أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: تعظيم سلام (قصة قصيرة)

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : مصر
    العمر : 63
    المشاركات : 86
    المواضيع : 14
    الردود : 86
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي تعظيم سلام (قصة قصيرة)

    تعظيم سلام



    " اعترف يا حيوان "
    أمرنى الرجل الذى يتدلى من كتفيه عنقودا عنب!
    " تكلم أحسن لك "
    هو يهددنى.. مندهش أنا لمنظر العنب..
    طراخ!
    صفعة دسـمة على وجهى.. جعلته يطـوِّحُ ذراعه فيهتز العنب فوق كتفه.. وتسقط منه حبة..
    يدخل رجل يحمل على كتفيه قطفين صغيرين..
    ـ خذ هذا الحيوان وأدبه ( وأشار إلى )
    يأخذ الحيوان! خارج الغرفة الجميع يعلقون عنبا.. هاجمتنى رغبــة عارمة فى الضحك وأصدرت أصواتا مكتومة.. التفت إلىّ الرجل ذو القطفين الصغيرين
    ـ مابك؟
    = مجرد زغطة..
    أجبته وأنـا أضع كفى أمـام فمى لأدارى ضحكى.. وصلنا إلى غرفـة رطبة.. وقفت فيها وحدى بينما انصرف مصاحبى وأغلقها على..
    " عنب؟ ".. تساءلت بصوت مسموع.. " ماالذى جرى فى الدنيا؟ "

    دخل ثلاثة من حاملى العنب.. عاودتنى الرغبة فى الضحك.. لاحظها أحدهم.. سألنى عن سببها..
    ـ أبداً.. هى حالة تصيبنى أحياناً
    " ألا يدرك هؤلاء الناس أنهم مضحكون؟ "
    ـ تعال
    ذهبت إلى من دعانى
    ـ اعقل وقل لنا الحقيقة
    " الرجل جاد جداً.. هئ هئ.. "
    مرة ثانية لاحظ أننى أضحك.. جذبنى من ياقة قميصى..
    ـ ماذا بك يا (…)
    = لاشئ
    ألح علىّ سؤال.. ماذا يعلق هؤلاء فى الشتاء؟ برتقال؟
    ـ أحضر العدة
    أصدر الأمـر صاحب أكبر قطف عنب فى الثلاثـة.. خرج أحد الاثنين الآخرين.. وعاد بالعدة . هراوة.. سلك كهرباء.. حبل.. كرباج.. شاى وسكر وموقد صغير.. ووضعهم عند قدمى!
    ـ مارأيك؟
    = أهذا لى؟
    امتدت يد إلى الكرباج
    ـ عرِّه
    عرّانى
    طراخ.. طراخ.. تقع الضربات أينما تقع.. على ظهرى.. على رأسى.. على أى مكان لا يهم.. الأمر ليس هزارًا.. رغم عناقيد العنب!
    ـ ماذا تريدون؟
    = أتستهبل؟
    ـ لا.. أبدا والله العظيم .. انتظروا.. كفى!
    هم لايتوقفون!
    ـ سأفعل ما تريدون
    أشار كبيرهم بالتوقف..
    ـ ماذا تريدون؟ ( سألت فى فزع )
    أشار مرة ثانية بالاستكمال.. وجلس يصنع لنفسه شايا!
    قطوف العنب تهتز فوق أكتافهم.. عيناى لا تريان إلا اهتزاز حباتها..
    " أَهُمْ مجموعة من المخبولين؟! "
    هسـيس الماء فى البراد جعلهم يتوقفون.. بدأوا فى صـب الشـاى.. وجلسـوا فى ركن الحجرة يســتريحون على كراسٍ خشبية لم ألحظها إلا الآن.. بينما تقرفصـت أنـا فى وسـط الحجرة..
    لم تعد عناقيد العنب تضحكنى.. هى علامـة الخلل.. ترى ما الذى فعلته وأغضبهم؟ آهٍ لو أعرف!

