أحدث المشاركات
صفحة 17 من 21 الأولىالأولى ... 789101112131415161718192021 الأخيرةالأخيرة
النتائج 161 إلى 170 من 204

الموضوع: ديوان الشاعر رياض شلال المحمدي

  1. #161
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,121
    المواضيع : 239
    الردود : 6121
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    قَصصُ الشعراء ( 7 )


    يا زهرتي :
    ماذا سيكتبُ للعيونِ الناعساتِ شويعرٌ متبولُ ؟
    ومتى وفاءُ الذات نعشقه
    فلا من لهفةٍ إلا التي فمُها لهُ
    في فجر أروقة الهوى تأويلُ
    لا ريبَ تلتمس المواهبَ روحهُ الحيرى
    وتلثمُ بهجةَ في ظلها البشرى
    تعانق رقّةً
    ممن لها بين الجمالِ مرابعٌ
    وروائعٌ يحكي بها الترتيلُ
    مستذكرًا ما بثه يومًا فؤادٌ مغرمٌ
    ماهى جناح الأمسيات وملتقىً به
    من صبانا معلمٌ
    ومردّدًا للروح أحرفَ نبضهِ
    مستشعرًا زهرًا يراقصه الفنا
    لحنًا يناغمه الأصيلُ مع السَّنا
    ولِحــدِّ أن أحيته قافية الرَّجاءِ بلا كللْ
    يستنطقُ الأحلامَ والطرقاتِ
    من وجعِ الغناءِ
    وهكذا هو منطقُ الوجدانِ في لغةِ الأملْ
    يشدو عن الأحبابِ والألحانِ
    بل هي هكذا الأرواحُ لو معنىً سألْ
    يا زهرتي :
    يبقى انشراح الوصل غنّاءَ الأدبْ
    وبلا سببْ
    تهمي الكؤوسُ من الحَبابِ مشاعرًا
    من تينةِ الذكرى وأفياء العنب
    مما يجول بخاطر الشعراء مثل زواهرٍ
    من ومضِ أفلاك الحياةِ
    من الطيوب السالفاتِ
    من القبب
    فاستعلمي يا زهرتي أنفاس أسرار الهنا
    فالليل ولى واستفاق الصبح
    نادى بالنّدى قم للمنى
    عانقْ تراتيل الضحى
    قلْ زهو قلبي ما امحى
    حتى يؤوب من العيون الناعسات
    جنى الوصال
    مع الدلال ، يهزّه الترتيلُ

    ***
    صباحكَ زهرتي لا ليس تنكرُه المها أبدًا ...
    وليس لهُ العَنا يدنو ...
    صباحك ملء ريّاه الأماني
    ذي بلابله تناغمها الأغاني
    من فؤادٍ سرَّهُ لحنُ الخلود وعزفُ أشعارٍ
    تُبَثُّ مع الهيام ووحي أسفاري
    صباحك ردَّ عافيتي
    تلقّفه الضُّحى مُتمايلًا ، ناداه يا ثقتي
    فأخبتَ أفقُهُ مُتأمِّلاً بَوْحَ " الصَّبا " الحاني
    وجُنَّ جنونُ عذّال الحياةِ
    وهم - ومن زمنٍ - بلا لغةٍ تمنَوا خربشاتي!
    يا لَنور من صباحٍ بالهوى آتٍ
    يؤصِّلُ باليقينِ لكي يقيني من صباباتي
    يؤسِّسُ للعيون السامقاتِ جميلَ أحلامٍ

    ***
    زَهْرَةَ الحُسْنِ : لَعمْري
    ماثلٌ بَينَ هُتافاتِ ضَميري لكِ مَعنى
    حَاملٌ زَهْوَ إشاراتِ نَقَاءٍ تتأسَّى
    ببَهاءِ الرُّوحِ عَزمًا ليسَ يَخْفى
    فاعْطِيَنّي الوَصْلَ لثْمًا وَخُـذي مِنّا وَفَــــاءً
    ليسَ يسْلو نبضَ ذكرى
    واعطيَنّي الحبَّ زهوًا وخــذي صَفْوَ ربيعٍ شدَّني
    نحْوَ زَمَانٍ باهرِ المغنى يُغنّي
    رَوِّنـــي بالأنسِ ذوقًا
    واسْــحَقي وَحْـشةَ أطوارِ الجَفا
    ثمَّ اسقِـنـي كأسَ حَنينٍ يومَ عــزّ الطيفُ شوقًا
    فــــفــؤادي مستـلّـــذٌ بــالهــــوى
    وبواحي يَتَمَـــادى بــالهَنـــــا
    زَهْرَةَ الحُسْنِ : مَضَى مُبتَهجًا عُمْري بهيًّا
    وَقَريضي مِنكِ يَسْتجــدي ثَــراءً وكفى
    مَهْما جَزعْنا أم صَبرنا
    فكلانا في الرؤى مَا كان يخفى
    فاشهدي نور حمانا واسبري غَوْرَ شذانا
    واعلمي أنَّا الكبارُ الطيبُ روَّانا
    وهلْ تُنسى دمانا
    كيف ننسى - زهرة الحسن - ربيعًا فيه غالى مبتدانا

