أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: مع القرآن الكريم: ﴿ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا ﴾

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد سوالمة قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : رفح
    العمر : 69
    المشاركات : 488
    المواضيع : 188
    الردود : 488
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي مع القرآن الكريم: ﴿ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا ﴾


    قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [الأعراف].

    ذكر ابن كثير، رحمه الله، في تفسيره: «يخبر الله تعالى عن قلة إيمان أهل القرى الذين أرسل فيهم الرسل، كقوله تعالى: ﴿فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾ [يونس]، أي ما آمنت قرية بتمامها إلا قوم يونس فإنهم آمنوا، وذلك بعدما عاينوا العذاب، كما قال تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ  فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾ [الصافات]... وقوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا﴾ أي آمنت قلوبهم بما جاء به الرسل، وصدقت به، واتبعوه، واتقوا بفعل الطاعات وترك المحرمات ﴿لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ أي قطر السماء ونبات الأرض، قال تعالى: ﴿وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ أي ولكن كذبوا رسلهم فعاقبناهم بالهلاك على ما كسبوا من المآثم والمحارم».
    ويذكر سيد قطب، رحمه الله، في ظلاله: «فلو أن أهل القرى آمنوا بدل التكذيب، واتقوا بدل الاستهتار، لفتح الله عليهم بركات من السماء والأرض... هكذا... ﴿ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ مفتوحة بلا حساب من فوقهم، ومن تحت أرجلهم. والتعبير القرآني بعمومه وشموله يلقي ظلال الفيض الغامر. الذي لا يتخصص بما يعهده البشر من الأرزاق والأقوات...
    وأمام هذا النص... نقف أمام حقيقة من حقائق العقيدة، وحقائق البشرية الكونية سواء. وأمام عامل من العوامل المؤثرة في تاريخ الإنسان، تغفل عنه المذاهب الوضعية... كل الإغفال، بل تنكره كل الإنكار!
    إن العقيدة الإيمانية في الله، وتقواه، ليست منعزلة عن واقع الحياة، وعن خط تاريخ الإنسان.
    إن الإيمان بالله وتقواه، ليؤهلان لفيض من بركات السماء والأرض، وعداً من الله، ومن أوفى بعهده من الله؟
    ونحن المؤمنين بالله، نتلقى هذا الوعد بقلب المؤمن، فنصدقه ابتداءً، لا نسأل عن علله وأسبابه، ولا نتردد لحظة في توقع مدلوله.. نحن نؤمن بالله -بالغيب- ونصدق بوعده بمقتضى هذا الإيمان. ثم ننظر إلى وعد الله نظرة التدبر -كما يأمرنا إيماننا كذلك- فنجد علته وسببه!
    إن الإيمان بالله قوة دافعة دافقة، تجمع جوانب الكينونة البشرية كلها، وتتجه بها إلى وجهة واحدة، وتطلقها تستمد من قوة الله، وتعمل لتحقيق مشيئته في خلافة الأرض وعمارتها، وفي دفع الفساد والفتنة عنها، وفي ترقية الحياة ونمائها.. وهذه كذلك من مؤهلات النجاح في الحياة الواقعية.
    والإيمان بالله تحرر من العبودية للهوى، ومن العبودية للعبيد. وما من شك أن الإنسان المتحرر بالعبودية لله أقدر على الخلافة في الأرض خلافة راشدة صاعدة، من العبيد للهوى، ولبعضهم البعض.
    وتقوى الله يقظة واعية تصون من الاندفاع، والتهور، والشطط، والغرور... وتوجه الجهد البشري في حذر وتحرج، فلا يعتدي، ولا يتهور، ولا يتجاوز حدود النشاط الصالح.
    [motr]من اراد الله به خيرا فقهه في الدين[/motr]

  2. #2

  3. #3
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : أرض الاسلام
    العمر : 61
    المشاركات : 368
    المواضيع : 53
    الردود : 368
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    يقول سيد قطب
    لست ممن يؤمنون بحكاية المبادئ المجردة عن الأشخاص؛ لأنه ما المبدأ بغير عقيدة حارة دافعة؟ وكيف توجد العقيدة الحارة الدافعة في غير قلب إنسان؟
    إن المبادئ والأفكار في ذاتها ـ بلا عقيدة دافعة ـ مجرد كلمات خاوية أو على الأكثر معان ميتة! والذي يمنحها الحياة هي حرارة الإيمان المشعة من قلب إنسان! لن يؤمن الآخرون بمبدأ أو فكرة تنبت في ذهن بارد لا في قلب مشع.
    آمن أنت أولاً بفكرتك آمن بها إلى حد الاعتقاد الحار! عندئذ فقط يؤمن بها الآخرون!! وإلا فستبقى مجرد صياغة لفظية خالية من الروح والحياة!..
    لا حياة لفكرة لم تتقمص روح إنسان، ولم تصبح كائناً حياً دب على وجه الأرض في صورة بشر!.. كذلك لا وجود لشخص - في هذا المجال ـ لا تعمر قلبه فكرة يؤمن بها في حرارة وإخلاص...
    إن التفريق بين الفكرة والشخص كالتفريق بين الروح والجسد، أو المعنى واللفظ؛ عملية في بعض الأحيان مستحيلة، وفي بعض الأحيان تحمل معنى التحلل والفناء!
    كل فكرة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان! أما الأفكار التي لم تطعم هذا الغذاء المقدس فقد ولدت ميتة ولم تدفع بالبشرية شبراً واحداً إلى الأمام!.