    فُتح الباب فانتفض الثلاثة.. تحاملت على نفسى حتى وقفت.. دخل حامل العنقـود الأكبر.. رفعـوا أكفهم بالتحيـة ففعلتُ.. هؤلاء الناس لايجب اغضابهم أبدا..
    ـ ألم تنتهوا بعد؟
    = إنه يتغابى
    ـ ستعترف.. شئت أم أبيت! ( قال حامل العنقود الأكبر موجها حديثه لى )
    = والله العظيم أنا أريد أن أعترف
    ـ و ماذا يمنعك؟
    = أنا لا أفهم ما الذى تريدوننى أن أعترف به؟
    ـ اتفو! تناثرت بصقته على وجهى..
    = أنا لا أستهبل.. والله العظيم لا أستهبل

    أشار لهم بطرف سبابته.. ربطوا ذراعىّ خلف ظهرى.. وربطوا قدمىّ فى بعضهما.. الكهرباء تنفض ذرات جسدى.. إبرٌ حارة تنطلق فى عروقى .
    ـ سأعترف.. تشاجرت مع زوجتى أمس..
    ركلات توجع جنبى.. هذا الاعتراف لا يرضيهم..
    ـ سأخفض صوت المذياع.. سأزور أمى..
    الكهرباء تزلزلنى..

    ـ القمامة! نعم القمامة.. أنا قذر.. لن ألقيها من النافذة..
    ـ لن أشخر وأنا نائم.. لن أتأخر فى الحمام
    اعترافاتى لاترضيهم..

    أشـار حامل العنقود الأكبر بسـبابته فتوقفوا.. لاأقوى على فتح عينى.. مكوم بلا أى قدرة على الحركة.. تعبان.. أريد أن أنام! ركلة فى جنبى.. ركلة أخرى.. وثالثة..
    ـ رد يا (… ).. أم تريد الكهرباء ثانية؟
    أصدرت أنينــاً.. أدرت رأسـى بقدر مـا اسـتطعت تجـاههم.. حـامل العنقود الأكبر يدخن.. الثلاثة يحيطون بى! فَكَّ أحدهم قيودى..
    ـ اجلس
    لم أســتطع.. رفعنى أحدهم من تحت إبطى.. جرّنى إلى الجدار ورطمنى فيه ليسندنى! الأربعة أمامى.. لابد أن أفهم.. لا.. ليس هذا وقت انهيار.. لابد أن أتماسك.. نعم ماذا فعلت؟ نعم.. نعم.. سأتذكر.. مازالوا أمامى.. قطوف العنب فوق أكتافهم.. العنب.. العنب.. نعم هو العنب!

    ـ سأعترف يا فخامة حامل العنقود الأكبر
    نهض الرجل.. عناقيد العنب على كتفيه نقصت حباتها.. استندت بكفى للأرض محاولا التماسك.. ففعصت بعض حبات العنب
    ـ تذكرت جريمتى
    قلتها ببطء وصعوبة
    = انطق.. أوَتَظُننا متفرغون لك؟
    ـ أنا مجرم.. لن أفعل هذا ثانية.. لن آكل العنب بعد اليوم أبداً!
    = العنب؟
    ـ هو عنبكم وحدكم
    يضحك حامل العنقود الأكبر
    ـ والله ما كنت أعلم.. كنت أظن أنكم تعلقون أشياءً أخرى!
    = ماذا يقول هذا الأبله؟
    ينظرون إلى بعضهم ويبتسمون
    ـ عندكم كل الحق.. ماذا سيكون الوضع إذا أكل الناس كل العنب وصنعوا منه الزبيب والمربى والعصير؟!
    = ما لنا والعنب ياأهبل؟
    ـ مالكم والعنب؟ بماذا إذن ستزدان أكتافكم؟ أنا والله ما كنت أعلم
    = أوترى عنباً على أكتافنا؟
    ـ إنه لم يخلق إلا لكم
    = العنب؟
    ـ نعم.. أكثر الله من عناقيدك يا فخامة حامل العنقود الأكبر!
    = إذن فهذا ( وأشار إلى كتفه ) عنب!
    ـ عنب طازج لن يتحول إلى زبيب أبداً
    = زبيب؟!
    ـ نعم زبيب أطال الله مدة خدمتك يا فخامة حامل العنقود الأكبر
    = ما الذى حدث له؟
    ـ لوثة.. مجرد لوثة.. سيفيق منها حالا