    ***
    في حنجرتي
    لغزٌ يتماهى فوق حدود اليأس وحول خدود الوصف
    وفي همسي تغفو ألحان الماضي
    يوقظها قلبٌ لا يعرفُ سوى ومضاتِ
    بدايةِ من حملوا اليقطين شعارًا
    في حنجرتي
    ينساب غناءُ تواريخ النّاياتِ
    يلبّي ما أجفى عن حاضرة المعنى
    أو يمنحُ خاطرتي زهو الأيامِ بريقًا
    يعشق ما ولىّ عن بوح جراحاتي
    يا ليل تداركْ من أحلام ربيعي أطوارًا
    يا ليل أنلْ أصوات الريح بقايا أشرعةٍ
    كي نفقه كنه وجود الفجر
    وآياتِ الوصل خشوعًا يرفعني
    كي نحمل شيئًا من أعماق البحر
    نمنّي النَّفس بأنَّ البين قريبًا مرتحلٌ
    كي تبقى حنجرتي تروي للناس حكاياتي
    وتصدَّ رياحًا لم تعبأ بجمال إراداتي
    في حنجرتي لحنٌ بالخلد تناهى
    واسأل عنّا أدمعنا وهوى الذكرى

    ***

  2. #162
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,121
    المواضيع : 239
    الردود : 6121
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    نبوءة


    " للطابقيْنِ " حكايةٌ ، تُخفي حكايَةْ
    منها البريءُ ، وَجُلُّها يوحي الغوايَةْ !!
    تتلقَّفُ المعْنى احترافًا ، رُبَّما ،
    أو تفرشُ الطُّرُقاتِ ذكرىً عن هوايَةْ
    أو تمسحُ الدمْعاتِ عن لغةِ المَها
    قَصَصًا ، وَأحلامًا ، بها بَدْءُ الروايَةْ
    لمَّا التقينا ، والحَوادثُ جَمَّةٌ
    نَرِدُ الحَنينَ مُغرّدينَ بلا نهايَةْ !
    لمّا نقشْنا تحتَ آفاقِ العَنا
    أحلى الحروفِ ، تحفُّنا صورُ العنايَةْ
    وتَرٌ مع الأحبابِ ينبضُ بالهنا
    أو جِلسةٌ ركزوا بها الإيثارَ رايَةْ!
    أو كَرْكراتٌ أزبدت قربَ الضِّفافِ
    مدادُها طُرَفٌ لأهلِ الشوقِ غايَةْ
    حينًا يُسابقُ بالنَّوارس عمرُنا
    أو كان يرسم قاربًا بفم الدِّعايَةْ!
    كم من لُقىً تاهتْ حيالَ رسومها
    حتَّى استرقْنا يا صباها كلَّ آيَةْ
    واليوم ترنو " الطابقين " حُشاشةٌ
    وَتخطُّ بالعَبراتِ قافيةَ النِّهايَةْ
    يَتحَدَّر الدَّمُ حَوْلها من دهشةٍ
    فكأنّما الأجواءُ مَيْدانُ الرِّمايَةْ!
    يا ويحَ غُفْلٍ عن حمائمِ نبعِنا
    لم يذكروا الزَّيتونَ أو ألقِ الهدايَةْ
    حتى مَضَوْا قبل الأوان فما بكتْ
    تلك السَّماءُ عليهمُ فرطَ الشكايَةْ
    آثارُهم ، أمُّ الزَّمانِ تمجُّها
    والليلُ والقُرْبى وحاضرةُ الولايَةْ
    " للطابقين " بعثتُ شدوَ قريحتي
    أمَّلْتُها دَهْرًا بأنْسامِ الدِّرايَةْ
    وعسى يلوحُ بعيدها وَطنُ الهنا
    وتباركُ الأيام أطرافُ الحكايَةْ

  3. #163
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,121
    المواضيع : 239
    الردود : 6121
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    لا ، لن نقولَ وداعًا