  4. #4
    الصورة الرمزية محمد سوالمة قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : رفح
    العمر : 69
    المشاركات : 488
    المواضيع : 188
    الردود : 488
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الاسلام عقيدة ينبثق عنها نظام اى بمعنى اخر فكرة وطريقة
    ولذلك نحن نعمل لاستئناف الحياة الاسلامية واعادة حكم الله فى الارض من خلال فهمنا لهذه الفكرة وبالطريقة المنبثقة من الفكرة نفسها ونحاول فهم الاسلام كما فهمه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لنكون ممن ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث:

    أخرج الحاكم في المستدرك من طريق عمر رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم جالساً، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أتدرون أي أهل الإيمان أفضل إيماناً؟ قالوا: يا رسول الله الملائكة، قال: هم كذلك ويحق ذلك لهم وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنـزلة التي أنزلهم بها بل غيرهم، قالوا: يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى بالنبوة والرسالة. قال: هم كذلك ويحق لهم ذلك وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنـزلة التي أنزلهم بل غيرهم. قال قلنا فمن هم يا رسول الله؟ قال: أقوام يأتون من بعدي في أصلاب الرجال فيؤمنون بي ولم يروني ويجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيماناً». قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
    وأخرج البزار من طريق عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال فيه: «أولئك أعظم الخلق منـزلة وأولئك أعظم الخلق إيماناً عند الله يوم القيامة».
    قال الهيثمي: أحد إسنادي البزار المرفوع حسن. المنهال بن بحر وثقه أبو حاتم وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح.

    هذا الحديث رواه على الأقل ثلاثة من تابعي التابعين عن ثلاثة من التابعين عن صحابي. وهو يدل بمفهومه على أن دولة الإسلام كائنة بعد أن يقضى عليها، والذي يدل على أنها كائنة قوله: [فيعملون بما فيه] وما من ألفاظ العموم فتشمل عمل الأفراد كالصلاة وتشمل عمل الدولة كالحدود وحمل الدعوة وعقد المعاهدات وتطبيق سائر الأحكام التي جعلها الله سبحانه وتعالى من اختصاصها. وأما الدليل على أنها تكون بعد القضاء على دولة الإسلام الأولى فقوله: [فيجدون الورق المعلق]، والورق المعلق يشمل الكتاب والسنة، وقد كان هذا الورق موجوداً زمن الصحابة، وكان بعض السنة معلقاً أيضاً عند بعض الصحابة كعبد الله بن عمرو، وكان معلقاً أيضاً عند الأجيال التي جاءت بعد الصحابة، فما الفرق بيننا وبينهم؟ الفرق والله أعلم أنهم وجدوا الورق المعلق ووجدوا الدولة التي تعمل به، أما نحن فلم نجد إلا الورق المعلق ولم نجد الدولة فعملنا لها وسنعمل به فيها إن شاء الله. فيكون معنى الحديث: فيجدون الورق المعلق لا يعمل به فيعملون بما فيه كله. أي أن الورق المعلق لا يعمل به قبلهم فيعملون به. أي أنهم يجدونه على الرفوف فيضعونه موضع التطبيق في الحياة.

    وفي هذا الحديث دقيقة ينبغي التنبيه إليها وهي أن هؤلاء الأقوام ليسوا أفضل من الملائكة والأنبياء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الملائكة والأنبياء [هم كذلك] أي أنهم أفضل أهل الإيمان إيماناً، أي أنه من الطبيعي والبديهي أن يكونوا كذلك، ولا يحتاج هذا إلى سؤال، والذي يحتاج إلى السؤال عنهم هم غيرهم ممن لا يكونون بمنـزلتهم التي أنزلهم الله إياها، فهذا الفضل في إيمانهم يحق لهم بالمنـزلة التي أنزلهم الله إياها. فهؤلاء الأقوام أفضل أهل الإيمان إيماناً خلا الملائكة والأنبياء. وكونهم أفضل أهل الإيمان إيماناً لا يجعلهم أفضل من الصحابة، ذلك أن فضلهم محصور بالإيمان أي مقيد بالإيمان وليس فضلاً مطلقاً، وهذا مأخوذ من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: [إيماناً]، فالفضل كما يكون بالإيمان والتقوى، يكون بالأعمال، وهؤلاء الأقوام إنما فضلوا غيرهم بكونهم آمنوا بورق معلق وعملوا به دون أن يروا نبياً ولا وحياً ولا دولة، ففضلهم محصور ومقيد بهذه الجزئية من التفاضل، لكن لو جمعنا الجزئيات التي يتفاضل بها المؤمنون أي التفاضل مطلقاً لكان الصحابة خيراً منهم ولا كلام.
    نسال الله ان نكون منهم وان يعجل الله النصر والتمكين لحملة الدعوة انه على ذلك لقدير وبالاجابة لجدير واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

المواضيع المتشابهه

  1. معاني "الذكر" في القرآن الكريم.. من (الإتقان في علوم القرآن)
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى المُعْجَمُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 27-07-2020, 08:55 PM
  2. ** فتية آمنوا بربهم**إهداء لشباب المقاومة
    بواسطة نادية بوغرارة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 27
    آخر مشاركة: 21-09-2009, 11:37 PM
  3. قواعد وأصول أهل السنة والجماعة " أهل الحديث " .
    بواسطة محمود جابر في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 31-07-2007, 05:01 PM
  4. ( اللامية العراقية ) في مدح أهل الجهاد وذم أهل النفاق
    بواسطة خالد عمر بن سميدع في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 18-01-2007, 08:22 AM
  5. طفل القرى وفروض المدينة
    بواسطة أحمد حسين أحمد في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 11-09-2005, 10:47 PM