    أخذونى لأفيـق.. وفى طريقى كنت أفعص بحذائى حبـات العنب المتناثرة هنا وهناك!
    أكتوبر 1998

  2. #2
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jan 2005
    المشاركات : 393
    المواضيع : 6
    الردود : 393
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    السلام عليكم
    الكاتبة الكبيرة نجلاء
    يسرني أن أكون أول المستمتعين برائعتك .
    قرأت القصة وابحرت فيها وظننت للحظة أني كنت فيأحد أركان تلك الغرفة وحبات العنب تتساقط أمامي .
    بكل اختصار قصة بديعة .
    دمت كاتبة مبدعة .
    تحية لك ولإبداعك
    وَلَم أَرَ فِي عُيُوبِ النَّاسِ عَيْبَا...كَنَقْصِ القَادِرِيْنَ عَلَى التَمَامِ
    المتنبي

  3. #3

  4. #4
    الصورة الرمزية بثينة محمود أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 506
    المواضيع : 98
    الردود : 506
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    ليس عنباً

    بل صار خمراً معتقاً عزيزتى .. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحية لكاتبة رائعة أعتز كثيراً بوجودها معنا

    ودمت لنا ...

  5. #5
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    الكاتبة المبدعة نجلاء محرم:

    أعتذر عن تأخري في الرد على ما قدمت من صورة مغرقة في الرمزية مؤثرة في الوجدان صارخة بما لا تحمل الكلمات. لقد دمر بعضهم جهازي فاستغرقني أيام لأستطيع العودة.

    سعيد بأن أقرأ لك وأعدك بالمتابعة المستمرة.

    أهلاً بك في واحة الفكر والأدب ملتقى النخبة ودار ندوتهم.


    تحياتي وتقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : مصر
    العمر : 63
    المشاركات : 86
    المواضيع : 14
    الردود : 86
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سنبلة
    ليس عنباً

    بل صار خمراً معتقاً عزيزتى .. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحية لكاتبة رائعة أعتز كثيراً بوجودها معنا

    ودمت لنا ...

    نعم يا عزيزتى سنبلة.. صار خمرا.. أذهب عقولهم وصاروا يتمايلون تحت وطأته.. ويتمايل معهم واقعنا الأليم..
    شكرا على قراءتك المدققة.. وعلى حسك المرهب..

    نجلاء محرم

  7. #7
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : مصر
    العمر : 63
    المشاركات : 86
    المواضيع : 14
    الردود : 86
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سمير العمري
    الكاتبة المبدعة نجلاء محرم:

    أعتذر عن تأخري في الرد على ما قدمت من صورة مغرقة في الرمزية مؤثرة في الوجدان صارخة بما لا تحمل الكلمات. لقد دمر بعضهم جهازي فاستغرقني أيام لأستطيع العودة.

    سعيد بأن أقرأ لك وأعدك بالمتابعة المستمرة.

    أهلاً بك في واحة الفكر والأدب ملتقى النخبة ودار ندوتهم.


    تحياتي وتقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    متابعتك تسعدنى وتشرفنى..
    وسأنتظرها دوما..
    وسامح الله من يترصدون النجاح وأصحابه..
    وهداهم إلى ماهو أنفع لهم ولغيرهم..
    أخى الفاضل
    وجودك فى واحتك ينعش نبتاتها.. ويجعلها أكثر ازدهارا..
    دمت لها وبارك الله لك فيها..

    نجلاء محمود محرم

المواضيع المتشابهه

  1. قصة قصيرة ......... العازف
    بواسطة تعب في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-08-2016, 10:13 PM
  2. فارس . كم( قصة قصيرة)
    بواسطة سعد جبر في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 04-06-2016, 08:44 PM
  3. نــهــــاية غــصــن (قصة قصيرة)
    بواسطة عبد الواحد الأنصاري في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 22-05-2016, 08:00 AM
  4. قصيدة: سلامٌ..وأيُّ سلامْ ؟؟
    بواسطة ابراهيم محمود الخضور في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 20-11-2010, 10:49 PM
  5. سلام اسلم سلام إسلام
    بواسطة احمد هادي الكنْدي في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 14-07-2007, 04:09 PM