    أَرِحْ فؤادَكَ ، عَانِقْ رَائقَ الأمَلِ واسْتَمْطِرِ الصَّفْوَ أشواقًا بلا كلَلِ
    دَعِ الرِّكابَ ، سَخَيًّا في مَشَاعِرهِ طُفْ بالجِنانِ خُلودًا باهِرَ الظُّلَلِ
    لا تَنْسَ أنَّك رَغْمَ البَيْنِ ، يَرقُبُنا مِدادُ مَبْناهُ ، مَحْمولاً على المُقَلِ
    تُرْخي الموَدَّاتِ ، لم تعْبَأ بنازلةٍ تبوحُ بالبِشْرِ شَلاَّلاً بلا أجَلِ
    لحِدَّ أنْ غَمَرَتْ نجْواكَ أفئدةً تُهدي الأماليَ لم تقْصرْ ولمْ تُطِلِ
    فَانشُدْ ، وَرَتَّلْ ، وشَنِّفْ ذوقَ مَن حَضَروا يُعانِقُونَ غَزيرَ الشَّوقِ والمُثِلِ
    وَاذكرْ حَبائبَ قَلْبٍ مِنْكَ سابقةٌ لهُمْ عُيونُ الوَفَا ، في أجملِ الحُلَلِ
    أبَا وَفاءٍ : صِفِ الأحوالَ في دَعَةً وَكيفَ كانَ الهَوى مَعْ صَفوةِ المِلَلِ
    وَهَلْ رأيتَ مَقامَ الشُّكر إذ طربَتْ به المَعاني حيالَ الصَّحْبِ والأهَلِ؟
    أما أنِسْتَ ، فَـــآوَتْكُمْ زَوَاهرُهُ لقاءُ مُبتَهَجٍ بالنُّورِ مُتصلِ؟
    وَهَلْ نقَشْتَ على بَنْدِ الذُّرى لُمَعًا يَشْتاقُها الأُدَبا في المَوْقِفِ الجَلَلِ؟
    في زَحْمةِ الأُنسِ حيثُ الآسُ مُنتَظَرٌ وُمُلتَقى الأرْيِ مَغْذوٌّ بلا عَمَلِ
    أَمَا حَمَلْتَ طيوبًا قرْبَ أربُعِ مَنْ جادوا ، فهامَ قصيدُ السَّبْقِ بالقُبَلِ؟
    وَهَلْ نظرْتَ رَحيقًا كنتَ تسكبُهُ إلى ظلالِ الأماني حالَ مُبتهلِ؟
    فانهضْ - فديتُكَ - ذهنُ الكونِ مُستمعٌ نشيجَ ذكــــــراكَ ، مُرتادًا حِمى الغَزَلِ
    وَانهضْ - حَنانيْك - فالماضي أهابَ بنا كمُغْرمٍ - في نواحي الليلِ - مُنذَهلِ
    أطرَبْتَ يا ما مَداراتٍ وأرْوقَةً لِجَرْسِ مَرْقاك دانتْ أروعُ الجُمَلِ
    وَاليوم زفَّتْكَ للتَّأريخِ أغنيةٌ تَتْلو الحَناجرُ ريّاهـــا مَعَ الحَجَلِ
    وَاليومَ مَن فَقَدَ الأُلاّفَ يَندبُهُ صَوْتُ الدُّروبِ : تذكَّرْ نايَهُ وَصِلِ
    لا لنْ نَقولَ وَداعًا فَهْي خالدةٌ بك الأكاليلُ حِسًّا غيرَ مُنتقلِ
    هيَ العزاءُ لمن يهواكَ خاطرُهُ وما تَناسَى حَفيفَ المُخْلصِ البَطلِ
    أَبَا وَفاءٍ هلِ " الشلاّلُ " مُنحَسِرٌ وَقدْ نعتْكَ رَواقينا على عجَلِ؟
    وَهل لنا لقيةٌ في ظلِّ غاديةٍ أمِ الزَّمانُ بعيدُ النَّوْلِ لم يَزلِ؟
    فَالحزْنُ لفَّ قَوافينا يُسابقهُ فيضُ الدُّموعِ ، وذكرى عنْكَ لم تَحُلِ
    والسَّاهرونَ مَعَ النُّدَّامِ أرَّقَهم نَواحُ قُمْريَّةٍ في لوعةِ السُّبُلِ
    وَمَنطقُ الآهِ مولوهٌ يُراجُعهُ جَمْرُ التَّنائي ، وَهَجْرٌ سَامقُ الأسَلِ
    هاتيك هِيْ حِوَلُ الأيَّامِ يا رجلاً تاقتْ إلى وصْلِهِ وَمْضَاتُ مُرتجِلِ
    ناجيتُ روحَكَ فكْرًا مَسَّ أخيُلتي دُرْ بي بدربكَ ، وانزعْ لحظةً ذُهُلي
    مِنْ قِصَّةٍ كنتَ تحكيها ، فتبهرُنا أفكارُ مُنتَبهٍ ، بالسَّرْدِ مُنشغلِ
    سِرْ بي أليفًا بسرْبِ النَّثرِ ذا لغةٍ سَقيْتَها زَمنًا من واردِ العسَلِ
    أو عَتِّقِ الوَصْفَ بالجوريِّ مُقتفيًا بهاءَ أهلِ النُّهى في واحتي ، وَطُلِ
    يَشتمُّها في نواحي الشَّوقِ زائرُنا وينتخي باسمِها وجدانُ ذي عِللِ
    تلك " المجاميعُ " أشتاتٌ مواهبُها درَّتْ مذاهبُها ، دارتْ على النُّزُلِ
    جاهًا ، وحسْنًا ، وآفاقًا مهذَّبَةً حَرْفًا فحرْفًا تناجينا على مَهَل
    تميسُ فيها من الألوانِ مَنزلةٌ وفيْءُ مَكرمـــــــــةٍ نادتْكَ يا أملي
    فاهنأ بسعْيكَ فالفردوسُ باسمةٌ لمَّا حللتَ مَغَانيها معَ الرُّسِلِ
    واهنأْ بصُحْبةِ أحبابِ السَّنا ترفًا والأصْدقاءِ ، بقاءً غيرَ مُكتَهلِ
    دَعِ الأحاسيسَ تروي كلَّ حَادثةٍ عن العِراقِ ، وأجبالٍ من الغيَلِ
    عن الفراتِ وقد غصَّت مساربُهُ دمعًا ، وحزنًا ، وَوَهْمًا قُــــدَّ من حيَلِ
    عن أمَّةِ الضَّاد ، عن أيَّامِ نكستِها حتَّى تداركَها رَبّي على عَجَلِ
    عَليكَ قَلبي سَلامُ العُمْرِ تحملُهُ أحلى الرَّياحينِ ، فاخلدْ طيَّبَ الحُللِ
    حُلوُ الأماني مَنايا الدَّهْرِ تعشَقُها وَيُسْتطابُ الغِنى بالسَّيفِ لا الوَجَلِ

