على مرفأ الأفق..

الجنون وسام شرف في واقع كثر فيه العقلاء المزيفون.. أو من يدعون المثالية وهم في طينة واقعهم إلى المجون أقرب وفي المفسدة أرغب..

يحكى أن..
ليته وقف موقف مستبصر يعلم طرفا من الرؤيا.. ويصنع بفؤاده تأويلها.. أو ليته بلغ جذر الروح، فما يحييه من عطر الكلم يحييها.. ويرويه ذات الندى الذي يرويها.. !!

ﻳﺎ ﻣﻦ ﺗﺘﻬﺎﻭﻯ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺃﻣﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﻟﺘﻌﻈﻢ ﻓﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺰﺍﺩ ﻟﻠﻤﻮﺍﺻﻠﺔ، ﻔﺘﺨﻄﻮ ﺑﺮﻓﻘة رحمته ﺣﻴﺚ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺑﺪﻱ..
ﻳﺎ ﻣﻦ ﻣﺮور الكل صقيع، ﻭﺃﺭﺍﻧﻲ ﺑرحمته ﺩﻑﺀ..
ﺣﻨﺎﻧﻴﻚ ﺗﺮﻓﻖ ..
ﻃﻮﻳت الدنيا ﺃﻟﻤﺎ ﻭﺃﺭﺍﻙ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻤﻲ ﺗﺤﻨﺎﻧﺎ ﻳﺮﻕ..
ﻭﺻﻔﻮﻙ وصل الروح أوكسجين حياة.. نرى كل سواد بعده ﺑﻴﺎﺿﺎ ﺑﻠﻮﻥ ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ..!!

جنتي فوق أرضك ربي هو الدعاء..!!

وكأننا حين نقطع صلة الوصل بيننا وبين التأمل.. نغيب عن الوجود ولا يبقى منا لأنفسنا شيئاً يذكر !
ويحها الفتنة، إذ لا تعطينا سوى أماني مليئة بالملح !!

هل جربت قراءة العيون ؟؟
إن لم تكن فعلت فافعل، وتأمل بعين الباحث عن الحقيقة.. وستكتشف بنفسك بأنك لن تجد الصفاء إلا في عيون الأطفال، وفي عيون من تعلقت قلوبهم بالله، فرتبوا الوقت ورتبوا القلب..
وقد يصل بك التأمل و الرأي بأن للأطفال غفلتهم وبراءتهم المرهونة بمرحلتهم العمرية.. وأن لا فضل لهم في تلك الراحة.. أما من تعلقت قلوبهم بالله، ففضلهم على أنفسهم بعد فضل الله عليهم عظيم..

موازاة مع أخطاء كل جيل.. والحال دماء.. لا جرم إذن إن قلنا أن من يتزوج اليوم لينجب حتى يفرغ عقده الشخصية، فيخرج عاهات بشرية و مجتمعية أخرى أكثر سوءا من هؤلاء الموجودين في المجتمع حقت إصابته بالعقم !!

لم أفرغ بعد ما تبق من مداد حتى أنتشي الحياة فجرا يدلني أين يكمن زهر الروض وأين ينسكب الضياء حين ينفرط الظلام..
كم استسقت ضبابية الوقت من كؤوس روحي وترياق الهوى من صدري حتى أدركت أن العلو يقف هناك منتظرا طرق شباك الاعتكاف..!! وأن عصفور الصبح يغني كل صباح وصوته يصل الآفاق.. !!

وافتح عين البصيرة جيدا وإن غض الناظران الطرف ولا تبالي، ولا تنخدع..
فكم من خيال تلمحه في البعد وتظنه كائنا نورانيا متخذا سبيله سلفا إلى المعالي، حتى اذا ما اقتربت منه تجده بقايا من أخضر على مفاتن الدنيا قد احترق.. وقد مسه من حسن ظنك ما جعله في حال صباغة/رتوش تنكمش بمجرد وضوح الرؤيا.

عندما يأتيك الفرح محمولا على أجنحة حلم.. عندما تزورك روح غالية.
تتصافحان، تتعانقان دون أجساد ! تتحدثان كأنها ما فارقتك يوما..
تشعرك بما يؤلمك، وتبقيك على قيد الصبر ترقب فرج..
تواسي فيك كل إحساس، وتترك الطمأنينة عالقة بقلبك وحلقك.

هي الأم..

اللهم ارزقها الخير عني، ولا تحرمني رؤيتها مناما/حلما.. فلا شيء يواسيني بعدها سوى رؤيتها على فرح.

أيها السائل عن الأوطان قف! هنا ثرى الأنبياء، وها هنا بقاع الشهداء.. وهنا الصالحة سيرتهم.. وهنا الخائنين.. منهم من قبره الطمع، ومنهم من لا زال فيه يرتع.. وهنا ضحايا في الانتظار.. وهنا.. وهناك.. وفي كل مكان هي رحمة الله..