إلى كل مبدع " إبدأ بنفسك2 "

يطلب المبدعون من المؤسسات العامة والخاصة الدعم والتشجيع لأعمالهم و على مستوياتها المختلفة فالمميز في الإبداع يتساوى في هذا الموضوع مع من وضعوا أول خطوة لهم على طريق الإبداع، والكل يطلب و يرى أنه معروف على كافة المستويات و يتوقع المعاملة المميزة والدعم غير المحدود من الجميع دون أستثناء.

عندما يلتقي مبدعان من مدينتين مختلفتين لا استغرب إن لم يعرف أحدهما الأخر قبل ذلك اللقاء الذي يتم فيه التعارف، حتى في المدينة الكبيرة مدينة مثل عمان لا استغرب وقوع مثل هذا الأمر، لأن عمان واسعة و فيها العديد من الأماكن الثقافية، أما في المدن الصغيرة الأخرى مثل الزرقاء وإربد و عجلون، فإني سأستغرب إن وجدت أن مبدعين لا يعرفان بعضهما البعض لقلة الأماكن الثقافية في تلك المدن.

يغضب المبدع من الناس قبل أن يغضب من نفسه، وهو ظالم لها " لنفسه " ، لا يسعى لتسويق نفسه " كشاعر أو ككاتب، رغم القدرات المميزة في الإبداع التي يمتلكها، لا ألوم من لايسعى لأن يعرف أساساً كشاعر أو أديب أوكصاحب قدرات إبداعية ، فهو حر فيما يراه صواباً، لكن أين العلاقات العامة " وهي أم التسويق " عند من هم قادرون على تسويق أنفسهم، فالمطلوب من المبدع أن يسوق نفسه أولاً وفق قدراته، ثم عليه أن يستخدم العلاقات العامة و أن يطور قدراته في المهارتين مهارته في تسويق نفسه و مهارته في علاقاته العامة.

كلما طور الإنسان العادي من قدراته و تعلم أكثر فإنه يزداد تميزاً و ألقاً، وعلى المبدعين أن يتعلموا أكثر من غيرهم و يستخدموا قدراتهم المميزة في ما يخدمهم و يحقق لهم أهدافهم، فإن ما يتوقعه الناس من المبدع كثيرٌ جداً مقارنةً بما هو مطلوب من المميزين أو العاديين من الناس، الأساليب المستهلكة والتي يقدم بعض المبدعين أو الساعين للوصول إلى الإبداع أنفسهم من خلالها قد فقدت قدرتها على تحقيق الغايات لهم، فلم يعد الناس ينظرون إلى المبدع في هيئة خاصة " طويل الشعر ..... و بملابس تلفت النظر " وما إلى ذلك، بل أصبح الناس ينظرون إلى الأعمال الإبداعية كأساس، و أصبحوا لا يلقون بالاً للمظهر.

على المبدعين أن يتحركوا لخدمة أنفسهم ، و من الخدمات التي يتوجب عليهم السعي لتحقيقها، و أشدد هنا على أن يقوموا بتسويق أنفسهم وأن يعرفوا الناس بأعمالهم و مستوى تلك الأعمال " العلاقات العامة " و أن يستمروا في التعلم لتحقيق المزيد من التميز في الإبداع و أن لا يكرروا أعمالهم و أن لا يقدموا إلى منصة الإلقاء إلا و لديهم الجديد ليقدموه للجمهور، تطوير النفس في الأسلوب والأداء للأعمال الإبداعية أمران لا يختلف عليهما إثنان، فإن قام المبدعون بما عليهم تجاه أنفسهم فإن المجتمع سيقوم بواجبه و سيساعدهم و يشد من أزرهم.
باسم سعيد خورما