  4. #164
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,121
    المواضيع : 239
    الردود : 6121
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    وهل درى ؟
    من قصائد مسابقة الواحة " الماسيّة " لعام 2014


    على حِدَقي جَاهُ البَلاغَةِ أسْفَرا
    وَمِنْ شَفَقِي فَيْضُ الدَّسِيعَةِ أصْدَرا
    فَمَا عُدْتُ ألْوي بالمُتُونِ مُفَاخِرًا
    فؤادي مَكينٌ ظَلَّ يَهمي مُعَطَّرَا
    أَمَا وَالذُّرَى أَسْدَتْ لِقَلبي مَعَابرًا
    وَمِسْكَ مَوَدَّاتٍ ، نَهَضْتُ مُعَبِّرا
    بِلا سَرَفٍ أتلو الأُصُولَ جَوَاهِرًا
    شُعوري أثيلٌ ، لا تُفَلُّ لَهُ عُرَى
    ذَرَا خَلْفَهُ تِهْمامَ كُلِّ مُلِمَّةٍ
    وَأسَّسَ تِرْياقَ البَيانِ مُصَوَّرا
    تَأسَّى بأسْتارِ التَّليدِ رَبيعُهُ
    فَصاغَ مِنَ الأَلطافِ وَرْدًا ، وأشعَرا
    تُذاكِرُهُ الغِيدُ الحِسانُ أواصِرًا
    لِذا كُلَّما أغشاهُ وَحْيٌ تذكَّرا :
    بأنَّ اللَّبيبَ الفَرْدَ ، جُلَّ مُناهُ أنْ
    يُرَوّضَ أَقباسَ الحَضارةِ نَيِّرا .
    فَمَا كُنْتُ في قَوْلٍ أُعَاظِلُ ، إنَّما
    أُتَمِّمُ مَا فاتَ الجَمالَ مِنَ القِرى !
    ثَريٌّ ، نَقيٌّ ، مُسْتَفيضٌ ضَميرُنا
    يُقَبِّلُهُ الدُّرُّ النَّضيدُ تأثُّرا
    يُنادِمُ أعْمَاقي سَناءُ عَرَائِسٍ
    وبالتِّبْرِ في رِقّ الُّلجَيْنِ دَمي سَرى
    وللخَيْلِ في شِعْري صَهيلُ مَعامِعٍ
    بِهِ تمنحُ الشِّعْرى الفَضَاءَاتِ مَنْظرا
    أُعيذُ مَقامي مِنْ سَبيلٍ جَهِلْتُهُ
    تَفَرَّدْتُ رُوحًا حينَ غَيْري تَعَثَّرا
    فَإنْ غَابَني غَـــــــــيُّ الزَّمانِ مُعَرْبدًا
    فَبَأْوي وَزَهْوي في التَّواضُعِ أقمَرا !
    تُسَامِرُني مُزْنُ اليَواقيتِ ، تَنْحني
    لِرقَّتِــها الأفكارُ ، والحِسُّ أزْهَـــــــرا
    مَتى أحسَنَ المَرْءُ المَقالَةَ مُنْصِفًا
    صَفَا حَرْفُهُ باليُمْنِ ، وَاللهُ نَضَّرا
    خَوَاطرُنا إنْ مَسَّها خَطَرُ النَّوى
    سَأرْسِمُها بالرَّنْدٍ رَوْحًا مُعَنْبَرا
    فَهَلْ عَلِمَ الأحبابُ سِرَّ مُدامَتي ؟
    وَراعي صَباباتي حَنانَيْهِ هَل دَرَى ؟
    حَمَلْتُ إلى هامِ البُدورِ لِواءَهُ
    رَفَعْتُ لهُ باسْمِ المُناجاةِ مِنبَرا
    عَجِلْتُ إلى رِيّاهُ أشحَذُ هِمَّةً
    وَكم زَفَّ لي حُسْنًا ، وَبِشْرًا ، وَكَوْثَرا
    تَمَنَّيْتُــــــــــــهُ يَرنو الغِرَاسَ وَقَد نَما
    وَيَلْمَسَ إتقانًا بحبِّهِ أثمَرا
    خُذيني حَمَامَاتِ الغَرامِ إلى الِّلقا
    دَعي عَبَرَ المَعْنى ، وَدَمْعًا تَحَدَّرا
    وَأَلقِي جِراحَاتي عَلى عَتَباتِهِ
    فَمَا الوَصْلُ إنْ عَزَّ التَّخاطُبُ يُشْتَرى
    رَعَى اللهُ ذاكَ العَهْدَ طابَ مَذاقُهُ
    فُراتُ عَفَافٍ لا يُخَالِطُهُ المِرا
    إذا آذَنَ الضَّعْنُ المَسيرَ مُوَدِّعًا
    وَنَيْلُ مَرامِي - يا حَمامُ - تَعَذَّرا
    تَرَعْرَعَ لفْظي في فَضاءِ طيوبِهِ
    وَأهدى حَسَاسينَ الأرَائِكِ أسْطُرا
    تَغَنَّى بها ، يُشْجي البَلابِلَ آسِرًا
    كَبَوْحِ " سَميرٍ " يَخْلُبُ الحُورَ في الذّرى
    نَهيمُ بأشْذاءِ الوئامِ ، صَفاؤُنا
    حِيال الثُّريَّا ، يَسْحَرُ الأفقَ مُبْهِرا
    أفِقْ أيُّها الشادي وَبَلِّغْ أمَيْمَةً
    وَميضُ بَنيها هَزَّ أفئدَةَ الوَرَى
    مَآثِرَ عِزٍّ تَقْتَفيها مَآثِرٌ
    على حِدَقي بانتْ ، وَحالي تَثَوّرا
    فإن جالَ ما بينَ الأنامِ تناهُبٌ
    تواهَبَ عِرْفاني المواهِبَ أبْحُرا
    فلا تبْتَئِسْ مَا اعْصَوْصَبَتْ أزَماتُها
    فلا بُدَّ مِنْ فَجْرٍ يُطِلُّ عَلى القُرى

