ الباذلُ الموهوبُ |
ثمَّ الصَّلاةُ على النبيِّ وآلِهِ |
والصَّحْبِ ، ما حنَّتْ إليه قلوبُ |