  5. #165
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,121
    المواضيع : 239
    الردود : 6121
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    نوادر
    أبياتٌ متبادلة بيني وبين الأستاذ الشاعر محمد ذيب سليمان


    ضاق الزمانُ ، وما ضاقتْ به الصُّوَرُ في كل يومِ غدت من أرضنا العبرُ
    كانت حصودًا لوسواسٍ يؤرّقنا ما همّها البذل ، بل للبذل تنتظرُ
    كانت نخيلاً بحجم الكون شامخةً واليوم أضحت لنور الشمسِ تفتقرُ
    بغداد يا راية كانت تظلّلنا لمّا انحنينا ، وساد الخوف والخطرُ
    كانت أياد لأرض العرب حارسةً ويملأ الغيم أحلامًا بها المطرُ
    تروي يباب الثرى والعرب من دمها وتشرب الضيم حتى يرتوي البشرُ
    بغداد كانت لميراث العلا وطنًا ويشهد الدهر كم ضحَّت ، وكم غدروا
    لكنّها حين جاء الليل مرتديًا ثوب الخيانة ، كان الصمت يزدهرُ
    قابيل كنا ، وكنا كفّ قاتلها بطعنة الغدر كنا مَن بها غدروا


    *****

    بحُبِّكم يتَأسَّى القلبُ ، والصُّوَرُ وتجتدي من شذاكَ الرُّوحُ ، والزَّهَرُ
    أبا الأمين : جراحُ الدَّهر تجمعُنا لا درَّ درُّ الذي ينأى ، ويفتخرُ
    دالتْ شؤونُ الدُّنا ، لا ليس من حسدٍ بل شوَّه الذكرَ ناسٌ زادُهم كدرُ
    وأسرفوا بالمآسي غَيْرةً ومِرا حتى تداعى مع الأحقاد مؤتمِرُ
    تبقى المغاني لكم تعنو منائرُها مع القلوب التي تشدو بها العبَرُ
    لا فضَّ فوكَ بما أرَّخْتَ من أدبٍ مدادُهُ وجعٌ بالفكر يعتمرُ
    فأنت أنت ، سختْ ، طابت مروءتهُ فراح نحو ندى بغداد ينتصرُ
    واستعذبت ببني الأعمام وجهته شوقًا ، وحرفًا تباهت حولـه الدررُ
    أبا الأمين : لنا كم أوبة ولقا بذاك أقسم وليشهدْ ليَ القَمَرُ
    وحينها تنتفي الآلام قاطبة وحينها تنهض الأعماقُ ، والصورُ


    *****

    من أي سحرٍ شربت الحرف فانسكبا في لجّة البحر أمواجًا وقد غلبا
    من أي نجمٍ قطفتَ الحرف فاحتفلت به الكؤوس إلى أن بات منقَلبا
    في أي بحرٍ غرست الشعر مرتجلاً ففارق البحر في أمواجه شهبا
    يا أيها البحر يا شلال قافيةٍ جئناك شوقًا ومنك الدر قد وثبا
    حاشا السواقي يهزُّ البحر رافدها وهي الروافد تجري نحوه طلبا


    *****

    من بعض ودك يمضي الفكر منتخبًا أحلى اليواقيت يقضي عنك ما وجبا
    فطاوعته بنات الشعر واحتفلت أزهى العيون تنادي ، والعنا انسحبا
    أبا الأمين ، جزيت الخير أجمعه لمّا بذلت عقيق الروح منسكبا
    طوبى لقلبك ما دام الهوى أبدًا وما تغنّى فؤاد الصبّ ما وهبا
    فكلُّ حرفٍ إلى مغناك نسبته وكل حسٍّ إلى مبناك قد وثبا


    *****

    لوّنت حرفك بالياقوت منتخبا فخالط الروح أنسامًا وما احتجبا
    لله درّك ما في الشعر مكرمة إلا وكنت لها مَن صبَّ أو شربا

  6. #166
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,121
    المواضيع : 239
    الردود : 6121
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    تشطير قصيدة ( خمسون عاما ) للشاعر وليد عارف الرشيد :


    ( خمسون عامًا والفؤاد يبوحُ ) يحدو به التلميحُ والتصريحُ
    خمسون عامًا يا حفيفَ قصائدي ( والروحُ تغدو بالهوى وتروحُ )
    ( خمسون عامًا كنت أحسب وجهها ) جاهًا تشاطرُ وجنتيه شروحُ
    أو كنت أرمق في صميم ربيعها ( كأس الغرام يملني ، فتشيحُ )
    ( خمسون عامًا كم ظننتُ مراكبي ) تنأى ، تعاني ، تستغيث ، تسيحُ
    أو شئتَ - فرط العاتيات من المدى ( ترمي المراسي ، والمغيب يلوحُ )
    ( أو أنَّني ما عاد يثملني الغِوى ) كلا ، ولا عقَّ الفؤادَ جنوحُ
    أو أنها شدِهَ الخيالَ عديدُها ( لولا وقفتُ ببحرهنّ أصيحُ )
    ( الله ما تلك العيون ؟ تؤمني ) منها البلاغةُ ، هل لهنَّ وضوحُ
    ما سرُّ أنظارِ الجمالِ سقينني ( من سحرهنَّ وقائعٌ وفتوحُ )
    ( راجعتُ فجري في شروق صباحهنّ ) نَ وللتفكّر في الضُّحى تسبيحُ
    وطفقت أدفع بالبصيرة نحوهنّ ( ن ، وشدني نحو الشباب طموحُ )
    ( في صمتها المكبوت صرخة ثورةٍ ) ما كان يعجز ومضَها تسليحُ
    وبها على مرِّ الحوادثِ وثبةٌ ( وتمردٌ في الحاجبين جموحُ )
    ( وعلى شواطىء حزنها رغم التجل ) لد بانُ مُرتبعٍ بكاه الشيحُ
    وهمت بها – يا أهلها - فرط التبل ( لُدِ تحت أمواج الدموع قروحُ )
    ( وعلى خيوط الرمش قصة زهرةِ ) سكرت على مسرى هواها الروحُ
    فكأنها ممّا توارد حولها ( تهدي البرايا بهجة وتنوحُ )
    ( في عمق نظرتها عوالم دهشةٍ ) وجناسُ راويةٍ بكتْهُ الرّيحُ
    فالوصف منها أو إليها عائدٌ ( والطرف كونٌ للبهاء فسيحُ )
    ( في خدّها احمرّتْ مواسمُ فتنةٍ ) فالود وادٍ ، والغرامُ سفوحُ
    والشوقُ يخترق الوهاد وميضه ( والثغر ندٌّ للشموس صريحُ )
    ( النفس كالريحان فاح عبيرها ) في حضنها المعنى الصَّريح طريحُ
    فالفكر في لغة الصَّفاء نشيده ( والقلبُ من نبض النَّقاء سموحُ )
    ( والحرف إما طال فاهًا غرَّدت ) قلبٌ لقلبٍ شاكرٌ ، ونصوحٌ
    فاسَّابقت تتلو البهاءَ عرائسٌ ( وأتاك شدوٌ آسرٌ وصدوحُ )
    ( هيَ في لغات الريح أجمل نسمةٍ ) أبدًا يناغم ضوعها التوشيحُ
    فكأنَّها عهد استقرّت منحةٌ ( وندىً بعرف الورد حين تسيحُ )
    ( من ذا يؤول للنجوم مواجدًا ) يهوى الفضاء مدادُه المسفوحُ
    من يبعث الملكات طهر مثوبةٍ ( أم من إذا تعب الكلام يريحُ )؟
    ( من ذا يصوغ الآه مثل شجونها ) فالسرُّ في سبلِ الهوى مفضوحُ
    وتقارب الأمثال رهنُ لحونه ( روحٌ تغني .. كيف تطرب روحُ )
    ( أدركت أنَّ القلب يأبى أن تجفَ ) شؤونه ، والحال فيه مليحُ
    كلا ، وتأبى أن تغور مدى البيان ( عيونه .. هذا الوريد نضوحُ )
    ( خمسون عامًا ما ذوى فيها وقا ) م تحبه الآمال ، كيف يبوح
    قلبٌ له أصل الخلود مع الهيا ( م ولم تزل تبنى عليه صروحُ )

  7. #167
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,121
    المواضيع : 239
    الردود : 6121
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    ألقُ الضحى



    لم يبق شيءٌ حبيبي ما كتبناهُ
    ولا خَبا خاطرٌ صدقًا سكبناهُ
    ولا التمستُ من الجوزاءِ قافيةً
    إلا أتتني ، وللإفضال مرقاهُ
    ولا تنفَّس بَوْحٌ من سريرتنا
    إلا ومن مشرقِ الفادين مَسراهُ
    تُجَانِسُ الرُّوحُ أهلَ الرُّوحِ حاملةً
    من العفاف بيانًا لسْتُ أنساهُ
    ينوبُ عنّي لمن صَحَّتْ مَقاصدُهُ
    وفادةً من مُحبٍّ جَدَّ معناهُ
    ترقُّ ، تمضي ، تنيل الوصْفَ بغيتَهُ
    تهيمُ ، ترقبُ من فجْري مراياهُ
    ولا يَحيدُ عن النُّظار واردُها
    وَفيَّةَ الذكر أنَّى سُرَّ فُصْحاهُ
    فكيف ينضب وحي الفكر يا لغتي
    ومن قصدتُ كريمٌ في سجاياهُ
    أحبَّنا مخلصًا في الله تحملهُ
    رفارفُ الحُسنِ ، فهو الطيبُ والجاهُ
    فانسابتِ النَّفحاتُ الغرُّ باسمةً
    تهوى - غداةَ ابتهاجِ الوَرْدِ - رؤياهُ
    يا مازنُ : الأمنياتُ الخُضْر حاضرةٌ
    في لبِّ حاضرةِ الحاني بمسعاهُ
    في مُقلتَيْ وَطنٍ عزَّ النَّصير لهُ
    ولامَسَتْ أعينَ الحَنَّانِ شكواهُ
    أراه بالمنحةِ الكبْرى سيكلؤهُ
    وَيَسْتعيدُ حمامُ الدَّوحِ مأواهُ
    فالياسمينُ – حنانُ الله – أخبرني
    أنَّ الرَّبيعَ دنى ، والغيثُ حَيَّاهُ
    وليرحم اللهُ مَن غابوا فما لحقوا
    أنشودة الشامِ ، أو مَجْدًا صنعْناهُ
    هو الزَّمانُ متى أضناكَ مذهبُهُ
    لاحت أطايبُهُ ، غنَّى مُحيَّاهُ
    واليوم قلبك شادٍ في معارجهِ
    نال الحبور رقيقًا إذ رقبناهُ
    معانقًا بالضحى طابتْ مواردُهُ
    وقد أتتْه " ضحى " بالفَوزِ أقصاهُ
    طوبى لكم ، ولها في كلِّ آونةٍ
    من النَّجاحِ الذي للنور معناهُ
    شِعرًا على ذكر ينبوع الهدى كرَمًا
    عبيرُه في المدى نزكو سجاياهُ
    ربَّاهُ صل عليه دائمًا أبدًا
    والآلِ والصَّحب أنَّى لاح ذكراهُ
    وبارك السعي ممن جاد خاطرها
    بكل حرف جمال القصد أوحاه

  8. #168
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,121
    المواضيع : 239
    الردود : 6121
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    أمجد الزَّهاوي


    ربيبُ العلم ، معدنُه الصفاءُ
    تغنّى باسمِ ساحته القضــــــاءُ
    زهاويٌّ له العلماءُ تاقوا
    وكم أثنى عليه الأوليـــــــــــاءُ
    هو العلَمُ الكبير حفيد فخرٍ
    لـــه في كــلّ سابقةٍ فضــــاءُ
    إلى " بابان " تزدلف المراقي
    تناغمها المعارفُ والرجـــاءُ
    فطوبى يا أريبُ فداك شعري
    على ذكـــراك أبهجنا اللقـــــاءُ
    أتيتك أسكب الملكات حبًّا
    وحسنـــــًا ليس ينقصـــه ازدهــاءُ
    بنيتَ من المعالي كلَّ صرحٍ
    فيا بغدادُ : هل بكتِ السماءُ؟
    غداة تباعدت عنها الأقاحي
    ولفّ غصونَ أيكتها العزاءُ؟
    وهل أغناكِ أمجدُ في زمانٍ
    بـــه ألقٌ يـنـادمــــه الدعـــــاءُ؟
    أم الأيّـــام عجلى في رؤاها
    ونادت يا " نِهالُ " لكِ البقــاءُ
    ستبقى للتواضع ترجمانــــــًا
    ويغبطك القصيد بمـــا يشــــاءُ
    هنا يتذاكــر الأحفادُ إرثــــــــــًا
    بما أبقيتَ ، أرّخـــــه العطــاءُ
    وحسبك بالعوارف صنت دينــــًا
    إلى أن حفّ منطقك الرُّواءُ
    وحسبك ترتقي الإفتاء حَبـْرًا
    يروّي فكــرَك الزاهـــي البهــاءُ
    وحسبك بالهدى نلت المرامي
    ليرشف من نـــدى يدك الظِـماءُ
    وحسبك قد وهبت القدس سعيًا
    جهـــادًا ظلّ يذكــــره الإخـاءُ
    تنادي بالمروءة دون وهنٍ
    فهزّ مســــامع الدنيـــا النّـــداءُ
    أخا النجــباء يا نجل العوالي
    لك الأصـــلاء بالتحنان جــاؤا
    رعاك اللهُ أمجدُ كلّ حينٍ
    وفـــي المــأوى دعاك الأنبياءُ
    خلودًا طيّبًا ما كان يفنى
    وذكـــرًا دائـــمـًا فيـــه الوفــاءُ
    وأختم وقفة المسك المقفّى
    بتضمينٍ يُــردّده العَــمـــاءُ
    ( إذا صفت المودّة واستقامت
    فلا تجزعْ وإن بـَـعُـدَ اللقـــاءُ )

  9. #169
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,121
    المواضيع : 239
    الردود : 6121
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    عفوُ الخاطر


    تَــغـــيَّـــرَ الــعِـــطـــرُ ، لا الأيَّــــــــامُ أيَّـــــــــامُ
    وَلــــمْ تَــعُــدْ تُـسـعِــفُ الأرمــــاقَ أحــــلامُ
    وَحَـوْبَـتـي نَـكَـثـتْ غَـــزْلَ الـعـهــودِ وكــــم
    يُــصــادرُ الــجُــرحُ قـلـبــي وَهْـــــوَ يَـلــتــامُ
    وَأدبـــرتْ عـــن لـيـالــي الــــوَرد مـوحـشــةً
    أحلـى البـدورِ ، فهـلْ للصـبـحِ أكـمـامُ؟
    وَغـــرّبـــتْ لُـــغـــةُ الـمَــسْــعــى سَـعــادَتُــهــا
    فـــمـــا تــبــقَّــى لـــهـــم وَعْــــــدٌ ، وإلـــهـــامُ
    لـمَّــا أســـاؤوا بـنــا ظــنًّــا ، فــمــا ربــحــوا
    غـيـرَ الـدُّمـوع ، وَفــي ظــلِّ الأنــا نـامــوا
    والـشِّــعــرُ إنْ راعَــــــهُ ضَـــيْـــمٌ تَـمـلَّـكـنــي
    يَــجُـــبُّ داءَ الــسَّــوافــي وَهْــــــوَ بَـــسَّـــامُ
    والـشِّـعـرُ إنْ مَــسَّــه ضــيــمٌ فــــلا حــــذرٌ
    يـقـي المـزاعـمَ ، والدُّنـيـا ، ومــن لامــوا
    شَــوقـــي يُـراجـعـنــي ، والــلــيــلُ أدمُـــعُـــهُ
    تـجـثــو عــلــى طُـرُقــاتــي فــهـــيَ أنــســـامُ
    لكنَّـنـي – وافـتـقـارُ الـــروح يسبـقُـنـي –
    وَعُــدَّتــي فــــي الــنّــوى بَــــوْحٌ ، وأنــغـــامُ
    صنـعـتُ مــن عَـبــقِ الإخـــلاصِ منـزلـتـي
    كـــي لا يـقــولَ الـضُّـحـى آذَتْـــهُ أوهــــامُ
    أثَّــلْـــتُ مـــــن مَـــطـــر الإيـــثـــار رابــيَــتــي
    وَمــا نَسـيـتُ الألــى فــي ذَوْقـهـم هـامـوا
    وَغَـيْـرتــي مـــــن أصـــــول الــنُّـــور زاهـــــرةٌ
    طوبى لمن في الهوى عن غيرِنا صاموا
    مَـددْتُ بالحُسْـنِ للـرَّوضِ الأريـضِ يَـدًا
    فــــراحَ يــرشــفُ مـــــن فُـصْــحــاهُ إلــهـــامُ
    فــهــلْ عـسـيــتَ بـــــأنْ تـخــبــو لـوامـعُـنــا
    أو أنْ يُــحـــرَّقَ سِـــفْـــرَ الــــــرَّاحِ نُــــــدَّامُ؟
    لا والـــــذي تـجــمــع الأخـــــلال جــنّــتــهُ
    عـــزائـــمـــي زفَّــــهـــــا لــــلأفـــــقِ إقــــــــــدامُ
    فأصبـر علـيَّ فمـا أبصـرتَ مـن غضـبـي
    شــيــئًـــا ، ولا عــتــبـــي أروتــــــــه أقــــــــلامُ
    غـــــدًا يــجـــنُّ جــنـــونُ الــلـــوم يـحـمــلــه
    إليـك ظلـي ، وتـطـوي الـوصـف أجــرامُ

  10. #170
    الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2012
    المشاركات : 6,121
    المواضيع : 239
    الردود : 6121
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    هناك موعدُنا


    لبّيـكِ يـا قـدس ، يـا أبهـى مغانيـنـا
    لبّيـكِ يـا زهــرةً تـهـدي الرَّياحيـنـا
    لبيـك يـا قبلـةَ الأعـمـاقِ يــا أرَجًــا
    لـــهُ تـنـاخـت سـخـيَّـاتٍ حواشـيـنـا
    لبَّيـكِ يــا جـنـةَ الأحـبـاب ، رائـعـةٌ
    بـك الربـوع ، تنـادي أيــن حاديـنـا
    أيــن الـوفـاء ومــن لاذوا بدوحـتـه
    حـيـال زيتونـهـا يـهــوى الوفيِّـيـنـا
    هنـاك مسجدنـا الأقـصـى يناشـدكـم
    هيَّـا استفيقـوا ولا تنـسَـوْا فلسطيـنـا
    هيا استفيقـوا فأحـلام الصِّبـا عبقـت
    ولاح حول الهضاب الخضر هادينا
    هــذي بيارقـنـا ، هــذي ملاحـمـنـا
    هــذا هـوانــا لـــه غـنَّــت أمانـيـنـا

صفحة 17 من 21 الأولىالأولى ... 789101112131415161718192021 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تخميس قصيدة الشاعر رياض شلال المحمدي
    بواسطة نداء غريب صبري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 01-02-2019, 08:58 PM
  2. قصيدة للشاعر رياض شلال المحمدي
    بواسطة خلود محمد جمعة في المنتدى كَرَوَانُ الوَاحَةِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 29-04-2018, 04:18 PM
  3. ممازحة لأستاذي رياض شلال المحمدي..
    بواسطة حيدرة الحاج في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 25-10-2016, 02:28 PM
  4. إلى أستاذنا الغالي رياض شلال المحمدي ‘‘
    بواسطة محمد محمد أبو كشك في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 03-09-2016, 10:27 PM
  5. مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 13-10-2014, 05:36 PM